قال تعالى ( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَـــا عَلَيْهَــــــا الْمــــــــَاء اهْتَـــــــــــزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) سورة الحج سبحان الله ... شوفوا الدقه في اختيار لفظ اهتزت .... الآن فقط بعد 14 قرناً قدرنا نفهم معنى اهتزت الأرض من المطر
[size=32][/size]
فى العصر الحديث
عام 1929 حدثت ضجة كبيرة عندما اكتشف العلماء أن الكون يتسع و يتمدد ... وحجمه غير ثابت .. لم يتخيلوا هذا أبداً لكن منذ 1400 عآم
لم يختلف قول المفسرين عن أقوال أهل اللغة، فهذا ابن جرير الطبري يقول: "وقوله: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾: يقول تعالى ذكره: وترى الأرض يا محمد يابسة دارسة الآثار من النبات والزرع، وأصل الهمود: الدروس والدثور، ويقال منه: همدت الأرض تهمد هموداً"(6). ويقول في تفسير الآية الثانية: "ومن حجج الله أيضاً وأدلته على قدرته على نشر الموتى من بعد بلاها وإعادتها لهيئتها كما كانت من بعد فنائها أنك يا محمد ترى الأرض دارسة غبراء لا نبات بها ولا زرع، كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً﴾ أي غبراء متهشمة. حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط عن السدي ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً﴾قال: يابسة متهشمة، ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ﴾ يقول تعالى ذكره: فإذا أنزلنا من السماء غيثاً على هذه الأرض الخاشعة اهتزت بالنبات يقول: تحركت به، كما حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط عن السدي ﴿ورَبَتْ﴾ انتفخت"(7). ويقول ابن كثير: "وقوله: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾ هذا دليل آخر على قدرته تعالى على إحياء الموتى كما يحيي الأرض الميتة الهامدة وهي المقحلة التي لا ينبت فيها شيء، وقال قتادة: غبراء متهشمة، وقال السدي: ميتة، ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ أي فإذا أنزل الله عليها المطر اهتزت، أي تحركت بالنبات وحييت بعد موتها، وربت أي ارتفعت لما سكن فيها الثرى ثم أنبتت ما فيها من الألوان والفنون من ثمار وزروع وأشتات النبات في اختلاف ألوانها وطعومه وروائحها وأشكالها ومنافعها ولهذا قال تعالى: ﴿وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ أي حسن المنظر طيب الريح"(. ويقول القرطبي: "﴿هَامِدَةً﴾ أي جافة ذات تراب، وقال شمر: يقال همد شجر الأرض إذا بلي وذهب، وهمدت أصواتهم إذا سكنت، وهمود الأرض ألا يكون فيها حياة ولا نبت ولا عود ولم يصبها مطر، قوله تعالى: ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ﴾ أي تحركت، يقال: هززت الشيء فاهتز أي حركته فتحرك، ﴿وَرَبَتْ﴾ أي ارتفعت وزادت، وقيل: انتفخت، والمعنى واحد، وأصله الزيادة ربا الشيء يربو ربواً أي زاد، ﴿وَأَنبَتَتْ﴾ أي أخرجت، ﴿مِن كُلِّ زَوْجٍ﴾ أي لون ﴿بَهِيجٍ﴾أي حسن"(9). ونلاحظ من خلال قراءتنا لبعض التفاسير أن بعض المفسرين عزا الاهتزاز للنبات وليس للأرض، بل قال بعضهم أن هذا الاهتزاز مجاز في الأرض، وأن الاهتزاز في النبات أظهر منه في الأرض، وهذا تأويل للآية على غير ظاهرها، وكل ذلك بسبب نقص المعلومات في زمنهم، ولأن الاهتزاز على مستوى التربة وحبيباتها خفي لا تراه العيون المجردة، مع أن الآيتين الكريمتين صريحتان في نسبة الاهتزاز إلى التربة نفسها بعد إنزال المطر عليها، والمعلوم من قواعد اللغة العربية أن حمل الكلام على الحقيقة مقدم على حمله على المجاز إلا إذا تعذر ذلك.