من الكتب الرائعة التي صدرت حديثا في فن الحوار وآدابه، كتاب: " أجمل حوار.. حوار النبي مع أصحابه" للأستاذ الدكتور راغب السرجاني، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمشرف العام على موقع "قصة الإسلام". وذلك عن دار أقلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة. يتناول الكتاب آداب الحوار وأهميته وأساليبه وفوائده وفنونه، من خلال عرض سمات الحوار النبوي في سمو أهدافه، وجمال وسائله، وتوضيح ذلك بمواقف من السنة النبوية الشريفة. فقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم صور كثيرة للحوار مع كل طوائف الناس: المسلم والكافر، الرجل والمرأة، الشيخ والطفل، الحر والعبد.. وفي كل مواقف الحياة من التعارف الى التعليم الى المفاوضات، الى الحديث الأسري، الى غير ذلك من مواقف الحياة المتنوعة.. وقد ركز المؤلف على مواقف الحوار مع الصحابة، ليثبت حقيقة مفادها أن الحوار كان أحد معالم منهج حياته صلى الله عليه وسلم، ولم يكن حدثا عارضا نادرا. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن ديكتاتورا يأمر وينهر، ولا يطيق سماع الآخر، ككثير من الحكام مع رعاياهم، أو الناس في بيوتهم، بل كان يستمع الى الكل باهتمام وتفاعل ومشاركة. وكان يستخدم الحوار للتواصل والتراحم معهم. وكان حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابة يتميز بأمرين مهمين هما: سمو الأهداف وجمال الوسائل. فهو لم يكن يقوم بالحوار لملء الفراغ أو حب الظهور، أو من أجل الغلبة أو الخصومة، بل كان حواره من أجل أهداف أسمى وأروع مثل التعارف وتلطيف العلاقات، والتعليم، والهداية، وإزالة الشبهات، ومثل التحقيق في القضايا والحكم فيها، والشورى أي البحث عن الرأي الأفضل. وقد كان يحقق في الحوار الواحد أو الجلسة أكثر من هدف. أما في وسائله فقد كان صلى الله عليه وسلم يختار ألفاظه، ويبتسم في حواره، ويصبر على محدثه، ولا يقطع كلامه، ويستمع للآخر حتى ينهي حديثه. وكان يقبل الرأي الصواب من أي كان، وكان يتجنب الجدل الطويل، ويقدر نفسية الآخر، وكان يتجنب السخرية ولو مزاحا وينهى عنها. وكان صلى الله عليه وسلم قويا في الحق، صادقا في المدح والثناء غير مبالغ، صابرا على أذى الآخر. وكان يلجأ الى التشويق في حواره ليذهب ال ويلفت الانتباه ويظهر الود للآخر.. كتاب قيم ومفيد جدا لا غنى لأي مسلم عنه. وخاصة من يتصدى لإقامة جسور الحوار والتفاهم والتقارب والتعاون مع الناس. فنسأل الله أن يجعلنا من المقتدين بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل شؤون الحياة، وأن يجازي صاحب هذا العمل خير الجزاء ويجعله في موازين حسناته. آمين يا رب العالمين
سلمُ لنا هذُآ الذوُوُق ..الذُي يقطفُ لنا.. وسلم لنا هذا القلم المميز آجمًل العبارات وٌآروعهـــاآ.. ماأننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ.. تحية عطرة ل روحك الجميلة شكراً لك من القلب على هذآ العطاء ل روحك الجووري