بل جاءت كلمة النور بمعنى النبى صلى الله عليه و سلم مصداقا لقول الله جل و علا
قد جاءكم من الله نور
يقول الطبرى النور هنا بمعنى محمد صلى الله عليه و سلم
فإسم النور اسم عظيم ورد فى القران الكريم له معانى
معنوية مثل الهدى و الايمان و القرآن و الاسلام
و الله جل و علا يقول
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم .
يبشر الله عباده المؤمنين الصالحين بنور يسعى بين أيديهم فى عرصات القيامة
ذلكم النور الذى يضئ لهم الطريق فى هذه اللحظات
ذلكم النور دليلا من الله
الى الجنة فى ذلك اليوم المهيب يوم كان مقداره خمسين الف سنة
يا أمة الستين و السبعين
...يسعى نورهم بين أيديهم
يقول ابن عباس رضى الله عنه فى هذه الاية على مقدار أعمالهم يمرون على الصراط فمنهم من نوره مثل النخلة و منهم من نوره مثل الجبل و منهم من نوره مثل الرجل القائم و أدناهم نورا من نوره فى إبهام يضئ مرة و يطفئ مرة
اللهم لا تحرمنا ذلك النور فى ذلك اليوم العصيب يوم الندامة يوم الاهوال العظيمة يوم الاهوال الفظيعة يوم الفضيحة يوم الحسرة
النفس تخفى العيب فى الدنيا من الناس و لكن فى هذا اليوم يظهر أمام الخلائق أجمعين
اللهم إنا نسألك الستر يوم الفضائح
و الله جل و علا يقول
وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم
فضحك النبى صلى الله عليه و سلم ذات يوم و قال ألا تسالونى عن أى شئ ضحكت قالوا يا رسول الله عن أى شئ ضحكت فقال النبى صلى الله عليه و سلم عجبت من مجادلة العبد ربه يقول أى ربى أليس وعدتنى الا تظلمنى قال بلى فيقول فانى لا اقبل على شهيدا الا من نفسى فيقول الله تبارك و تعالى أليس كفى بى شهيدا؟ و بالملائكة الكرام الكاتبين فيسكت العبد فيختم الله جل و علا على فيه و تتكلم أركانه بما كان يعمل فيقول بعدا لكن و سحقا لكن عنكن كنت أجادل
نعم ..
الاذن تشهد عليك اذا سمعت الحرام
و العين تشهد عليك اذا رأت الحرام
و الرجل تشهد عليك اذا سعت فى الحرام
و اليد تشهد عليك طالما بطشت بالحرام
و اللسان يشهد عليك طالما خاض فى الحرام
و الفرج يشهد عليك طالما ألج فى الحرام
كل الجوارح تشهد عليك حتى النفس طالما شم الحرام
كل هذه الجوارح أمانة عندك فلا تشغلها الا بما يرضى الله عز و جل لكى تضئ لك الطريق فى عرصات القيامة
اللهم الهمنا نورا من نور وجهك الكريم يضئ لنا الطريق فى هذه الظلمات
يقول الله تبارك و تعالى
يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم
و يذكرنا الله هنا ايضا بصنف من جلدتنا و يتحدثون بألسنتنا فى عرصات القيامة والله انه لا ينجو يوم اذن
الا من آمن بالله ورسوله و عمل صالحا فى هذه الدنيا
يقول ابن عباس رضى الله عنه بينما الناس فى ظلمة
القيامة اذا بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا اليه
و كان دليلا من الله الى الجنة و لما رأى المنافقون النور انطلقوا
اليه مع المؤمنين فأظلم الله عليهم ظلمة و ظلمات فوقفوا حيارى فنادى المنافقون على المؤمنون انظرونا نقتبس من نوركم
اعطونا من هذا النور انا كنا معكم فى الدنيا
اعطونا من هذا النور .. كنا معكم فى الدنيا فقال المؤمنون ارجعوا وراءكم عودوا من حيث جئتم من الظلمة
و المقصود هنا عودوا الى الدنيا
- وهل من عودة فى ذلك الموقف؟ -
و تاتى الامنية فيعودوا وراءهم ليلتمسوا النور
هنالك يضرب لهم سور ليحجز المؤمنين عن المنافقين مصداقا
لقول الله جل و علا
فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب
فيقف أصحاب الظلمة
خلف السور فى حيرة كما كانوا يتخبطون فى الدنيا فى ظلمة
الشهوات و الملذات
و يتكرر النداء
على المؤمنين من خلف الجدار
ألم نكن معكم؟
ألم نكن معكم؟
ألم نكن معكم فى الدنيا نشهد الجمعة و الجماعات؟
و نؤدى سائر الواجبات؟
قالوا بلى قال المؤمنون نعم و لكنكم فتنتم
أنفسكم و تربصتم و ارتبتم و غرتكم الامانى
فتندم أنفسهم
تندم أنفسهم
على ما فرطوا فى هذه الحياة على ما سعوا وراء حطامها
من المعاصى و الشهوات و الملذات
تندم أنفسهم
على انهم لم يتوبوا و لم يعودوا
و الله جل و علا يقول
و غركم بالله الغرور
و الغرور هنا معناه ابليس الشيطان
فيا أخى المبارك:
اجعل لك من هنا
من هذه الحياة سراجا منيرا
سراجا منيرا
يضئ لك الطريق فى عرصات القيامة
اقول ما تسمعون و استغفر الله العظيم الجليل لى و لكم
فاستغفروه.. فيا فوز المستغفرين
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على النبى المصطفى
فيا أخى المبارك
اجعل لك من هنا من دنياك
سراجا منيرا
ينير لك الطريق فى عرصات القيامة
ف الصدقة تنير الطريق
و لقد ضرب لنا مثلا عظيما فى العطاءات
الصحابى الجليل ابو الدحداح الانصارى رضى الله عنه لما نزل قول الله عز و جل
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا
فقال ابو الدحداح يا رسول الله
و ان الله يريد منا القرض؟ قال نعم يا ابا الدحداح قال ارنى يدك يا رسول الله
قال ناولته و فقال انى
قد اقرضت ربى حائطى هذا أى بستانى هذا - له بستان به ستمائة نخلة يا عباد الله
اقرضه لله جل و علا فى سبيل الله
- بستان به ستمائة نخلة و ام الدحداح
فيه و عيالها- فجاء ابو الدحداح
و نادى يا أم الدحداح:
قالت لبيك قال اخرجى فقد اقرضت ربى هذا البستان
فقالت ربح البيع يا أبا الدحداح
ربح البيع يا أبا الدحداح
فقال النبى صلى الله عليه و سلم
كم من عذق رداح فى الجنة لابى الدحداح
نورهم يسعى بين أيديهم
و كذلك الصبر ايضا الصبر ضياء
نور لك يوم القيامة
و الصلاة نور يوم القيامة و يقول النبى صلى الله عليه و سلم
بشرالمشائين فى الظلم بالنور التام يوم القيامة
أى فى صلاة العشاء و فى صلاة الفجر بشر المشائين فى الظلم بالنور التام يوم القيامة
و المؤمنون يقولون ربنا اتمم لنا نورنا و اغفر لنا انك على كل شئ قدير
و المتحابون فى الله
على منابر من نور
و ذكر الله على الاصابع
نور لك يوم القيامة
و من لم يجعل الله له نور فما له من نور
نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء
اللهم اجعل عن أيماننا نورا و عن شمائلنا نورا و من أمامنا نورا و من خلفنا نورا و من فوقنا نورا و فى قلوبنا نورا و فى ألسنتنا نورا و فى أبصارنا نورا و فى سمعنا نورا