تلك هي الحياة أنفاس معدودة ثم سرعان ما تنقضي..وليت شيء منها يعود... أوقات تبدأ مع الإنسان بولادته وخروجه إلى النور ولا تنته إلا بموته... وليت الأمر يقف عند هذا الحد... ولكن حساب بعده جزاء جنة أو نار... ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شيء أوقات نهدرها نسينا أو تناسينا أننا سنقف بين يدي الجبار نُسأل عنها في ذلك الموقف المهول... لو سُئلت إحدانا عن وقتها وكيف تقطعه وجدتيه مجمع من أخلاط الدنيا وأقذارها وقلما نجد شيئاً لدينها... إحداهن تتحدث بفخر عن مخططها اليومي... تقول: أنا أحب أن أسمع الغناء وأنا في السيارة..أقطع الوقت !!! (والتسبيح والأذكار فلا تسل عنها) ثم إذا عادت إلى بيتها تنام ثم تستيقظ تأكل ثم تنام ثم تخرج بعد المغرب إلى نادي رياضي وخذي ما شئتِ من الموسيقى والأمور التي تغضب الله ثم تعود تأكل ثم تذهب إلى السمر مع صديقاتها على القنوات وما فيها من مجون ثم تنام ثم تستيقظ وهكذا... أين نصيب القرآن في حياتها ؟!! أين نصيب طلب العلم الشرعي؟!! أين نصيب الدعوة إلى الإسلام أقل واجب يقدمه الإنسان لدينه؟!! إلى متى نضيع حياتنا بين تلك التوافه؟!... متى ستكبر هممنا ونحسن استغلال تلك الأوقات التي تضيع منا؟!! وما المرء إلا راكب ظهر عمره على سفر يفنيه باليوم والشهر يبيت ويضحي كل يوم وليلة بعيداً من الدنيا قريباً إلى القبر لقد كان سلفنا الصالح من أشد الناس عناية بأوقاتهم.. فلا يمر عليهم دقائق إلا وسخروها في أمر يرضي الله.. وكانوا يقولون: من المقت إضاعة الوقت. ذكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي) يتألمون على فوات أوقاتهم دون أن يستفيدوا منها !! أما نحن فكثيراً ما نسمع عبارة قتل الوقت!! وكيف نقتل تلك الأوقات الزائدة كما نسميها؟؟ فبالأحاديث الفارغة والمحرمات .. أهكذا يستغل المسلم فراغه لو كنا نعي أو نعقل؟!! يقول صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ). الفراغ كم يتمناه أناس ونحن نقتله بتوافه الأمور ويا حسرتاه إذا ضاقت علينا أنفاسنا نتمنى لحظة من أوقاتنا تعود لنقدم فيها شيئاً ولكن هيهات!!.....