أين هي حــــــمرة الخجل؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
و أنا منهمك في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بي، فإذا بي أسمع ضجة كبيرة عن بعد تتعالى و تتعالى معها الأصوات، فهرولت
إلى الشباك لأتبين الأمر، و أكتشف سر هذه الضوضاء البشرية التي ملأت المكان،و كلما اقتربت بدأت أميز بعض الكلمات
و أميز ، و أميز ...فارتفعت درجة الحرارة في جسدي، و انتابني شعور غريب كما لو أني في عالم
آخر اتخد من الرذيلة و سوء الخلق منهاجا يقتضي به في تسيير
دواليب حياته.
شاهدت أطفالا في عمر الزهور، لم يصلوا بعد إلى سن المراهقة، يعاكسون فتاة في سن السابعة عشر تقريبا،و يتفننون
في إنتقاء الألفاظ النابية و المخزية،يصفونها بكل الأوصاف المقيتة،ربما سيقول لي الكثير هنا أن الأمر عادي
و قد آلفنا ذلك لتكراره باستمرار، لكن ما اندهشت له و استغربت له كل الإستغراب هو إخراج
تلك الفتاة كرد فعل منها لحمم و أوصاف و نعوت يزلزل لها الكيان
وتقطع لها الأوصال، وتدمي الفؤاد...
ومما زاد المشهد حرقة هو إختيار الكثير من الناس الصمت ، و الإكتفاء بالمشاهدة، كما لو أنهم يشاهدون مباراة
في كرة القدم حــــــــامية الوطيس ، و ينتظر الجميع بلهفة و شــــــوق لمن ترجـــــــــــح الكفة.
وهنا تحضرني الكثير من الأســـــــئلة الملحة التي تبـــــــــحث عن إجابات مقنعة:
-1- هل تراني أهول الأمور و أضخمها و أعيش في عالم غير عالمي؟
-2-بماذ تفسر هذا الإنسلاخ عن القيم و الأخلاق من الجنسين ؟
-3- أين هي حمرة الخجل؟
ــــــــــــ
تحياتي الأخوية للجميع
منقوول