المأمون بن هارون الرشيد .. قصة سجال بين الخليفة العباسي وأعرابي لخليفة المؤمن سابع خلفاء بني العباس هو عبدالله بن هارون الرشيد واحد من أهم خلفاء الدولة العباسية في عصرها الذهبي الذي استمر مائة عام عبدالله بن هارون الرشيد واحد من أهم خلفاء الدولة العباسية في عصرها الذهبي الذي استمر مائة عام منذ سقوط الدولة الأموية عام 132هجرية حتي وفاة وفاة الخليفة المعتصم بن هارون الرشيد عام 232هجرية .. ولد المأمون عام 170هجرية من أم كانت جارية فارسية ماتت فور ولادته كونها كانت تعاني مرضا عضالا. المأمون بن هارون الرشيد ولد تحديدا كما يجمع المؤرخون في ليلة من ليالي شهر ربيع الأول، سُمِّيت هذه الليلة بليلة الخلفاء ففيها توفِّي عم المأمون موسى الهادي وكان خليفة، وفيها تولَّى والده الخلافة وقد عاش المأمون في بيت الخلافة آنذاك فأبوه هارون الرشيد خليفة المسلمين، فتعلَّم وتربَّى وتثقَّف كما ينبغي للأمراء والملوك وكان فطنًا ذكيًا، وبسبب ذكائه عقد له والده الرشيد بيعة الخلافة بعد أخيه الأمين. من هو الخليفة العباسي المأمون ؟ الخليفة العباسي المأمون تولي خلافة المسلمين وهو في الرابعة والعشرين من عمره، وكانتْ فترة حكمه فترة ازدهار عظيمة في تاريخ العصر العباسي الأول، حيث شهد عصر المأمون ازدهارًا علميًا كبيرًا، وكان هذا بسبب تشجيع المأمون الناس على العلوم كالفلسفة والطب والرياضيات والفلك، وقد أسَّس جامعة الحكمة في بغداد فازدهرتْ الدَّولة الإسلامية في عهده، كان حب العدل مسيطر علي الخليفة المأمون طوال مدة حكمه التي استمرت لما يقرب من 24عاما حيث كان يحرص علي إكرام القضاه العادلين ويسأل دائماً عن أحوالهم ويحرص أن تربطه بهم علاقة طيبة، وذات يوم جاء إلي ابن هارون الرشيد رجل من بلده بعيده فسأله الخليفة : كيف حال القاضي في بلدتكم ؟ فأجاب الرجل : معاذ الله يا أمير المؤمنين، إن لدينا قاضيا لا يفهم وحاكما لا يرحم في إشارة لظلم القاضي واستبداد الوالي المأمون واعرابي ودين يقود للسجن كلام الأعرابي عن القاضي الظالم والوالي المتجبر اغضب الخليفة العباسي بشدة حيث رد في نوبة صياح وغضب : ويحك كيف ذلك ؟ فقال الرجل : سوف أحكي لك يا أمير المؤمنين، ذات يوم أعطيت رجلاً أربعة وعشرين درهماً سلفاً، واتفقت معه علي موعد الرد، ولكن الرجل اخذ يماطل في رد المال إلي عندما جاء موعد الرد، فأخذته إلي القاضي وشكوت له ما حدث فأمر القاضي الرجل أن يرد إلي مالي . الاعرابي تابع سرد القصة علي مسلنح الخليفة العباسي السابع : أصلح الله القاضي، إن لدي حماراً اشتغل عليه وأكسب منه أربعة دراهم يومياً، وأخذت أوفر كل يوم درهمين حتي صار لدي اربعة وعشرون درهماً بعد مرور اثني عشر يوماً، وحينما ذهبت إلي الرجل حتي أرد عليه ماله لم أجده، وظل غائباً حتي يومنا هذا . المأمون والاعرابي والقاضي ومصير الدين القاضي وفق شهادة الأعرابي علي مسامع المأمون تساءل : وأين الدراهم الآن ؟ قال الرجل : لقد صرفتها، فعاد القاضي يسأله من جديد : ومتي ستعيد إلي الرجل دراهمه ؟ فأجاب : أري أن تحبسه مدة اثني عشر يوماً حتي أقوم بجمع اربعة وعشرين درهماً آخر واعطيه له، فأنا اخشي أن اجمعها وهو حر وابحث عنه فلا أجده من جديد وأصرفها مرة ثانية .. المأمون اخذ يستمع للاعرابي ويطلق الضحكات من غربة المنطق حيث تساءل : وماذا كان قول القاضي حينها ؟ قال الرجل : لقد حبسني يا أمير المؤمنين اثني عشر يوماً حتى استرجع دراهمي .. فازداد ضحك المأمون وأمر بعزل هذا القاضي . وفاة الخليفة العباسي المأمون القصة علي طرافتها توضح كيف كان العدل احد سمات عصر المأمون فضلا عن التقرب من الرعية وهو أمر استمر عليه المأمون طوال 24عاما قضاه في حكم الدولة العباسية إلي أن توفي عام 833 ميلادية في مدينة طرطوس في شمال بلاد الشام وترك دولة شاسعة الأركان غنية وقوية وتسود العالم من بلاد السند وما وراء النهر شرقا الي المغرب غربا وبلاد النوبة جنوبا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم احْفَظْنا بحِفْظِك، واكْلَأْنا برِعايَتك، واحْرُسْنا بعَيْنِك التي لا تنام. اللهم ارفعْ عَنّا البَلَاءَ والوَباءَ والغَلَاءَ وعن المسلمين، اللهمَّ لا تُؤاخذنا بذُنوبنا ولا بما فَعَلَه السُّفهاء منّا. اللهم اجْعَلْنا في حِمَاك، واجعلْ عَمَلنا في رِضاك، إليك التجأنا، وعليك توكَّلْنا، وإليك فوَّضْنا أمورَنا.