" الملائكةُ تصلي على أحدِكم ما دام في مُصلاه، ما لم يحدثْ : اللهمَّ اغفرْ له، اللهم ارحمْه، لا يزال أحدُكم في صلاةٍ ما دامتِ الصلاةُ تحبسُه، لا يمنعه أن ينقلبَ إلى أهلِه إلا الصلاة." الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 659 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر السنية
*شرح الحديث : يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ: إنَّ الملائكةَ تُصلِّي على أحدِكم، أي: تَستغفرُ له ما دامَ في مُصلَّاه ينتظرُ الصَّلاةَ، ما لم يُحدِثْ؛ قيلَ: ما لم يُحدِثْ حَدَثًا في الإسلامِ، يعني ما لم يَعصِ، وقِيلَ: ما لم يُحدْث حَدَثًا يَنقُضُ الوضوءَ؛ لأنَّه إذا أَحدَثَ حدثًا ينقضُ الوضوءَ فإنَّهُ يُبطلُ الصَّلاةَ فيُمنعُ أنْ يكونَ في صلاةٍ حالَ كونِ الملائكةِ الْمُصلِّينَ عليه قائلين: اللَّهمَّ اغفِرْ له، اللَّهمَّ ارحمْه، ولا يَزالُ أحدُكم في ثوابِ صلاةٍ ما دامتِ الصَّلاةُ تَحبسُه، أي: مُدَّةَ دوامِ حَبسِ الصَّلاةِ لَه، لا يمنعُه أنْ ينقلبَ، أي: لا يمنعُه الانقلابُ، وهو الرَّواحُ إلى أهلِه إلَّا الصَّلاةُ أي: لا غيرُها، ومُقْتضاه أنَّه إذا صَرفَ نيتَّه عَن ذلك صارفٌ آخرُ انقطعَ عَنْه الثَّوابُ المذكورُ، وكذا إذا شارَكَ نيَّةَ الانتظارِ أمْرٌ آخرُ. والفرْقُ بَيْنَ المغفرةِ والرَّحمةِ أنَّ المغفرةَ سِترُ الذُّنوبِ، والرَّحمةَ إفاضةُ الإحسانِ إليه. وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ الجلوسِ في الْمُصلَّى على طهارةٍ.[/b]