تتناول بعض الأوساط الاجتماعية عمل المعلم بشيء من الإجحاف، والاستهتار بما يقوم به ويؤديه طوال العام الدراسي، متناسين دوره، وكأن ما يقوم به أمر لا يستحق الذكر، فبعض فئات المجتمع يُهوّل بعض الأخطاء الموجودة في ميدان التربية والتعليم ويُعمِّمها على الجميع، ويتهم التعليم بالفشل، ويقدح في مخرجاته، وما يزيد الأمر سوءًا أن يُهمّش دور كل من في الميدان التربوي، ويكون الضحية هو المعلم فقط. مصطلح (العمل المريح) مازال وسيستمر ملازمًا لمن يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة، لن يقيّمها صاحب العين غير المحايدة، وصاحب النظرة القاصرة، فالكثير من الانتقادات تُواجه من يقوم بالرسالة السامية، ولكن حسب المعلم أن النجاح لن يأتي بسهولة، فالمعلم يترنح بين ما يقوم به من أعمال وبين ما يُصارعه خارج الميدان من اتهامات، والنتيجة محسومة (لم ينجح)، وبالفعل لن ينجح، لأننا باختصار في زمن الجحود، فالتعليم مهنة شاقة لن يقوم بها من يحمل الشهادة فقط، بل لابد مع هذا أن يصبر ويحتسب.. المعلم ليس معصومًا من الخطأ، فهو بشر، والبشر يخطئ، خصوصًا في ظل الأعداد الكبيرة من الطلاب والتجاهل لكثير من مطالبه، ولكن حسبه أن لكل مجتهد نصيبَا. المعلم يحمل على عاتقه أمانة عظيمة ولذلك يجب عليه أن يكون أكثر التزامًا من غيره، فهو كتاب مفتوح لكل أفراد المجتمع، ومع ذلك فالأنظار مسلّطة عليه أكثر من غيره، ولا يُقبل منه ما يُقبل من غيره، لأنه بمثابة القدوة التي توضع داخل دائرة حمراء، يُمنع فيها الزلل مهما كانت الظروف. نحن في بداية العام الدراسي وهي فرصة سانحة لتوجيه نصائح لكل أسرة لمتابعة أبنائها، وعدم ركنها على المعلم فقط ومن ثم إلقاء اللائمة عليه لأن دوره جزئي، مُكمِّل لدور الأسرة، وليعلم الجميع أن نجاح الأبناء من نجاح الأسرة، ودمتم سالمين. عبدالعزيز وصل الذبياني