ما هي الأعمال والعوازل التي تنجي صاحبها من حر شمس القيامة وتحفظه في ظل الله يوم لا ظل إلَّا ظله، لقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم عن عوازل من الأعمال الصالحة نتحلى بها لنستظل بسببها تحت ظل عرش الرحمن في ذلك اليوم العصيب؟ومن استظل بظل العرش سيمر عليه ذلك اليوم الطويل كقدر الصلاة المكتوبة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ((يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يُهَوِّنُ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ))أبو يعلى وصححه ابن حبان والألباني، وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ((يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَقِيلَ مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُخَفِّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا))أحمد وصححه ابن حبان. أيها المسلمون وإذا كان الناس يسألون عن أفضل العوازل الحرارية لبيوتهم فسأخبركم عن أفضل العوازل الحرارية عن حر شمس يوم القيامة، سأذكر لكم بعض الأعمال الموجبة للاستظلال تحت ظل العرش لعلنا نسارع إليها بعد أن أدركنا وآمنا بأهميتها يوم القيامة. العازل الأول:إنظار المعسر حتى يسدد دينه أو التخفيف من الدين عنه فعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من أَنْظَرَ مُعْسِرًا أو وَضَعَ عنه أَظَلَّهُ الله في ظِلِّهِ))مسلم، وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ(من انظر مُعْسِرًا أو وَضَعَ له أَظَلَّهُ الله يوم الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ))أحمد الترمذي وعن أبي اليسر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن أول من يستظل في ظل الله يوم القيامة لرجل أنظر معسراً أو تصدق عنه))الطبراني بسند حسن وعن أبي قَتَادَةَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ(يقول من نَفَّسَ عن غَرِيمِهِ أو مَحَا عنه كان في ظِلِّ الْعَرْشِ يوم الْقِيَامَةِ))مسلم وأحمد. العازل الثاني:عن سَهْلِ بن حُنَيْفٍ رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم(من أَعَانَ مُجَاهِدًا في سَبِيلِ اللَّهِ أو غار ما في عُسْرَتِهِ أو مُكَاتَباً في رَقَبَتِهِ أَظَلَّهُ الله في ظله يوم لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ))أحمد وصححه الحاكم. العازل الثالث:المحبة في الله تعالى وليس لأجلِ مصلحة دنيوية أو غيرها فعن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ(إِنَّ اللَّهَ يقول يوم الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلِّي))مسلم.وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ يَحْكِى عن رَبِّهِ يقول((الْمُتَحَابُّونَ في اللَّهِ على مَنَابِرَ من نُورٍ في ظِلِّ الْعَرْشِ يوم لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ))أحمد والطبراني. العازل الرابع:حفظ سورتي البقرة وآل عمران فعنعبد اللَّهِ بن بُرَيْدَةَ عن أبيه قال كنت جَالِسًا عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ يقول((تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فإن أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ولا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قال تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ وَإِنَّهُمَا تُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يوم الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أو غَيَايَتَانِ أو فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ))أحمد والدارمي والبيهقي في الشعب ورجاله رجال الصحيح وقال الألباني حسن صحيح، وعن النَّوَّاسَ بن سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول((يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يوم الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ وَضَرَبَ لَهُمَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قال كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أو ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أو كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عن صَاحِبِهِمَا))مسلم، فاحرصوا على هاتين السورتين بدلا من حفظ الأغاني التي لا تزيد القلب إلا ضعَّفاً ووهناً وبؤساً وشقاءاً. العازل الخامس:الصدقة على الفقراء والمحتاجين فعن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ رضي الله عنه يقول سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول((كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حتى يُفْصَلَ بين الناس أو قال يُحْكَمَ بين الناس)).أحمد وصححه الحاكم وابن حبان وابن خزيمة والألباني. فحري بكل مسلم أن يكثر من الصدقات ليستظل بها في يوم كربه شديد يغرق فيه الناس في عرقهم. العازل السادس:العدل في الرعية أو من تحت ولايته ولو كانت ولاية صغيرة كولاية الرجل على أهل بيته. العازل السابع:نشأة الشاب في طاعة الله وعبادته. العازل الثامن:تعلق القلوب ببيوت الله. العازل التاسع:تجنب الزنا ودواعيه التي كثر ترويجها وبثها خلال وسائل الإعلام المختلفة ليل نهار. العازل العاشر:البكاء من خشية الله وعند ذكره. العازل الحادي عشر:إخلاص العمل لله تعالى. يجمع هذه العوازل الحديث النبوي فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله تَعَالَى في ظِلِّهِ يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَدْلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمَعَا عليه وَتَفَرَّقَا عليه وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فقال إني أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حتى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ))البخاري ومسلم. شبكة الالوكة الشرعية منديل بن محمد آل قناعي الفقيه