أصدر الكاتب والباحث المغربي الدكتور عبد الرحيم تمحري مؤلفا جديدا بعنوان ((شخصية المدرس المغربي : الهوية والتوافق )). ويحاول الكاتب من خلاله تحليل شخصية المدرس(ة) المغربي وكيفية تمثله لذاته داخل مهنته أي هويته المهنية كمدرس ، وكيفية تقويمه لذاته وزملائه ، ونوع رضاه عن نفسه ونوع العلاقة بين ذلك التمثل وذلك الرضا ، أي بين هويته المهنية وتوافقه النفسي الاجتماعي . بخلاف الكتابات الكثيرة حول الإصلاح التربوي والمنهاج والمواد الدراسية ، اختار الباحث التطرق الى عنصر مفصلي في المنظومة التربوية وهو المدرس (ة) بحكم خبرته واحتكاكه بالمدرسين على عدة مستويات خلال مساره المهني الحافل بالتأمل والتحليل الفاعل لهذا الكائن المتموقع بين التلميذ والمعرفة. ويؤكد الكاتب على نسيان أو تناسي سيكوسوسيولوجية شخصية المدرس (ة) المغربي الذي يقوم بتنشيئ المتعلمين والتغافل عن تدريس ودراسة هويته المهنية من جهة وإحباطاته النفسية الاجتماعية ، أي سوء توافقه من جهة أخرى. ومدى الاستهانة بالتأثير الخطير الذي يمارسه المدرس(ة) على شخصية المتعلمين/ات وعلى نوع توافقهم النفسي والاجتماعي خاصة ايجابا في إطار انفتاح شخصياتهم نحو غد أفظل أو سلبا من خلال العاهات المستديمة التي تخلقها العلاقة المتوترة مع المدرسين . إن الكتاب موثق بمراجع وطنية وأجنبية وتجربة عميقة داخل الفصول الدراسية يحلل آليات شخصية المدرس(ة) المربي في أفق تقدير المدرس(ة) لشخصيته حتى يساهم في بناء مغرب تربوي يلائم التحولات الراهنة . ويذكر أن المؤلف أستاذ مادة علم النفس بكلية الآداب بتطوان ، عمل مفتشا ومنسقا جهويا لمادة الفلسفة، وله مؤلفات في علم النفس والتواصل والفلسفة ودراسة نصوصها إضافة الى إسهامات في المجلات والجرائد والإذاعة .