حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام الإسلامية الرئيسية :: واحة مواسم الخيرات :: واحة الحج و العمرة

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :14 - 07 - 2017
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
تذكرة قبل الحج Emptyموضوع: تذكرة قبل الحج

تذكرة قبل الحج
تذكرة قبل الحج


الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح




أما بعد أيها الاخوة المؤمنون :
حدثينا اليوم قبل الحج ] تشمل على الذي عقد العزم والنية على أداء هذه الفريضة العظيمة ، كما تشمل الذي ربما لا يتيسر له الحج  ؛ فإن الله - جل وعلا - من رحمته عمَّ  خيره كل عباده في هذه الأيام المباركة وفي هذه الأيام الفاضلة ؛ فإن جود الله - سبحانه وتعالى - شاملُ كامل حتى ينهل المؤمنون من كريم فضله - جل وعلا - ومن كريم ثوابه - سبحانه وتعالى - .








نداءٌ إلى الحجيج إلى هذا المسلم الذي توجه لله - سبحانه وتعالى - لا بد له أن يقف مع نفسه وقفاتٍ كثيرة نتذكرها معه ، ونذكّره بها :




أولها :
معنى الحج  في اللغة : القصد فأنت قصد وجه الله - سبحانه وتعالى - ولذا لبد أن تخلص له النية وأن توجه كل شيءِ في هذا الوجود مما سخره لك من مالك الذي أتاك إياه ، ومن  قوتك الذي منّ بها عليك ، ومن علمك الذي جعله - سبحانه وتعالى - لك ومن كل شيءِ من أسباب القوة المادية والمعنوية أن تقصد به وجه الله - سبحانه وتعالى - : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } .
لا بد أن يستشعر الحاج أهمية وعظمة الإخلاص ، وأن يستشعر أن كثيراً من الأعمال ربما لا تقبل عند الله ، أو يضعف ويقل أجرها لما لا يكون من عظمة ودقة وتحري الإخلاص فيها .
ولذلك حينما نعلم أن معنى الحج  القصد ، وأن الحاج يقصد وجه الله - سبحانه وتعالى - ؛ فإن الوقفة الأولى قبل أن يبدأ بشيء ، قبل أن يتحرك لأي عملِ تنفيذي ؛ فإنه ينبغي أن  يحرر النية ، وأن يتذكر المقصد والغاية ، وأن يعلم أن الإنسان المؤمن في هذه الحياة الدنيا دائرٌ بين أمرين لا ثالث لهما ، هما أوكد همّه وأعظم شغله .. هما اللذان يفكر فيهما بعقله ، واللذان يسعى إليهما بعمله ..




أولهما : أنه دائرُ مع البحث والسعي لنيل رضى الله - سبحانه وتعالى - .
فإذا علم ذلك اندفع لك ما يرضي الله من الصالحات يتطلبها ويعمل بها ويخلص فيها له - عز وجل - .
والأمر الثاني : أنه خائفُ مبتعدُ حذرُ من سخط الله - سبحانه وتعالى - .
فلذا ؛ فإنه يجفل عن كل معصية ، وينأ عن كل رذيلة ، ويحذر من كل زلل فيه ما يسخط الله - سبحانه وتعالى - .
فالله الله في تصحيح النية وفي توجيه المقاصد لله - سبحانه وتعالى - .




والوقفة الثانية : أنت متوجه إلى الله قاصدُ رضوانه - سبحانه وتعالى - فكيف يليق أن قبل عليه وأنت متلبس بالمعصية ، كيف ترجوا منه وأنت يرفع إليه - سبحانه وتعالى - منك في كل يومٍ مخالفة ومعصية .
إن الوقفة المهمة فيمن يعقد العزم على الحج  أن يعقد عزماً صادقاً خالصاً قوياً على التوبة الكاملة النصوح لله - سبحانه وتعالى - أن يبرئ مما سلف من الذنوب والمعاصي .. أن يندم عن كل تقصيرٍ عن طاعة الله - سبحانه وتعالى - .. أن يخلص قبل قدومه لحجه من كل شيءِ فيه تلبس لمعصية لله - جل وعلا - .
فإن أعظم مواسم التوبة وأكبرها .. إنما هو في هذا الحج الأعظم الذي يعود فيه الإنسان من حجه كيوم ولدته أمه كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - .
وإن أحاديث التوبة في كتاب الله ، وفي سنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم - كثيرةٌ جداً ، والله - جل وعلا - بيّن أنه : { يحب التوابين ويحب المتطهرين } .




والرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول كما في صحيح البخاري ، عن رسول الله ، عن ربّ العزة والجلال يحكي عنه : ( لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من ‏أحدكم‏ كان على ‏ ‏راحلته ‏ ‏بأرض فلاة ‏، ‏فانفلتت ‏ ‏منه وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، قد أيس من ‏ ‏راحلته ‏ ‏فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده ، فأخذ ‏ ‏بخطامها ،‏ ‏ثم قال من شدة ‏الفرح : " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " أخطأ من شدة ‏الفرح ) .
فالله - جلا وعلا - يفرح بتوبة عباده ، ويدعوهم - سبحانه وتعالى - كما في قوله - جلا وعلا - : { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } .




فلا بد أن تستحضر هذا المعنى العظيم وهو أنك قبل أن تنطلق إلى الحج تقوم بالفعل بموجبات التوبة ندماً على ما فات .. رداً للحقوق .. إقلاعاً عن المعاصي .. توجهاً لله - سبحانه  وتعالى - .. عزيمةً على المضي في الطاعة لله - جلا وعلا - ، وأن تلقي كل ما مضى من تاريخ الآثام وكل ما سلف من ذكريات المعاصي دبر أذنيك ووراء ظهرك ؛ لأنك مقبل على الله ، فلا تقبل وبينك وبين الله معصيةَ له - سبحانه وتعالى - .
بل نبدأ الطريق إلى الله - جلا وعلا - بالتوبة التي تخلص الشوائب ، والتي تنزع أشواك المعاصي من الطريق ، فتقبل حين تقبل وطريقك مفروشٌ بالطاعة مليءٌ بذكر الله - سبحانه وتعالى - .
لا توقعك فيه مهاوي الشبهات ، ولا مزالق الشهوات .
بل أنت قد عزمت على هذا الأمر فتهيأ له بالتطهر ، وما تطهرك لإحرامك ، وما اغتسالك قبل دخولك في هذا الحج  إلا تأكيد لضرورة التطهر والإغتسال والتنقي من كل ما لا يرضي الله - سبحانه وتعالى - .




والوقفة الثالثة : تؤكد هذا المعنى في خصوصية الحج ، وهي أنه لا بد لك أن تتحرى الحلال في كل ما تقدم به على الحج .
وأول ذلك : حِلُّ النفقة التي تنفق بها على نفسك في الحج  ؛ فكيف تريد أن تحج لله - عز وجل - وأن تعلن الطاعة له ، وأنت تنفق من مالِ حرام اكتسبته من الظلم أو الغش ، أو  من الربا أو من وجوه أخرى من وجوه الحرام ؛ فإن هذا قطعاً نوعٌ من المخالفة الشديدة التي تجتمع مع صدق التوجه لله - سبحانه وتعالى - . ولذلك بين النبي – صلى الله عليه وسلم - أثر الكسب الحلال في إجابة الدعاء . ونحن نعلم أن الذكر والتضرع والدعاء من أعظم شعائر الحج  التي يأمن فيها العبد المؤمن إذا رفع يديه إلى مولاه أن يستجيب الله له  مغفرةً للذنوب ، وتيسيراً للأمور ، وتفريجاً للكروب ، والنبي - عليه الصلاة والسلام - أخبر عن الرجل .. ( أشعث أغبر يرفع يديه إلى السماء يطيل الدعاء ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ) .




أي كيف يستجاب له وهو قد نبت جسمه من حرام ؟
والنبي – صلى الله عليه وسلم - أخبر : ( كل لحمٍ نبت من سحتٍ فالنار أولى به ) .
وورد في بعض الآثار : أن الذي يحج من نفقة حرام إذا قال : لبيك اللهم لبيك قيل له لا لبيك ولا سعديك ) .




فترد عليه تلبيته ولا يكون مقبله على الله - عز وجل - بالموضع الذي يحبه الله ويرضاه ، ولا بالموضع الذي يتقبل منه عمله فيه ، ولذا قال القائل : " إذا حججت بمالِ أصله سحتُ فما حججت ولكن حجّت العير " .
لا يقبل الله إلا كل صالحةٍ **** ما كل حجِ ببيت الله مبرور
فأول أمرٍ تحتاج إليه في هذا الشأن ، هو أن تستحضر وتحضر نفقتك من المال الحلال لله - سبحانه وتعالى - .




والأمر الرابع المهم الذي يحتاج الحاج إلى تذكره : أنت تخلف ورائك أهلك ومالك ، وربما تخلف وصيتك ورائك ، لأن هذا أيضاً من المستحب والمندوب للحاج أن يوصي أهله ، وأن يترك وصيته لأنه مودع ، وقد لا يرجع إليهم إذا حلّ القضاء ، وجاء الأجل .
فأنت في هذه الصورة كأنك تترك شيئاً ، وتقدم على شيء ، والظاهر البيّن أنك تترك أمر الدنيا وتقبل على أمر الآخرة .




صورةٌ من صور التربية الإيمانية في فرائض الله - سبحانه وتعالى - فلتتذكر أنك عما قريبِ عاجلاًَ أو أجلاً ، تترك الدنيا بما فيها من الأهل والأولاد والأموال ، وتقبل على الله - سبحانه وتعالى - تماماً مثل هذا الإقبال .. تقبل حينئذٍ أو تأتيك منيتك وأنت حريصٌ على التوبة .. وأنت غير متعلقُ بالدنيا .. بل ترجو الآخرة ، وتخشى ما فيها من العذاب ، ولذا فإن أعظم ما ينبغي تذكره للحاج قبل إقدامه على حجه ، أنه كما يترك الدنيا وراءه ، ويقبل على أمر الله ، وعلى رضوان الله ، فليتذكر أنه عمّا قريبٍ مرتحلٌ رحلته الأخيرة إلى الله - سبحانه وتعالى - .. عما قريب تأتيه سكرات الموت ، وحينئذٍ لا ينفع الندم ، أفلا تراه حينما يريد ويعزم على رحلة الحج  إذا به يوطّن أهله ويؤمنهم ، وإذا به أيضاً يُعدّ لرحلته زادهاً يهيئ المال ، ويهيئ الراحلة ، ويستأمن الطريق ، ويختار الرفقة الصالحة ، ويأخذ كل سببٍ حتى يصل إلى الغاية والمقصد .
أفلا يكون أولى به وأجدر وأحرى أن يأخذ الزاد إلى الآخرة ، وأن يستأمن الطريق إلى الآخرة ، وأن يتقي المزلات والمكامن في طريقه إلى رضوان الله - سبحانه وتعالى - وأن يختار الرفقة الصالحة التي تؤمّنه وتعينه وهو ماضِ إلى لقاء الله - جل وعلا - ؛ فإنها وقفةٌ مهمةٌ في حياة المسلم .
ما باله لرحلة واحدة يعطيها هذا الاستعداد ، ويقبل عليها هذا الإقبال ؟ وينسى أن الدنيا كلها ، وأن حياته كلها إنما هي ممر إلى الآخرة دار المقر ، وأنها رحلةٌ ينبغي له فيها الزاد ، وينبغي له فيها اختيار الأصحاب ، وينبغي له فيها اتقاء الأشرار والمزالق والمهاوي والمخاطر ، فما بالنا نصرف الهمّ الأكبر في القليل ، ثم لا نولي الأعظم والأكبر ما هو جدير به من العناية والرعاية .
فلا بد للحاج أن يتذكر هذه المعاني كلها ، وأن يستحضر هذا الإقبال على الله - سبحانه وتعالى - :
حين ارتديت ملابس الإحرام **** راجعت ما أسلفــت من أيام
كم مرةِ بعت القناعة والرضى **** وجمعت أرصدةَ من الأوهام
وصحبة من أكل الحرام محللاَ **** في الصاحب المزعوم كل حرام
ساويت في التقدير دون غباضةٍ **** بين التقـي قاطـع الأرحام
كان المؤذن إن تعالى صوته **** الله أكبر معشر النوام
أقنعت نفسي أن ما أسمعته **** ضغثاً قد كان أضغاثاً من الأحلام
وإذا أتى شهر الصيام لقيته **** ضيفاً ثقيلاًَ ذاك كان صيام
هذا شقيُ الأمس قد كنته **** أعمى يجدف في خضم ظلام
واليوم قد كشف الغطاء فجئتكم **** الذنب خلفي والرجاء أمامي
فاغفر إله العالمين لتائبٍ **** لبس الظلال ولج في الآثام
يا ربي إني قد خلعت ظلالتي **** لما ارتديت ملابس الإحرام




معانٍ عظيمة ينبغي استشعارها ، حينما يخلع ملابس الدنيا ، ويلبس ملابس الإحرام يتجرد من معنى الدنيا ، ويكتسي حلة الطاعة والإيمان .. يتجرد من لباس المعصية ، ويلبس لباس الطاعة .. يتجرد من البهرج والمظاهر الفارغة ويتحقق بلب الإخلاص لله - سبحانه وتعالى - .




وإن هذه الأيام المباركة ، وهذه الفريضة العظيمة من أعظم مواسم التقوى ، بل هي أعظمها على الإطلاق ، وإن معنى التقوى إنما ينبعث وإنما يكمن في القلب والنفس في الباطن لا في الظاهر ، فإذا كانت هذه الوقفات من التذكر لتصحيح النية والمقصد لله - عز وجل - ومن التذكر للآثام والمعاصي ، وصدق التوبة لله - سبحانه وتعالى - .
ومن التذكر لوجوب حل النفقة وكذلك الإقبال على الله إنما هي بواعث للتقوى ، وإحياءٌ لهذه المعاني في القلب ، ولا بأس أيضاً أنه ينبغي للحاج أن يتذكر وقفةَ مهمة وهي أنه جزءٌ من كلٍ ، وأنه فردٌ في أمة ، وأنه ترسٌ في آلة الإسلام العظيمة ، التي حينما تتحرك يدوي هديرها في أجواء الفضاء ، وعندما تتلاقى بصدق من أعماق مشاعرها ومن أعماق قلوبها ؛ فإنها حينئذٍ تعطي صورة التجمع الكبير ، وتعطي صورة الوحدة الظاهرة ، وتعطي صورة العبودية الكاملة ، وتعطي صورة التآلف والمحبة والأخوة الإيمانية .
فأنت حينما تتوجه من بلدك ، أو تخرج من بيتك ، فاعلم أن آلافاً مؤلفةَ يقومون بمثل ما تقوم به لهم ذات المشاعر ، وذات الملابس ، وذات النداء والقول ، وذات التضرع والدعاء ، وذات المناسك والمشاعر .




وهذا المعنى الذي غاب عن الأمة في عصورٍ مضت ، وبدأ يتجدد في هذه الأعصر الأخيرة جديرٌ بأن يتذكره الحاج تذكراً خاصاً ، وأن يحقق كونه من أمة الإسلام ولاءً لله ، ونصرةً لأولياء الله ، وعداءً لأعداء الله ، وضراعاً من كل منهج يخالف منهج الله . وأن يتحقق من أعماق قلبه ، وأغوار نفسه بصدق المحبة والمودة ، وإرادة الخير لكل مسلم في شرق الأرض وغربها .




إن المشكلة اليوم إنما هي بالبعد عن تلك المنّة العظمى التي أخبر الله - جل وعلا - بقوله - سبحانه وتعالى - : { إنما المؤمنون اخوة } . والتي بيّنها في أعظم منّة ساقها وذكرها للرسول – صلى الله عليه وسلم - : { وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما الفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم } .
هذه المنّة لمّا ذكرها الله قال : { ألف بين قلوبهم } لم يقل بين صفوفهم ، ولا بين راياتهم ، لأنه إذا تآلفت القلوب فقد تراصت الصفوف ، وتشابكت الأيادي ، وتوحده الرايات ، واجتمعت القوى على منهج الله ، وعلى هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .




إننا نريد أن نتذكر أنه لا بد أن تمتلئ قلوبنا حباً ومودةً وإحسان ظنٍ وإرادة خيرٍ لكل مسلم ، لا أن تمتلئ حقداًَ ولا شكاً ، ولا سوء ظنٍ ولا بغضاء على أحدٍ من أمة الإسلام ، كما علّمنا الله - سبحانه وتعالى - في النداء الإيماني ، وفي الدعاء الرباني : { ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا } .
عجباً هذه الآيات تربي وتذكر ، والناس عنها في غفلة ، وللقلوب عنها في ظلمة نسأل الله - سبحانه وتعالى - السلامة .
فلا بد أن يتذكر المؤمن هذا المعنى الذي جسّمه وجسّده وبيّن لنا أهميته المصطفى – صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( إياكم والظن فإن الظن اكذب الحديث ، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) .
إن الحج  أعظم موسمٍ ليكون عباد الله إخواناً حقيقيين من حيث التربية العملية ، في هذه الشعيرة ، ولكنه إن لم تتحرك القلوب لتتوافق مع ظواهر الأعمال ؛ فإن الأمر لا يزال قاصراً ناقصاً .




ووقفاتُ قصيرة مع من لن يحج أو لم يعقد عزم الحج لأمرِ أو لأخر :
نقول إن الله - سبحانه وتعالى - جعل فيض كرمه وجوده متاح لكل أحد ، كما في البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( ما من أيامٍ العمل فيهن أحب إلى الله - سبحانه وتعالى - من هذه العشر - أي من العشر في شهر ذي الحجة فالعمل فيها فاضلٌ محبوبٌ من الله - سبحانه وتعالى - قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلُ خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) .




فتأملوا فضيلة هذه الأيام ؛ فإن الله - سبحانه وتعالى - ساقها رحمةَ بالذين لا يتهيأ لهم الحج ، وذلك قطعاً حاصلٌ في كل عامٍ ، وفي كل زمان ، ليست الأمة كلها تحج ، بل بعضها يحجُّ وبعضها لا يحجُّ ، وبعضهم قد سلف لهم الحج ، لكن الله - جل وعلا - جعل الخير عاماً في كل عام من هذا الموسم لكل فردٍ مسلمٍ موحدٍ لله - سبحانه وتعالى - .
وفي مسند الإمام أحمد : (‏ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من ‏ ‏هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) .




وكذلك فإن الله - جل وعلا - جعل نوعاً من المشابهة والتذكرة لمن لم يحج ، يذكره بما في الحج من المعاني ، ومن ذلك السنة المؤكدة في الأضحية التي أخبرعنها نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - وقد روى الإمام مسلم عن النبي - عليه الصلاة والسلام - : ( ‏إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا ‏ يمس ‏ ‏من شعره وبشره شيئا ) .
وهذه سنةُ عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أن يتشبه بالمحرم في إحرامه ، كما أن المحرم لا يقص شعره ، ولا يقلّم ظفره ، فإنه يأخذ منه نوعاً من المشابهة ليأخذ أيضاً نفس الفائدة والتذكرة والعظة التي في ذلك الإحرام .
وكذلك نجد أن هذه الأضحية تذكره بكل شعائر الحج ، وبقصة الخليل إبراهيم - عليه السلام - وبما كان من إرغام الشيطان ، أي أن الذي لا يحج يأخذ خلاصة فضائل الحج  المعنوية ، ويأخذ أيضاَ حضاً وافراً من الفضائل الثوابية والجزائية من عند الله - سبحانه وتعالى - .




ونعلم على وجه التخصيص فضيلة صيام يوم عرفة لغير الحاج ، وما فيه من تكفير الذنوب والخطايا .
ولذلك ؛ فإن الأمة المسلمة كلها تحج لله - سبحانه وتعالى - منهم من يمارس الحج حقيقةَ في المناسك وفي البقاع المقدسة ، ومنهم من يمارس معانيه وآدابه ، وما يقع في  الحجمن التذكرة والعظة والندم على ما فات والتوبة لله ، ودوام التضرع والإقبال بالطاعات ، كل ذلك ينبغي أن يقع .




وأما ما يقع من بعض الناس الذين لا يحجون ، وكذلك - والعياذ بالله - يعصون في هذه الأيام المباركة ، وهذه المواسم الخيّرة الفاضلة ؛ فإن بعض الناس يجعلون فترة الحج إجازة  ، إما أنهم يضيعونها في النوم ، وفي الغيبة والنميمة ، والترف أو الكسل ، وإما - والعياذ بالله - يمارسون فيها المعصية مشاهدةً للآثام عبر الشاشات ، أو ذهاباً وسفراً إلى الخارج ، أو بأي صورةٍ من الصور يضيّعون فيها الفرائض .. يسهرون ليلهم ، ويضيعون صلاة فجرهم ؛ فإن ذلك نوعٌ من الحرمان العظيم ؛ لأنه حرمانٌ في كل وقت ، ولكنه حرمانٌ عظيمٌ في هذا الوقت بالذات ، لأنه في الوقت الذي تصعد إلى الله - عز وجل - دعواتٌ حارةٌ من الطائعين من الحجيج وغيرهم .




في هذا الوقت الذي تقلّ فيه المعاصي ، يبقى هذا الفرد المحروم المخزي هو الذي يعصي الله - عز وجل - فلا شك أنها مسألةٌ خطيرة يقع فيها كثيرٌ من الناس ، فلا أقلّ إذا لم يتيسر لك الحج  أن تغتنم هذا الفضل الذي ساقه الله - سبحانه وتعالى - لك






جعلنا الله واياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه


الموضوع الأصلي : تذكرة قبل الحج // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



تذكرة قبل الحج 2410


الجمعة يوليو 14, 2017 8:57 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

جود العرب

البيانات
عدد المساهمات : 3256
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 15/02/2017

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: تذكرة قبل الحج


سلمت أناملك الذهبية عالطرح الرائع
الذي أنار صفحات المنتدى
تذكرة قبل الحج PIC-417-1354665003
بكل ماهو جديد لك مني أرق وأجمل التحايا
على هذا التألق والأبداع









الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير