رواية متميزة عميقة، يربط فيها الكاتب بين قصتين بحبكة منسوجة بخفّة و ذكاء ، بين خواء المدينة إثر الحرب ، و خواء قلبين بعد أن ازدهر حبهما ، و اختارها رفيقة لدربه لكن ظرفاً يؤثر على حياتهما و يجعل كل واحد منهما يمشي في درب و هما معاً !
يبدعُ في دسّ الحكم بين السطور ، و في دقة الوصف للحدث حتى تتساءل هل كان الكاتب هناك ؟ !
يتنوع في مستوى اللغة محافظاً على قوتها و بساطتها ، و يذهلك بالتشبيهات التي يضربها ، و يبكيك و يفرحك بعاطفته الآسره ، و يتنقل بك بين الشخصيات دون أن تشعر ، و قد تصاب بالدهشة لبروز شخصية ظننتها انتهت و تكون هي مفتاح النجاة !
يأخذك بوصفه الدقيق لتعيش أجواء الحرب ، و القصف و الدمار المرعب ، و يغوض ليحلل أعماق النفس البشرية ليظهر لك كيف يمكن أن تجعل الحرب منك وحشاً لا يشبهك ، أو ملحداً لم يؤمن قط ، أو خائناً لأقرب الناس لك ، أو جثة حية ؛ضريبة للهرب من الموت المحقق ..ضريبةً للحرب التي أشعلها أفراد أنانيون و دفع ثمنها شعب بأكمله و أجيال ممتدة بعده .