مظاهر الإعجاز في خلق أعضاء الإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
ماذا عن جسم الإنسان ؟
أيها الأخوة الكرام, هناك في حياة كلٍ منا آيات صارخة دالة على عظمة الله عزَّ وجلَّ، جمعت بعضها .
أيها الأخوة, جسمنا الذي هو أقرب شيء إلينا معجزة، في رأس كل منا ثلاثمئة ألف شعرة، لكل شعرة، بصلةٌ، ووريدٌ، وشريان، وعضلةٌ، وعصب، وغدةٌ دهنية، وغدةٌ صبغية .
في شبكية العين عشر طبقات، في آخرها مئةٌ وأربعون مليون مستقبل للضوء، ما بين مخروطٍ وعصية، ويخرج من العين إلى الدماغ عصبٌ بصري يحوي خمسمئة ألف ليفٍ عصبي.
في الأذن ما يشبه شبكية العين، فيها ثلاثون ألف خلية سمعية، لنقل أدق الأصوات، وفي الدماغ جهازٌ يقيس التفاضل الزمني لوصول الصوت لكل من الأذنين، وهذا التفاضل يقل عن جزءٍ من ألفٍ وستمئة جزءٍ من الثانية، وهو يكشف للإنسان جهة الصوت .
على سطح اللسان، تسعة آلاف نتوءٍ ذوقي، لمعرفة الطعم الحلو، والحامض، والمر، والمالح، وإنَّ كل حرفٍ ينطقه اللسان يسهم في تكوينه سبعة عشر عضلة، فكم حركة يتحركها اللسان إذا نطقت بحرفٍ واحد؟.
القلب هذه العضلة مضخةٌ لا يعدلها مضخة, وهي تضخ في العمر المتوسط ما يملأ أكبر ناطحة سحابٍ في العالم .
في دماغ الإنسان، أربعة عشر مليار خلية قشرية، ومئة مليار خلية استنادية، لم تعرف وظيفتها بعد، بل أنَّ دماغ الإنسان هو أعقد ما في الإنسان، وهو عاجزٌ عن فهم ذاته .
في جدار المعدة، مليار خليةٍ تفرز من حمض كلور الماء، ما يزيد عن عدة ألتارٍ في اليوم الواحد، وقد جهد العلماء في حلِّ هذا اللغز، لما لا تهضم المعدة نفسها؟ أليست المعدة معجزة؟.
في الأمعاء ثلاثة آلافٍ وستمئة زغابةٍ معوية للامتصاص في كل سنتيمتر مربع، وهذه الزغابات تتجدد كلياً كل ثمانٍ وأربعين ساعة .
في الكبد ثلاثمئة مليار خلية، يمكن أن تجدد كلياً خلال أربعة أشهر، ووظائف الكبد كثيرةٌ، وخطيرةٌ، ومدهشة، بحيث لا يستطيع الإنسان أن يعيش بلا كبد أكثر من ثلاث ساعات.
في الكليتين، مليون وحدة تصفية، طولها مجتمعةً مئة كيلو متر، يمر فيها الدم في اليوم خمس مرات .
أيها الأخوة الكرام, هذا جسمنا الذي نحن نعيش معه، هذا جسمنا أقرب شيءٍ إلينا، هذه حقائق مسلمٌ بها، عرفها الأطباء من عشرات السنين، وليست خاضعةٌ للمناقشة إطلاقاً, قال تعالى:
﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾
[سورة الذاريات الآية: 21]
والحمد لله رب العالمين