حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: أقسام القرآن الكريم و السيرة النبوية :: واحة القرآن الكريم و علومه ::  تفسير القرآن الكريم

كاتب الموضوع منارة الاسلام مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :24 - 10 - 2018
منارة الاسلام
Admin
Admin
تواصل معى
البيانات
عدد المساهمات : 2909
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 14/08/2016
سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ Emptyموضوع: سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ

سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ





الحمد لله، له أسلمت، وبه آمنت، وعليه توكلت، والصلاة والسلام على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد ،،،







يقول الله تعالى في كتابه الكريم : {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(1 ).
يأمرنا الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة بالصفح والعفو والإحسان عمَّن أساء إلينا، ابتغاء رضوانه سبحانه وتعالى، وطمعاً فيما أعده سبحانه وتعالى للعافين من حسن الجزاء، ومن المعلوم أن العفو من أبرز أخلاق الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومن أشهر طباعه، ومن أَجَلِّ صفاته وسجاياه .



وقد جاء في تفسير الآيات : ({وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } أي بادروا إلى ما يوجب المغفرة بطاعة الله وامتثال أوامره، {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} أي وإلى جنة واسعة عرضها كعرض السماء والأرض، كما قال في سورة " الحديد": { عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ} والغرض بيان سعتها، فإذا كان هذا عرضها فما ظنك بطولها؟ { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} أي هيئت للمتقين لله، { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء} أي يبذلون أموالهم في اليسر والعسر، وفي الشدة والرخاء، {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} أي يمسكون غيظهم مع قدرتهم على الانتقام، { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} أي يعفون عمَّن أساء إليهم أو ظلمهم، { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} أي يحب المتصفين بتلك الأوصاف الجليلة وغيرها )(2).


وفي الحديث : ( ثلاث أقسم عليهن، ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، ومن تواضع لله رفعه الله )، وروى الحاكم في مستدركه ، عن أُبيّ بن كعب ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " ومن سَرَّه أن يُشَرّف له البنيان وتُرفع له الدرجات ، فليعفُ عمَّن ظلمه ، وَيُعْطِ من حرمه ، ويصل من قطعه" ، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ يقول : أين العافون عن الناس ، هلموا إلى ربكم ، وخذوا أجوركم ، وحق على كل امرئ مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة " (3).



إن العفو عن المسيء من أفضل الصفات التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ولو علمنا ما في العفو من حكمة وسلامة وأجر، لأسرعنا بالعفو والصفح عن زلات المسيئين .




أثر الصفح والعفو

ذكر الإمام ابن حجر في الإصابة أن فضالة بن عُمَيْر الليثي ذهب قاصداً قتل النبي – صلى الله عليه وسلم – أثناء طوافه بالبيت ، فلما دنا منه، قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : "أفضالة؟!" قال : نعم فضالة يا رسول الله ، قال : ماذا كنت تحدِّث به نفسك ؟ قال : لا شيء، كنت أذكر الله !، فضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم قال : استغفر الله ، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه ، فما كان من فضالة إلا أن قال : والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خَلْقِ الله أحبّ إليَّ منه ، وأسلم فضالة بهذا الصفح الكريم ، وزالت من قلبه العداوة ، وحلت محلَّها محبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.








هذا الموقف يبين مدى سماحة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وعفوه عن الآخرين، وأنه كان يقابل الإساءة بالإحسان .







تأمل أخي القارئ هذا الموقف النبوي الكريم ، كيف قابل النبي – صلى الله عليه وسلم – رغبة القتل والعدوان من فضالة، بالابتسامة الصادقة والمعاملة الكريمة والدعاء له بالهداية والمغفرة ، واليد الحانية التي كانت بلسماً سكن به قلب فضالة، فشرح الله صدره للإيمان، وتحوَّل الموقف من العداوة إلى المحبة ، كما في قوله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}( 4 ).




اذهبـوا فأنتم الطلقاء

ذكرت كتب السيرة أن رسولنا – صلى الله عليه وسلم – عاد إلى مكة بعد ثماني سنوات فاتحاً بعد أن أُخرج منها، فقد عاد إليها- صلى الله عليه وسلم - على رأس جيش بلغ أكثر من عشرة آلاف من المسلمين، حيث دخل رسول الله– صلى الله عليه وسلم – مكة دخول الشاكرين لله -عزَّ وجلَّ-، دخلها وهو راكب على ناقته تواضعاً لله وشكراً، وكادت جبهته – صلى الله عليه وسلم – أن تمس عنق ناقته، وكان يردد قوله تعالى: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}( 5 ).
وسيطر الرعب على أهل مكة خوفاً من أن ينتقم منهم – صلى الله عليه وسلم – نتيجة أفعالهم معه ومع أصحابه- رضي الله عنهم أجمعين -، فقد طردوهم وعذبوهم وصادروا أموالهم وممتلكاتهم، فقال لهم النبي- صلى الله عليه وسلم - : (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم)، فما كان منه – صلى الله عليه وسلم – إلا أن قال لهم قولته المشهورة: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، أقول لكم ما قاله أخي يوسف – عليه الصلاة والسلام – لإخوته {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(6) ، فلم يقتل – صلى الله عليه وسلم - أحداً، ولم يصادر أرضاً، ولم يمنع ماء، ولم يقطع طريقاً، ولم ينفِ أحداً، ولم يعتقل، بل كان – صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين كما وصفه ربه سبحانه وتعالى.




لقد أثر هذا الموقف العظيم وهذا التسامح الكبير في نفوس أهل مكة ، حيث أقبلوا معلنين إسلامهم وإيمانهم برسالة الإسلام، ودخلوا في هذا الدين الجديد الذي فيه السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة .




ثم أمــر له بعطـاء

أخرج الإمام البخاري في صحيحه قال : (بينما كان أنس بن مالك – رضي الله عنه – يمشي مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، إذا بأعرابي يجذب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من ردائه جذبة شديدة ، حتى أَثَّرَ الرداء في رقبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من شدة جذبته ، ثم قال الأعرابي بغلظة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - : يا محمد ! مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وضحك ، ثم أمر له بعطاء ) ( 7 ) .

انظر أخي القارئ إلى حلم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسعة صدره، وكيف قابل –عليه الصلاة والسلام – هذا السلوك المشين وهذا السفه من ذلك الأعرابي، لقد قابله – صلى الله عليه وسلم - بالحلم، فقد كظم غيظه – صلى الله عليه وسلم – وسامحه وعفا عنه، وهذا هو خلقه – عليه الصلاة والسلام – فقد جاء في الحديث عن ابن عمر – رضي الله عنهما –، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "ما من جرعةٍ أعظمُ أجراً عند الله، من جرعة غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله تعالى"(Cool.



إن الأخلاق الإسلامية المتمثلة في العفو والسماحة الإنسانية تجاه البشرية كلها شكلت سبباً رئيساً بفضل الله لدخول الناس في دين الله أفواجاً ، كما أنه لا يمكن لمنصف من البشر مهما كان أن ينكر هذه الصفات الكريمة ، فهي تحث على تآلف الأجناس، وإشاعة التراحم والمودة بين الناس، والتأدب بالآداب الإسلامية، ونبذ الحقد والحسد والتباغض، ليتحقق العفو والتسامح و العدل والإنصاف بين بني البشر.



هذا هو المجتمع الفاضل الذي ينشده الإسلام، مجتمع حب وود، ومروءة وخير ، مجتمع متماسك البنيان ، متوحد الصفوف والأهداف ، كما في قوله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا } (9) .

ودعونا نتساءل: هل نخر مجتمعنا إلا البعد عن خلق العفو والتسامح؟ فلو شغلتنا تقوى الله، لكنا أهدى سبيلا وأقوم قيلا، فالواجب علينا جميعاً أن نبتعد عن الحقد والغل والحسد، وأن نتحلى بالأخلاق الفاضلة وفي مقدمتها العفو والتسامح والمحبة ، فعلى القريب أن يتسامح مع أقربائه، والجار أن يعفو عن جاره، والصديق أن يحلم على صديقه،وأن نردد جميعاً قول الله سبحانه تعالى في كل وقت: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(10).

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين



الهوامش :
1- سورة آل عمران الآيتان (133-134)
2- صفوة التفاسير للصابوني1/230
3- مختصر تفسير ابن كثير للصابوني1/319
4- سورة فصلت الآية (34)
5- سورة الإسراء الآية (81)
6- سورة يوسف الآية (92)
7- أخرجه البخاري
8- أخرجه البيهقي
9- سورة الفتح الآية (29)
10- سورة النور الآية (22)


الموضوع الأصلي : سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: منارة الاسلام
التوقيع: منارة الاسلام



سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ 635061411


الخميس أكتوبر 25, 2018 1:53 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

حميد العامري

البيانات
عدد المساهمات : 2573
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 07/05/2017

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://hameed.montadarabi.com/

مُساهمةموضوع: رد: سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ


شكراً لك
موضوع رائع
بارك الله بك
بانتظارك مع كل ابداع








الخميس سبتمبر 19, 2019 9:06 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

Aiken

البيانات
عدد المساهمات : 28
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/09/2019

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير منارة الأسلام








الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير