لا تحـزن في المكتبة يشعر بالراحة والطمأنينة.. رغم وضعها الفوضوي هي ملاذُه من صخب الحياة.. يأوي إليها كأمٍّ وحبيبة.. أغنية قديمة من أغاني عبد الوهاب يسمعها بشغف وشوق، لوحة فنية من صديق قديم هاجرَ بعد معاناة و سوءِ حال. مجموعة من الكتب المهداة..هذا انتقل إلى رحمته تعالى.. وذاك طلَّق الأدب وزوجته.. وتلك تعيش أحلى أيّامها.. وهذه القصّة أودَتْ بصاحبها إلى الظلمة والطردِ من الوظيفةَ... تأمَّلَ العناوين و الإهداءات.. فنجان قهوته لم ينته شعر بصداع.. ضاق صدره.. على الطاولة القديمة العرجاء وبحرف كبير متعرِّج وبلون مغاير وجد ورقة ((يا أنا في البيت يا مكتبتك)) استند على الأريكة المتوعّكة فوجد ورقة ثانية ((إذا لم تفهم الورقة الأولى فافهم الثانية، كلامك وأدبك لا يطعمنا خبزاً وكتبك تسبِّب لي الحساسية لن أعودَ والكتب في البيت)) في صباح اليوم التالي كانت الكتب على أرصفة الشارع وكان أصحابُه خول سريره في المشفى... محمود محمد أسد