نوع من الفنون النثرية فائدتها التأثير والإقناع بحضور الجمهور المتلقي، وهناك ثلاثة أمور يجب الاهتمام بها في الخطابة وهي:
مواصفات المؤدي (الخطيب): أن يمتلك الخطيب عمق وإدراك وفهم للحياة ومدى سبره لغورها وفهمه لأحوالها، والمواصفات الشكلية من حيث حسن النبرة وجهارة الصوت، وأن يكون حسن المظهر
مواصفات الأداء (الإلقاء): الاهتمام بالأداء والإلقاء المحكم والتقليل من الأمور المنفرة مثل السعال والتنحنح والتأتأة والتردد والتكرار الممل والحركات العشوائية وصياغة الكلام بأسلوب جامع لقواعد اللغة من نحو وبلاغة وشامل لأصول المعالجة المنطقية والعلمية للأمور.
مواصفات النص الملقى: يجب أن يكون النص سهل اللغة وعدم استخدام الكلمات العامية، وأن لا يكون النص طويل ولا قصير "خير الأمور أوسطها".
الخطابة اليونانية يعود الفضل الأول في إرساء الخطابة واستنباط فنونها إلى اليونانيين قبل الميلاد ويعود اهتمام اليونانيين بالخطابة لارتباطها بطبيعة الحياة اليونانية التي غلبت عليها المجادلات الفلسفية والسياسية وشيوع حالة الحرية الفردية والتعبير عن الرأي، وقد كان لظهور مجموعة من المتكلمين الذين عُرفوا بالسفسطائيين لتميزهم بالقدرة على الخطابة المؤثرة والإلقاء المحكم الدور الكبير في تطور الخطابة اليونانية مما جعل الخطابة مهنة يسعى إليها من يريد البلوغ إلى المراتب العليا من طبقات المجتمع، ويُعد مؤلَّف الخطابة لأرسطو أول مؤلَّف جامع ومنظِّر لعلم الخطابة، وقد بلغت الخطابة ذروتها في العهد الروماني حيث برز خطباء مشهورون مثل: شيشرون وافتتحت العديد من المدارس الخاصة بتعليم الخطابة
الخطابة في العصر الجاهلي أمّا الخطابة في العصر الجاهلي كان لها حظ وافر عند العرب لتمتع اللغة العربية بالفصاحة والبيان التي مثلت الجانب الأهم فيما ورد من خطب ذلك العصر، ومن خطباء ذلك العصر:
قس بن ساعدة الإيادي. خارجة بن سنان خطيب داحس والغبراء. خويلد بن عمرو الغطفاني خطيب يوم الفجار. أكثم بن صيفي.
بطلوع فجر الإسلام على الجزيرة العربية نشطت الخطابة واشتدت الحاجة إليها لاحتياج الدين الجديد للتبليغ في نشر وإقناع الناس في دعمه ، كما كان للخطابة الأثر البالغ في جميع مراحل تطور الدعوة من استنفار الهمم للجهاد والدفاع عن الدين ضد الكائدين والمتربصين به وتبليغ أحكامه وتعاليمه للمسلمين، وأصبحت للخطابة في ظل الإسلام مواسم وأوقات كخطبتي العيدين وخطبة الجمعة
الخطابة في العصر العباسي بلغت الخطابة أعلى ما يمكن أن يصل إليه علم من اهتمام ورعاية وإنتاج في العصر العباسي، حيث لم يكتفِ بما توفر من تجارب عند العرب بل ترجموا ما كان عند غيرهم من آداب الخطابة وفنونها إلى العربية، ومن الكتب المهمة التي ترجمت في هذا العصر كتاب الخطابة لأرسطو الذي ترجمه إسحاق بن حنين وعلق عليه الفارابي، وكان لظهور الفرق الكلامية خصوصاً المعتزلة أكبر الأثر في ازدياد رونق الخطابة
الخطابة في العصر الحديث بالرغم من تطور وسائل الاتصال الجماهيري وتنوع أشكالها في العصر الحديث لم تفقد الخطابة رونقها بل ازدادت أهميةً لقدرة وسائل الاتصال الجديدة من أجهزة التلفاز والمذياع المرتبطة بالأقمار الصناعية من تعميم الخطاب على عدد هائل من سكان المعمورة، والخطابة اليوم خصوصاً الخطابة السياسية والدينية تُعد من أكثر أنواع الخطابة تأثيراً في الجماهير.