يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذا البيت دعامة الإسلام من خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر أو زائر كان مضمونا على الله عز وجل إن قبضه أن يدخله الجنة وإن رده إلى أهله رده بأجر وغنيمة ) رواه الطبراني فالحج فرصة نورانية توثق الروابط بين الشعوب وتقوض الهمم ، ففي ذلكم المشهد المهيب يجد من استشعر روحانية هذه العبادة العظيمة ليقف إجلالاً بين يدي الله تعالى لما يشهده من أفواج الحجيج وهم في لباس واحد . أخي المسلم لا تجعل هذه العبادة في يديك ؛ بمعنى لا تجعل أمور الدنيا تشغلك عن هذه الفريضة الروحانية فعندما تكون في تلك الموقف تذكر مواقفك يوم القيامة وأنظر إلى هؤلاء الناس الذين يلبسون ثوبا واحدا ؛ فلا تنظر إلى الدنيا كغيرك الذين يزاحمون الناس ويسببون الاذى فهذا يزعج الحاج والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ( حرمة المسلم أشد من حرمة الكعبة ) من أجل ذلك الموقف الرهيب يجب على الحاج أن يبعث في روحه وعقله الشوق و الأمل إلى لقاء ربه كما وفق بزيارة البيت والحج وان يتذكر موقف سيدنا اسماعيل عليه السلام وامه هاجر عندما تركهما سيدنا إبراهيم في صحراء بوادي غير ذي زرع وكذلك موقف أمنا هاجر عليها السلام وبين الصفا والمروة وهذه الأمور ينبغي للحاج أن يتذكرها لما فيها من العبر والحكم الإلهية العظيمة. فعلى الحاج أن يكثر من الدعاء والخشوع لله مبللا ذلك بالدموع ذائبا بكل جوارحه وقلبه شوقا وحبا لله تعالى وتعظيما ً للبيت ورب البيت . والحج في الإسلام نور وعطاء إلهي يحسه المؤمن ويشعر بلذته ويتذوق طعمه وهو يؤدي المناسك ؛ وفي هذه المواقف وبحس ثاقب يجب أن تتفتح القلوب لعظمة الله وهيبة المكان . فيا أخي ويا أختي والذي ينبغي على كل عاقل العمل به في هذا المكان هو غض العيون عن المنكرات وتجريد النفس من غبش الدنيا وعدم لبس المخيط و ثوب العبودية لله تعالى . لأن عبادة الحج كسائر العبادات لها أهداف ومعنى وهو الصبر والتعارف بين الحجاج لا التنافر والطائفية الحمقى. يقول الله تعالى ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات ) الحج 28 وإذا كان الحج وفاداً لله تعالى فى تلك البقاع المقدسة فإن يوجب عليه أن يتعلم المناسك قبل أن يشرع فى السفر شأنه فى ذلك شأن من يريد الصلاة المكتوبة فكما أنه لابد للمكلف من تعلم شروط الصلاة وأركانها قبل الشروع فيها ، فكذلك ينبغى لمن أراد الحج أن يكون ملما بواجباته وما يتوقف عليه صحته حتى يشرع فيه على بصيرة ودراية. والذي نراه اليوم من بعض الحجاج وللأسف الشديد ليس لديهم بصيرة بشؤون الحج وواجباته فقط يريدون الذهاب إلى الحج لرؤية البيت ليقال له حاج وهذا أمر مخيف !!. لأن الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومعناه لغةً: القصد، واصطلاحاً: السفر إلى مكة المكرمة بنية العبادة للقيام بالمناسك التي لا تؤدى إلا بالبيت العتيق وما جاوره، وهو واجب على المسلم المستطيع مرة واحدة في العمر، وما زاد على ذلك فهو تطوع، يقول الله تعالى: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) سورة آل عمران الآية"97"، ويقول الله تعالى: ( وأتموا الحج والعمرة لله ) سورة البقرة الآية"196"، ويقول الله سبحانه وتعالى: ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجّ ) 1. والحج له فضل عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " متفق عليه، وسُئل صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟، قال: " إيمان بالله ورسوله " قيل: ثم ماذا؟، قال: " ثم جهاد في سبيل الله "، قيل: ثم ماذا؟، قال: " حج مبرور " متفق عليه. فعلى العلماء والدعاة ورجال الوعظ أن يُعلموا الناس الحج شروطه وواجباته لأن مانراه في الحج من إزدحام وقلة الفهم من البعض ، لأمر يتوجب على المعنيين الانتباه لذلك وأن يرشدوا الناس لمعنى الحج الصحيح لكي يؤدوا هذه العبادة على بصيرة ونور من الله تعالى ، لأن الحج فرصة نورانية من أتمها بما يرضي الله رجع كيوم ولدته أمه . هذا ما أردتُ قوله اللهم قد بلغت ما لدى في هذه العجالة اللهم فأشهد.