الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
أنواع الأبناء خمسة: - أحدهم: لا يفعل ما يأمره به والداه، فهذا عاقّ ). والآخر: يفعل ما يؤمر به وهو كاره، فهذا لا يؤجر ) . - والثالث: يفعل ما يؤمر به، ويتبعه بالمنّ والأذى والتأفّف ورفع الصوت، فهذا يؤزر ) . والرابع: يفعل ما يؤمر به، بطيبة نفس، فهذا مأجور )، وهم قليل. - والخامس: يفعل ما يريده والداه قبل أن يأمروا به، فهذا هو البارُّ الموفق )، وهم نادرون.
السؤال الصعب لكل شخص: أي الأبناء أنت !!؟. ( قبل أن تقبِّل رأس والديك ): اسأل نفسك؛ ما هو البر!!؟. البر:ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس والديك، أو على أيديهما، أو حتى على قدميهما، فتظن أنك بلغت غاية رضاهما !. البر هو: أن تستشف ما في قلب والديك، ثم تنفذه دون أن تنتظر منهما أمرا. البر هو: أن تعلم ما يسعدهما، فتسارع إلى فعله، وتدرك ما يؤلمهما، فتجتهد أن لا يروه منك أبداً!. البر:قد يكون في أمر تشعر - والديك تحدثهم - أنهما يشتهيانه، فتحضره للتو، ولو كان كوباً من الشاي. البر:أن تحرص على راحة والديك، ولو كان على حساب سعادتك، فإذا كان سهرك في الخارج يؤرقهما، فنومك مبكراً من البر بهما. البر هو: أن تفرط بمناسبة دُعيت لها، إن شعرت - ولو لثواني - أن هذه المناسبة لا تروق لوالديك، وتشغل بالهما وتؤرقهما !. البر هو: أن تخطط لعمرة أو زيارة للحرم، لا يدري عنهما والداك إلا وهما في الفندق الأنيق الذي يستحقانه !. البر هو: أن ترفه عن والديك في هذا السن الذي لم يعد فيه - بالنسبة لهما - الكثير مما يجلب السعادة والفرح !. البر هو: أن تفيض على والديك من مالك ولو كانا يمتلكان الملايين - دون أن تفكر - كم عندها، وكم صرفا، وهل هما بحاجة أم لا؟، فكل ما أنت فيه، ما جاء إلا بتوفيق الله، ثم بسهرهما وتعبهما وقلقهما، وجهد الليالي التي أمضيلها في رعايتك !. البر هو: أن تبحث عن راحتهما، فلا تسمح لهما ببذل جهد لأجلك، فيكفي ما بذلاه منذ ولادتك، إلى أن بلغت هذا المبلغ من العمر !. البر هو: استجلاب ضحكتهما، ولو غدوتَ في نظر نفسك مهرجاً. كثيرة هي طرق البر المؤدية إلى الجنة، فلا تحصروها بقبلة قد يعقبها الكثير من التقصير!!؟. بر الوالدين؛ ليس مناوبات وظيفية، بينك وبين إخوانك، بل مزاحمات على أبواب الجنة.
جعلنا الله و إياكم من البارين الموفقين. و الحمد لله رب العالمين .