حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام الإسلامية الرئيسية :: واحة المنتدى الإسلامي العام

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :15 - 09 - 2016
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
 البصيرة والحكمة د.أمين الدميري Emptyموضوع: البصيرة والحكمة د.أمين الدميري

البصيرة والحكمة د.أمين الدميري
البصيرة والحكمة







في سورة يوسف عليه السلام قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، وفي سورة النحل قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]، وقد بيَّنتُ بعض الأمور في آية يوسف، وسيأتي بيان بعض الآيات في سورة النحل، غيرَ أني أشيرُ هنا إلى نكتة في الآيتين؛ الأولى: كلمة "على" في آية سورة يوسف، وحرف "الباء" في الثانية وهو يُفيد المصاحبة... فكأن الداعيَ إلى الله تعالى يركب جَوَاد البصيرة، يعدو في ساحةِ الدعوة مرتديًا لَأْمَةَ الحِكمة[1].




والحكمةُ أسلوب من أساليب الدعوة، وقد تكون الرِّفقَ واللِّين، وقد تكون الترهيبَ والتعنيف حسَب ظروف المرحلة وحال المدعو، أما البصيرةُ، فهي حاسة ومَلَكة يُبصِر بها حقيقةَ الشرع وجوهر الدِّين مرتَّبةً من حيث الضرورات والتكميلات والتحسينات، وحسَب الدرجات والأولويات، ثم طبيعة المرحلة (الواقع)، أو باختصار: فِقه الدِّين وفقه الحال (أو الواقع)..، وعلى حسَب صِدق البصيرة وقوتها، فإن السالكَ يسيرُ على هُدى ونورٍ، ولن تختلطَ عنده الأمور، فسيرى الحقَّ حقًّا بنور بصيرتِه، والباطل باطلاً، وسيختار الراجحَ من الآراء، والأفضلَ من الأساليب والوسائل، وقد حدَّد الهدف تحديدًا واضحًا لا لَبْس فيه، ووضَحت الرؤيةُ أمامه، وأبصَر العواقب؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ﴾ [فاطر: 19، 20]، وفي التفسيرِ عن قتادة: فأما المؤمنُ، فعبدٌ حيُّ الأثر، وحيُّ البصر، حيُّ النية، حيُّ العمل، وأما الكافر، فعبدٌ ميتُ البصر، ميتُ القلب، ميتُ العمل..، وقال ابنُ يزيد: هذا مَثَل ضرَبه الله؛ فالمؤمنُ بصيرٌ في دين الله، والكافر أعمى، كما لا يستوي الظِّلُّ ولا الحَرُور، ولا الأحياء ولا الأموات، فكذلك لا يستوي هذا المؤمنُ الذي يُبصِر دِينَه والأعمى، وقرَأ: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122]، قال: الهدى الذي هداه اللهُ به، ونور له، وهذا مَثَل ضرَبه الله لهذا المؤمن الذي يُبصِر دِينه، وهذا الكافر الأعمى، فجعَل المؤمنَ حيًّا، وجعَل الكافر ميتًا أعمى القلب وهو في الظُّلماتِ...[2].




هذا، ولا بد مع البصيرةِ من القوة؛ كي تنال الإمامة في الدِّين؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ﴾ [ص: 45]، يقول ابن كثير: "يعني بذلك: العملَ الصالح، والعِلم النافع، والقوة في العبادة، والبصيرة النافذة.. وعن ابنِ عباس: ﴿ أُولِي الْأَيْدِي ﴾: أُولي القُوَّة، ﴿ وَالْأَبْصَارِ ﴾: الفِقه في الدِّين، يعني البصرَ في الحق"، ويقول الرازي: "واعلَمْ أن اليدَ آلةٌ لأكثرِ الأعمال، والبصر آلةٌ لأقوى الإدراكات؛ فحسُنَ التعبيرُ عن العملِ باليد، وعن الإدراك بالبصر، وإذا عرَفتَ هذا نقول: النفسُ الناطقة الإنسانية لها قوتان: عاملة وعالِمة، فأشرَفُ ما يصدر عنه معرفة الله، وما سوى هذين القِسمين من الأعمال والمعارف فكالعبثِ والباطل..."[3].




ومن هنا، فإن طريقَ الدعوةِ والتمكين للدِّين وللمؤمنين في الأرض لا بدَّ أن يقومَ على هاتين الركيزتينِ؛ الأولى: القوة بكل أنواعها، والثانية: البصيرة في كلِّ شيء، ولهاتينِ فليعمَلِ العاملون!

من كتاب: "البصيرة في الدعوة إلى الله"




[1] اللَّأْمة: أداة الحرب كلها، مِن رُمح وبَيضة، ومِغْفَر وسيف ودرع؛ (المعجم الوجيز)، ولبَس لَأْمَتَه، وهي الدِّرع المُحكَمة الملتئمة؛ (أساس البلاغة).




[2] تفسير الطبري، المجلد التاسع، جزء 22، ص58.




[3] تفسير ابن كثير - مكتبة التراث - مفاتيح الغيب سورة ص، آية 45.


الموضوع الأصلي : البصيرة والحكمة د.أمين الدميري // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



 البصيرة والحكمة د.أمين الدميري 2410


الخميس سبتمبر 15, 2016 12:25 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

علا المصرى

البيانات
عدد المساهمات : 655
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/08/2016

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://olaa-elmasry.alamountada.com

مُساهمةموضوع: رد: البصيرة والحكمة د.أمين الدميري


طـــرح جميل رائــــع موفـــقين
شكرا لك لإنتقاءك وإختيارك
يسلم المجهــود المميــز
تحيــآآتي للجميع








الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير