نشرت المقالة بمعرفة الأستاذ الدكتور: حسني حمدان الدسوقي.
الله خالق كل شىء. خلق من كل شىء زوجين، وكل الموجودات أزواج ويبقى وحده أحد فرد صمد. ومن ثم فلا بد أن تأخذ حقائق الخلق من الله، وإن حاولت العقول الوصول إلى بدايات الخلق بعيدا عن الله كان ذلك هو الضلال البعيد. وكم شقيت البشرية من ابتدع وروج للباطل حول ارتقاء الأنواع بعضا من بعض فى سلسلة تصاعدية دونما الحاجة إلى خالق، خدعع دارون وأعوانه من بعدة العالم بفكة التطور العضوى عن طريق خيال فى عقولهم أسموه الإصطفاء الطبيعى. وها نحن نرى الفشل الذريع لذلك الباطل، ولم تجد نظرية التطور سند علميا لها. فعلوم الأحياء تكذبها، وعلم الأحافير التى هى بقايسا الأحياء الماضية تكذبها، وعلوم الوراثة أيضا تكذبها. وللأسف الشديد فإننى أرى ملامح دارونية جديدة تلبس ثوبا جديدا خادعا مستندا بالظن على علم الأحياء الجزيئى. ومن ثم فإنه من الضرورى بمكان الر جوع إلى معرفة حقائق الخلق فى القرآن الكريم.
وقد ضا الباحثين فى علم الإنسان (الأنثروبيولوجي) ضلالا بعيدا حينما حاولوا رسم خريطة للبشر متوهمين وجود أشباه للبشر مرتقية من عالم القرود. وجاء علم الجينوم ليؤكد أن تلك الأناسى المزعومة ليسوا منا فى شىء، وتوصل العلماء الباحثين عن أصل اللغة عند الإنسان إلى أن الإنسان ولد عنده تكيف ذاتى لتعلم اللغة دون أن يكتسبها من كائنات أخرى. وفى القرآن الكريم حقيقة خلق آدم مذكورة فى سبع سور من القرآن وفى آيات عديدة فى سور أخرى من القرآن. وحذارى من اتباع أو حتى ترديد مقولات الدارونيين القدامى والجدد على حد سواء، ولو كان عندهم أثارة من علم فى شأن الخلق بعيدا عن القرآن فنحن نتحداهم أن يدلوننا على نواع واحد قد وجد نتيجة ارتقائه عن نوع سابق له. الحقيقة أن الله خلق كل شىء بقدر، وأعطى كل شىء خلقه وهداه لما خلق له.