الخير: يجمع على الخِيار والأخيار، وكذلك الشر يجمع على الشِّرَاروالأشرار : أي أن في الشر أشياء خيارا. ومعنى المثل - كما قيل - بعض الشر أهونمن بعض، ويجوز أن يكون الخيار الاسم من الاختيار: أي في الشر ما يُخْتَار علىغيره.
* إن الْهَوى لَيَمِيلُ ياسْتِ الرَّاكِبِ *
أي مَنْ هوى شيئاً مال به هواه نحوه، كائناً ما كان، قبيحاً كان أوجميلا ، كما قيل: إلى حيثُ يَهْوَى القَلْب تَهْوِي به الرجل* إنَّ الشَّفِيقَ بِسُوءِ ظَنٍّ مُولَعُ يضرب للمَعْنِيِّ بشأن صاحبه، لأنه لا يكاد يظن به غير وقوع الحوادث، كنحو ظُنُون الوالدات بالأولاد.
* إنَّ المَعَاذيرَ يَشُوبُها الكَذِبُ *
يقال: مَعْذِرة ومَعَاذِر ومَعَاذِير. يحكى أن رجلا اعتذر إلى إبراهيم النَّخَعي، فقال إبراهيم : قدعذرتك غير معتذر، إن المعاذير، المثلَ.
* إنَّ الجبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ *
الحتفُ: الهلاك، ولا يُبْنَى منه فِعل، وخص هذه الجهة لأنالتحرُّزَ مما ينزل من السماء غير ممكن، يُشير إلى أن الحَتْفَ إلى الجَبَان أسرعُمنه إلى الشجاع، لأنه يأتيه من حيث لا مَدْفَع له. قال ابن الكلبي: أولُ من قاله عمرو (الشعر في اللسان منسوبلعامر ابن فهيرة) ابن أمامة في شعرٍ له، وكانت مُرَادٌ قتلته، فقال هذا الشعر عندذلك، وهو قوله: لَقَدْ حَسَوْتُ الموتَ قبل ذَوْقِهِ * إنَّالجبانَ حَتْفُه مِنْفَوْقِهِ [كُلُّ امْرِئٍ مُقَاتِلٌ عَنْ طَوْقِهِ] * وَالثَّوْرُ يَحْمِيأنْفَهُ بِرَوْقِه يضرب في قلة نفع الحذر من القدر وقوله "حسوت الموت قبل ذَوْقِهِ" الذوق: مقدمة الحَسْو، فهويقول: قد وطنّت نفسي على الموت، فكأني بتوطين القلب عليه كمن لقيه صُرَاحا
البغاث: ضربٌ من الطير، وفيه ثلاث لغات: الفتح، والضم، والكسر،والجمع بِغْثَان ، قالوا: هو طير دون الرَخمة، واستنسر: صار كالنسر في القوّةعند الصيد بعد أن كان من ضعاف الطير يضرب للضعيف يصير قويا، وللذليل يعزّ بعد الذل.