جزاءُ الإحسان
بسم الله ارحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شلونكم ........ شخباركم
شلون الجو معاكم ...... ان شاءالله تكوني بخير
جزاءُ الإحسان
د. عبد الرزاق حسين
هُــوَ جـاءَنـي يَـشْكو الـحياةَ ومُـرَّها ... يَــبْــكـي يَـــئِــنُّ مُـــكَــدَّرًا مَــكْـسـورا
ودُمـوعُـهُ فـي الـوَجْهِ طـوفانٌ طَـما ... سَـــيْـــلٌ تَـــدَفَّــقَ هـــــادرًا وَغَـــزيــرا
أَنْـفـاسُهُ فـي الـصَّدْرِ جَـمْرٌ والَّـلظى ... وشَــــــرارُهُ يــأْتــيــكَ مـــنْــهُ زفـــيــرا
ولِــســانُـهُ فـــــي حُــبْــسَـةٍ وكـــأَنَّــهُ ... مِــنْ وَقْــعِ هَــوْلِ مُـصـابِهِ مَـحْـصورا
ويـقـولُ قــدْ ضـاقـتْ عـلـيَّ بـرَحْـبها ... حــتَّــى غــــدوْتُ عَــدُوَّهــا الـمـثْـبُورا
أَقْـسَـمْـتُ لـــولا زوجـتـي وصِـغـارُها ... لـقَـضَيْتُ مِــنْ هــذي الـدُّنـا مَـنْـحورا
قــدْ أَحْـكَـمَتْ مِـنِّـي الـخـناقَ وإنَّـهـا ... ضـــاقَــتْ عــلــيَّ مـسـالـكًـا وَعُــبــورا
وَبِــــــأَنَّ أَهْــــــلاً حـــاربُــوهُ وإخـــــوةً ... قـــــدْ قــاطـعـوهُ وازْدَرَوْهُ نُــفــورا
سَدُّوا الطَّريقَ وأَغلَقوا في وَجْهِهِ ... كُـــــلَّ الــنَّــوافـذِ أَخْــرجــوهُ دُحــــورا
فَــالـوَجْـهُ مِــــنْ حُـــزْنٍ عـلـيـهِ كــآبـةٌ ... كَــسـحـابِ لــيــلٍ يَــحْـمِـلُ الـمـحْـذُورا
فـــيــهِ الــسَّــوادُ مــجـلِّـلٌ وَمُـجـلْـجِـلٌ ... قــــدْ زادَهُ الــلـيـلُ الـبَـهـيمُ قُــتـورا
والــظَّــهْـرُ مــحــنِـيٌّ كــــأَنَّ سـنـيـنَـهُ ... زادَتْ عـلـى الـتِّسْعين عـاشَ دُهـورا
ومَـضَى يُـجَمْجِمُ وَجْـهُهُ نـحْوَ الـثَّرى ... قــدْ جِـئْـتُ أَنْـشُـدُ عَـوْنَـك الـمأْجورا
فَـلَـئِنْ بِـفَـضْلِكَ يــا أَخـي واسَـيْتَني ... سَــأَظَــلُّ عُــمْــري ذاكــــرًا وشَــكـورا
أَسْـقَـيْـتُهُ مـــاءَ الـحـيـاةِ مُـشَـعْـشَعًا ... عَـــسَـــلاً بـــمـــاءٍ طــيّــبًـا وطَـــهُــورا
واشْـتَـرْتُ مِــنْ زَهْــرِ الـفُـؤادِ رحـيقَهُ ... وسَـقَـيْـتُـهُ كــــأْسَ الــــوِدادِ حُــبُـورا
وأَجَـــرْتُـــهُ وَأَقَــلْــتُــهُ مِــــــنْ عَـــثْــرَةٍ ... حــتّـى غـــدا فـــي عـيْـشِهِ مَـيْـسورا
لــمّـا انْـتَـشـى وَبَـــدا يَــعُـدُّ نُــقُـودَهُ ... وَحِـسـابُـهُ فـــي الـبَـنْـكِ صــارَ كـبـيرا
عــادَى وَأَعْــرَضَ واسْـتـطالَ مُـصَـعِّرًا ... وَعَــــلا لــــهُ صَــــوْتٌ فَــصـارَ جَـهـيـرا
وَأَغـصَّـنـي طَــعْـمَ الـجـحـودِ وَعَـلَّـني ... مــــاءَ الــصُّــدودِ مُــعَـكّـرًا وسَــعـيـرا
وأَشــــاحَ عــنِّــي وجْــهَـهُ مُـتَـعَـجْرِفًا ... ومَـــضــى يـــجــرُّ ثــيــابَـهُ مَــغْــرورا