قصة عن التعاون في الأسرة أسرة السيدة فاطمة كانت أسرة سعيدة، فالسيدة فاطمة طالما حرصت على هذه الأسرة لتبقى دائمًا أسرة مثالية، فقد كانت تستيقظ صباحًا لتعد طعام الفطور وتهيئ الأطفال للذهاب إلى المدرسة، وترتب أغراضهم، وعندما يذهب الأب إلى العمل والأولاد إلى المدرسة تنهمك هي في ترتيب المنزل وإعداد طعام الغداء ليكون المنزل عند عودة الجميع على أتم وجه. وعند عودة الجميع إلى البيت يتناولون طعام الغداء ويخلدون للراحة، لكن السيدة فاطمة تبقى لتنظف الأطباق وتعد الشاي وتوقظ الأولاد لتساعدهم في أداء واجباتهم المدرسية، وهكذا تبقى تعمل من غير راحة ولا كلل، حتى تخلد ألى النوم وهي تفكر في أعمال اليوم التالي. ومن الجدير بالذكر أنها كانت تؤدي كل هذه الواجبات بنفسها، دون أن يعرض أحد أفراد الأسرة عليها أي نوع من المساعدة، بل هم يعتبرونها المسؤولة الوحيدة عن ذلك. وفي يوم من الأيام بينما كان الأطفال يؤدون واجباتهم، والأب يشاهد برامج التلفاز، سمعوا جميعهم صوتًا صادرًا من المطبخ، فانطلقوا إلى هناك ليجدوا الأم قد وقعت على الأرض، حتى أنها لا تستطيع التحدث. تعاون أفراد الأسرة ليحملوا السيدة إلى سريرها وأحضروا لها طبيبًا فأخبرهم أن ما فيها سببه التعب والإرهاق. شعر جميع أفراد الأسرة بالقلق على أمهم السيدة فاطمة، وفي الوقت نفسه شعروا بالندم الشديد لأنهم لم يكونوا يساعدوها في أي من أمور المنزل، فأخذوا العهد على أنفسهم أن يتعاونوا بدءًا من ذلك اليوم، وأن يقسموا الأعمال فيما بينهم، حتى يتمكن كل منهم من أخذ ما يستحق من الراحة. وعندما استيقظت السيدة فاطمة وجدت أن المنزل مرتب وطعام العشاء معدّ، والجميع يتلقاها بابتسامة معتذرين عن تقصيرهم.