في التاسع من ديسمبر عام ٢٠٠٤، فوجئ العالم بخبر مازال صداه يتردد في الأوساط الفلسفية و العلمية و الثقافية و الدينية؛ لقد أعلن أنتوني فلو (بعد أن بلغ من العمر ثمانين عامًا) أنه قد صار يؤمن بأن “هناك إله”. و قد أذاعت وكالة أنباء الأسوشيتد برس الخبر بعنوان: “ملحد شهير يؤمن بالإله، بدافع من الشواهد العلمية” أصاب الخبر الملاحدة من زملاء أنتوني فلو و تلاميذه بهستيريا عارمة، حتى امتلأ إعلام العالم الغربي الحر بسخريتهم إزدرائهم هذا التحول! و قد طُلب من أنتوني فلو مرارًا أن يصدر كتابًا يعرض فيه رحلته، من صبي مؤمن إلى رجل ملحد إلى شيخ في الثمانين يؤمن بوجود الإله. و أخيرًا صدر عام ٢٠٠٧ الكتاب المنتظر: “هناك إله: كيف عَدَل أشرس ملحد عن الإلحاد” “There is a god; How the World’s most notorious atheist changed his mind.”
لا شك أننا نحيا مرحلة فريدة من تاريخ الإنسان، بلغ فيها العلم قمماً عالية، جعلته يقوم بدور لا نظير له في الحضارات السابقة. وقد صاحب ذلك زوال الكثير من الحواجز بين العلم الحديث والقضايا الغيبية، كالألوهية والروح والدين، فأصبح الامتزاج بين العلم والإيمان حقيقة واقعة، حتى شاع بين العلماء القول بأن الفيزياء الحديثة قد أصبحت تعيش في تخوم الميتافيزياء، لذلك أعتبر أن “رحلة عقل” التي أبحر بنا فيها مؤلفها د. عمرو شريف بين عوالم الفكر والدين والعلم، رحلة جاءت في موعدها تماماً.