حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام الإسلامية الرئيسية :: واحة المنتدى الإسلامي العام

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :13 - 09 - 2016
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
 البصيرة والرؤيا المنامية د.أمين الدميري Emptyموضوع: البصيرة والرؤيا المنامية د.أمين الدميري

البصيرة والرؤيا المنامية د.أمين الدميري
[b][b]البصيرة والرؤيا المنامية


لا شكَّ أن الرؤيا المنامية موجودةٌ في الجنس البشري على وجه العموم، والأنبياء على وجه الخصوص؛ فقد رأى فرعونُ موسى رؤيا، وكذا عزيزُ مصر، وغيرهما من غير المؤمنين، ورأى إبراهيمُ ورأى يعقوبُ عليهما السلام، وأولُ ما بدأ به الوحيُ على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصادقة كفَلَق الصبح؛ روى البخاريُّ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أولُ ما بُدِئ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحةُ في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مِثْلَ فَلَق الصبح...)[1]، وقد ذهبت النبوةُ، ولم يَبْقَ إلا المبشِّرات؛ كما قال عليه الصلاة والسلام؛ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَم يَبْقَ من النبوةِ إلا المبشراتُ))، قالوا: وما المبشِّرات؟ قال: ((الرُّؤيا الصالحةُ))[2].

أما ارتباط الرؤيا بالبصيرةِ ففي أنَّهما رؤيا غيرُ عينية؛ أي ليست بحاسَّةِ العين أو النظر الحسي، وعن طريقِهما يمكنُ استكشاف أو تشوُّفُ الأمور التي قد تحدث، إما بنور القلب والفِراسة بالنسبة لصاحب البصيرة، وإما بالرؤيا المنامية، وهي أن يرى الشيءَ فيحدُثَ كما رأى، أو يرى شيئًا ويكون رمزًا لشيء يضاهيه بوجهٍ من وجوه التأويل.

ويقول العلامةُ ابن خلدون:
(وحقيقةُ الرؤيا مطالعة النَّفس الناطقة في ذاتها الروحانية لمحة من صور الواقعات؛ فإنها عندما تكون رُوحانية تكون صورُ الواقعات فيها موجودةً بالفعل، كما هو شأن الذوات الروحانية كلها، وتعبيرًا روحانيًّا بأن تتجرَّد عن المواد الجسمانية والمدارك البدنية، وقد يقعُ لها ذلك لمحة بسبب النوم، كما نذكر، فتقتبس بها علم ما تتشوف إليه من الأمور المستقبلية، وتعود به إلى مداركها، فإن كان ذلك الاقتباس ضعيفًا وغيرَ جليٍّ بالمحاكاة، والمثال في الخيال لتخلطه، فيحتاجُ من أجل هذه المحاكاةِ إلى التعبير، وقد يكون الاقتباسُ قويًّا يستغني فيه عن المحاكاة فلا يحتاج إلى تعبيرِ لخُلوصه من المثالِ والخيال)[3].

وأصدق الناس رؤيا مَن كان صاحب بصيرة، وهو الذي يتحرَّى الصدق ويحذَر الكذب، يقول ابن سيرين:
(وقد يكون الإنسانُ صادقًا في حديثه، فتصدُق رؤياه، ويكون كذابًا في حديثه فتكذبُ عامة رؤياه، ويكون كذابًا ويكره الكذبَ من غيره، فتصدُق رؤياه لذلك)[4]، وما يراه النائم إما أن يكون رؤيا من الرحمن، وإما أن يكون حُلمًا من الشيطان، والشيطان ليس له سبيلٌ على المؤمن صاحبِ البصيرة؛ عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا رأى أحدُكم رؤيا يحبها، فإنما هي مِن الله، فليحمَدِ الله عليها، ولْيُحدِّثْ بها، وإذا رأى غيرَ ذلك مما يكرَهُ، فإنما هي من الشيطانِ، فليستعِذْ بالله من شرِّها، ولا يذكُرْها لأحد؛ فإنها لا تضُرُّه))[5]؛ فالاستعاذة سلاحُ المؤمن الذي يصارع به الشيطانَ ووساوسَه ونزغاتِه، ولما رأى يوسفُ عليه السلام الرؤيا التي قصها على أبيه قال له: ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يوسف: 5]؛ فالشيطانُ لا يترك الإنسانَ لا في حال نومه ولا في حال يقظتِه!

لقد جاء ذِكر ثلاث رؤى في سورة يوسف:
الأولى: رؤيا يوسف عليه السلام وهو غلام، والتي قصَّها على أبيه قال له: ﴿ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ ﴾ [يوسف: 5]، خوفًا من حسدِ إخوتِه وكيدِهم، وهو - لا شكَّ - بصيرٌ بحالهم ونفوسِهم؛ ذلك لأن تأويلَ هذه الرؤيا يحملُ خيرًا كثيرًا ليوسف عليه السلام، والعجيبُ أنه مع أخذِ الحذر، فقد وقَع القدر، وكادوا له، والعجيب - أيضًا - أن هذا الكيدَ كان بدايةَ الخير؛ لأن الله تعالى ﴿ لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ﴾ [يوسف: 100]، وهو سبحانه ﴿ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ﴾ [يوسف: 21].

الرؤيا الثانية: وهي رؤيا الفَتَيَيْنِ السَّجينين، وقد أوَّلَها يوسفُ عليه السلام تأويلاً صحيحًا مع أن سؤالهما كان عنادًا - على سبيل الاعوجاج - كما ذكر ابنُ سِيرين في مقدمةِ تعطير الأنام[6]، غير أنه قبْل أن يؤوِّل لهما شرَح لهما قضية التوحيد، وكان قد أحسَنَ المعاملة لجميع من في السجن حتى أحبَّه الجميع، مسجونون وسجانون.

الرؤيا الثالثة: رؤيا الملك؛ ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴾ [يوسف: 43]، وقد أولها - أيضًا - يوسف عليه السلام، ولما سمع الملكُ بهذا التأويل أعجبه وأرسل إلى يوسفَ عليه السلام، وكانت فاتحةَ الخير، وانكشافَ الغُمَّة ومجيء الفرَج.

ولما تمثَّلت وتجسَّدت البصيرة في يوسفَ وأبيه عليهما السلام، صدَق حدسهما ورؤياهما وتأويلهما حتى في أشد مراحل المحنة؛ لما فقَد يعقوبُ عليه السلام بصره: ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84]، وقال لبنيه: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86]، فقَد بصَرَه ولكنه لم يفقِدْ بصيرتَه، بل كانت بصيرتُه في أحلكِ الظروف في أعلى مراتبِها ودرجاتها، فكان حُسنُ الظن بالله عز وجل، وكان التأويل الحَسَن الصحيح للرؤى والأحداث، ولا شكَّ أن منبعَ ذلك وأساسه هو التوحيد الخالص، واجتباء الله تعالى، وهو فضلُه سبحانه يؤتيه من يشاء، ويمنُّ به على مَن يشاء، والله ذو الفَضْل العظيم.

ومن هنا يمكن القولُ بأن هناك ارتباطًا بين الرؤى والبصيرة، كما أن تأويل الرؤى يحتاج إلى بصيرةٍ، وهو المسألة التالية - إن شاء الله.

[1] البخاري، كتاب بَدْء الوحي.

[2] البخاري، كتاب التعبير (6990).

[3] مقدمة ابن خلدون، ص108، المكتبة التوفيقية.

[4] تعطير الأنام في تفسير الأحلام، للنابلسي وابن سيرين، ص 11، مكتبة زهران.

[5] البخاري كتاب التعبير (6985).

[6] تعطير الأنام ص 6.
[/b]
[/b]


التوقيع: wissam



 البصيرة والرؤيا المنامية د.أمين الدميري 2410


الجمعة سبتمبر 16, 2016 2:10 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

الشيماء

البيانات
عدد المساهمات : 1417
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/08/2016
العمل/الترفيه : لا تعمل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://habebty-egypt.ahlamontada.com

مُساهمةموضوع: رد: البصيرة والرؤيا المنامية د.أمين الدميري


 البصيرة والرؤيا المنامية د.أمين الدميري File774360774









الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير