العلاَّمة شيخُ الحنابلة، أبو القاسِم عُمرُ بن الحسين بن عبدالله البغداديُّ، الخِرقيُّ الحنبلي
العلاَّمة شيخُ الحنابلة، أبو القاسِم عُمرُ بن الحسين بن عبدالله البغداديُّ، الخِرقيُّ الحنبلي
هو العلاَّمة شيخُ الحنابلة، أبو القاسِم عُمرُ بن الحسين بن عبدالله البغداديُّ،
الخِرقيُّ الحنبلي، صاحبُ المختصَر المشهور في مذهب الإمام أحمد.
قرَأ العِلم على أبي بكر المروذي، وحرْب الكَرْماني، وصالِحٍ وعبدِالله ابنَي الإمام إمامِنا، وكان فقيهَ النَّفْس،
حسَنَ العبارة بليغًا، وقد كان الخِرقيُّ هذا مِن سادات الفُقهاء والعبَّاد، كثيرَ الفضائل والعبادة.
خرَج مِن بغداد مهاجرًا لمَّا كثر بها الشرُّ والسبُّ للصحابة - رضي الله عنهم - وأودَع كُتبَه في بغداد،
فاحترقتِ الدار التي فيها الكُتب، وعُدِمت مصنَّفاته، وقصَد دمشق فأقامَ بها حتى مات
في هذه السَّنَة، وقُبِر ببابِ الصغير يُزار قريبًا مِن قبور الشهداء.
وذكَر في مختصر الحج: "يأتي الحجرَ الأسود إنْ كان موجودًا"، وإنَّما قال ذلك؛ لأنَّ عند تصنيفه لهذا
الكتاب كان الحجرُ قد أخذتْه القرامطةُ وهو في أيديهم في سَنَة سَبْعَ عشرةَ وثلاثمائة، ولم يُرَدَّ إلى مكانه إلا سَنَة سبع وثلاثين.
له المُصنَّفات الكثيرة في المذهب، لم ينتشرْ منها إلا المختصَرُ في الفقه؛ لأنَّه خَرَج من مدينة السلام لَمَّا
ظهر سبُّ الصحابة - رضي الله عنهم - وأودَع كُتبَه في دربِ سليمان، فاحترقتِ الدار التي فيها الكُتب ولم تَكُن انتشرتْ لبُعده عن البَلَد.
قال ابن كثير: قال ابن بطَّة: مات الخِرقيُّ بدمشق سَنَة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وزُرتُ قبْرَه.