قصة عن التعاون والعمل الجماعي قررت مجموعة من الأولاد في إحدى الأيام أن يلعبوا كرة القدم الجماعية، فاتفقوا على أن كل واحد منهم سيجلب شيئًا يستخدم في المباراة التي سيلعبوها، فقال أحدهم أنه سيجلب الكرة وقال الآخر أنه سيجلب الصفارة وباقي الأولاد منهم من سيجلب قفازات حارس المرمى وأعلام الأركان وغيرها من الأدوات اللازمة. قبل بدء اللعبة وقبل أن يختارون الفرق المشاركة، قد قرروا أن الصبي الذي جلب أهم شيء، هو من سيحصل على اختيار الفرق الأفضل، ولكنهم وجدوا صعوبة في تحديد أي شيء كان أهم شيء ؟ لم يستطيعوا تحديد الأهم فقرروا أنه من الأفضل البدء في اللعب، واستخدام كل الأشياء التي جلبها الأولاد والتخلص من كل ما هو له بديل، حتى يعرفوا الأشياء التي لا غنى عنها بالفعل، فكان أول شيء تخلصوا منه كان الصفارة، لأن الحكم من الممكن أن يصرخ بدلاً من استخدام الصفارة، ثم بعدها قاموا بإلقاء قفازات حارس المرمى لأنهم استطاعوا إنقاذ الكرة بدون القفازات. قاموا أيضاً بالاستغناء عن استخدام أعلام الأركان، واستبدلوا قوائم الأهداف ببضعة صناديق، استبدلوا كرة القدم بقصدير قديم، وتمكنوا بعدها من مواصلة اللعب، لأن كل الأطفال كانوا متواضعين واستطاعوا أن يستغنوا عن كل الأشياء المكلفة ويستبدلونها بأشياء بسيطة حتى يستمتعوا باللعب مع بعضهم البعض. مر رجل وابنه وشاهدا الصبية وهم يلعبون بواسطة القصدير، فقال الرجل لابنه: انظر يا بني وتعلم من هؤلاء الأطفال، فهم بالرغم من لعبهم بدون كرة تمكنوا من اللعب باستمتاع، وعلى الرغم من أنهم لن يستطيعوا تحسين اللعبة، إلا أن غيرهم يمتلك الكثير ولا يمكنهم الاستمتاع باللعب مثلما يستمتعون هؤلاء الأولاد بلعبتهم المتواضعة وأدواتهم البسيطة للغاية. سمع أحد الأولاد ما يقوله الأب لابنه، فقرر الأطفال دعوة الابن حتى يشاركهم في اللعب، ووافقوا على بدء اللعب مرة أخرى من البداية، ومع كل المعدات المناسبة وبمشاركة هذا الولد، كانوا جميعًا في حاله سعادة لأنها كانت حقًا لعبة رائعة يملؤها الحب والتعاون وروح الجماعة، فلم يفكر أحد من الفريقين في من كان يلعب بشكل أفضل أو أسوأ ولكنهم ركزوا فقط على المتعة وتحسين لعبتهم. شاركهم الولد في متعتهم وتعلم منهم درس في التواضع والتعاون الجماعي، وعلموا جيدًا أن المشاركة هي أساس السعادة، وأن الفريق لا يمكن أن يكتمل إلا بمجموعة كبيرة تتعاون فيما بينهما لتحقيق الهدف.