یقوم الدين الاسلامي علی اساس العقل و المنطق، وقد تأسس علی المحبة و الصداقة والأخوة. أما الاصل الأولي فهو: أن الدين الاسلامي یبرأ من العنف و استخدامه ویبغضه. وینبغي مشاهدة آيات القرآن و الکتاب السماوي عند المسلمین و السيرة العملية لنبي الاسلام(صل الله عليه واله)، یخاطب القرآن الکريم نبي الاسلام و یقول: «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ»(الأنبیاء: 107). فإن کان قد عرض هذا الدین نبیه الکریم للناس بأنه رحمة، فمن المسَّلم به أن هذا الدین لا یکونً دین العنف أبداً. و في آية أخری یأمر الله نبيه الکریم بالتواضع و الاستکانة في مقابل المؤمنين و یقول: «وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ»(الحجر: 88). ویأمره أیضاً بالعفو، الصفح، ومداراة الناس، ویقول:«خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»(اعراف: 199). فجمیع هذه الآيات، بيان و إشارة لرحمة نبي الإسلام، تتلائم مع المودة، و تتطابق مع منطق الدين الاسلامي. فإن لم یکن الاسلام دين المحبة، الالفة، الإخلاص و الصداقة ، فلا معنی إذاًً لکل هذا التأکید منه علی: العفو، التسامح، المحبة، اخلاق البر، و امثال هذه الأمور. فالدین یؤکد إذاً: أن یتعامل النبي مع الآخرین بالعفو، التسامح، الرحمة، المحبة، اخلاق البر والتواضع للمؤمنين.