حكاية مواطنى دولة “المايه والهوا” على ضفاف النيل فى 23 مشهدا
حكاية مواطنى دولة “المايه والهوا” على ضفاف النيل فى 23 مشهدا
إذا أردت المواطنة فى تلك الدولة، فأنت لا تحتاج إلى إقامة، أو تأشيرة، فقط مجموعة من الألواح الخشبية لبناء قارب، إنها دولة الصيادين الشقيقة، التى يقطنها العديد من الأسر المكونة من 5 إلى 7 أفراد، يأكلون الطعام الممزوج برائحة هواء النيل تفرض نفسها على أنفك بمجرد أن تقترب من المراكب الصغيرة، وأقمشة بالية علقت على عمدان حديدية رفيعة لتستر النساء اللاتى ينمن ويقضين حياتهن الطبيعية داخل المركب، ورغم أنها لا تسمن ولا تغنى من برد الشتاء القارس، إلا أنها وسيلتهم الوحيدة لصد نفحات الهواء. مجموعة من أوانى الطهى، وبوتاجاز كهربائى بعين واحدة، وزجاجة مياه مثلجة يجلبها لهم المارة، وراديو صغير هو دليلهم عن العالم الذى يدور على البر، ووسائد صغيرة بقدر سعة المركب، أعطاهم الصيد دروساً كثيرة كالصبر، لولاه لذاب أصحابهم فى بؤسهم كذوبان الملح فى الماء، هذا هو حال سكان مراكب النيل الذين يعيشون خارج حدود الدنيا كما نعرفها، زارهم اليوم السابع للاستماع لحكايات يظن من يسمعها أنها تعود لزمن سحيق مضى.