السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله شيخنا الفاضل وحفظكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين شيخي الفاضل : لي ثلاثة أطفال أكبرهم 10 سنوات تحيط بنا بيئة يصعب فيها التزامنا إلا من رحم ربي ولا يمكنني عزلهم من الناس خصوصا الأقربون . فهل النصح والترشيد يكفي لصلاحهم مستقبلا ؟ خصوصا أنني لا أستطيع الضغط عليهم ومن حولهم جميعا متفتحين كسماع أغاني أو مشاهدة أفلام . والآن وبحكم أنهم صغار لا يتجرأون على فعل ذلك أمامي ولكني أعلم أنني إن ضغطت عليهم فما أن يقوى عودهم حتى ينخرطوا فيما منعتهم منه وهم صغار في ظل بيئة لا تساعد على الالتزام من الأب إلى الأهل إلى الجيران والله المستعان فهل نصحي لهم وإرشادي يكفيهم وينفعهم حتى إذا ما كبروا وفهموا عرفوا الصواب من الخطأ هل سيصلح أمرهم إن كبروا ؟ أرجو نصحي في هذا حفظكم الله وسدد خطاكم ووفقكم لرضاه
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . وأسأل الله لنا ولك صلاح النيّة والذرّية .
لا يُكتَفى بالنصح والإرشاد ، إلاّ لمن ليس للإنسان عليه ولاية . وأما مَن له عليه ولاية ، فعليه أن يبذل ما يستطيع ، مِن : نُصْح وإرشاد وتوجيه وتربية وإحاطة ذلك كله : بالدعاء ، والإلحاح على الله بصلاح الذرّيّة .
ومن ذلك : أن يَظْهَر على الأم مع النصح : الشَّفقة على الأولاد ، وأنها لا ترضى بما يفعله الآخرون ، وأن هذا يُغضب الله قبل غضب الأم . مع تحسين الفعل الصحيح وتحبيبه إليهم ، وتقبيح الفعل السيئ وتبغضيه إليهم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَجِد في نَفسِه على مَن عَلِم أنه كَذَب كِذبة . قالت عائشة رضي الله عنها : ما كان خُلُق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن الكَذِب، فإن كان الرجل يَكذب عنده الكِذبة فما يَزال في نفسه عليه حتى يَعلم أنه قد أحْدث منها توبة . رواه عبد الرزاق ، ومِن طريقه الترمذي وابن حبان .
وهذا له أثر تربوي ، ولو بعد حين .
وإن أمكن إلحاق الأطفال بحلقات لتعليم القرآن ، فهو أولى ؛ لأنه أعون على التربية ، وعلى الصحبة الصالحة .