السلام عليكم ألقى الباحث عبدالله بن جاسم المطيري بحثا بعنوان (النقود العباسية في حواضر الجزيرة العربية) خلال ندوة آثار شبه الجزيرة العربية عبر العصور التي عقدت بالسلطنة مؤخرا ،وقد عرج بنا خلال بحثه في دروب التاريخ الإسلامي العريق متحدثا عن جانب مهم من الجوانب المشرقة في حضارتنا الإسلامية العظمى التي أذهلت العالم في تقدمها، وبهرت الإنسانية في رقيها وعلو شأنها، وكانت مثلا احتذاه الغرب فبنى حضارته الحديثة على أكتافها، واستفاد من علومها، وقد ركز الباحث على جانب واحد من ذلك الإشراق فقط وهو الجانب الاقتصادي متمثلا في النقود. وتمنى الباحث أن تكون في هذه المحاضرة الفائدة العلمية وكذلك شحذ همم الباحثين للتنقيب عن ميراثنا العظيم واستخراجه من ذاكرة التاريخ لا لنشر العلم فحسب بل لنبين لإنسان اليوم أننا كنا يوما من الأيام سادة المجد وقادة العالم ومعلمي الإنسانية، ولنبين لبني جلْدتنا- ممن بهرتهم الحضارة الغربية برونقها - أننا سبب قيام الحضارة الحديثة على رجليها من يوم أن نادى مارتن لوثر في فرنسا وكنابيز في ألمانيا قومهما إلى الاستفادة من ميراث حضارة المسلمين بدل محاربتها ومعاداتها. وقد بين الباحث أن ذكر الدرهم والدينار جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف، والبحث في تاريخ النقود يمثل أهمية بالغة،لا من حيث القيمة الفنية، والاستمتاع الذهني، ولا من حيث الفائدة المادية فحسب بل من حيث الأهمية التاريخية كذلك؛ إذ من خلال هذه النقود يمكننا أن نتبين كثيرا من الحقائق، ونفند كثيرا من الادعاءات، ونصحح كثيرا من الأخطاء التاريخية وقال: تعد المسكوكات الإسلامية بدورها شاهد حق على مختلف الدول والخلافات التي ساهمت في الفتوحات الإسلامية ونشر الدين الإسلامي، وقد تنوعت بين الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والفلوس النحاسية، واختلفت طريقة سكها باختلاف الزمان والمكان لتغدو مادة خصبة للمهتمين وهواة التراث الإسلامي، وقد عرض الباحث لنماذج من المسكوكات في حواضر الجزيرة العربية بادئا بعمان. عـمـان لم تقم الخلافة العباسية بمحاولة جادة للسيطرة التامة على عمان في عهدها الأول، لهذا لم تكن هناك نقود عباسية ضربت في عمان حتى نهاية القرن الثاني الهجري سوى قطعتين من النحاس: الأولى فلس نحاسي تم ضربه في صحار سنة 141 هـ، يحمل اسم الوالي روح بن حاتم وهذا الفلس محفوظ في مجموعة جامعة توبنغين .أما القطعة الثانية، فهي فلس نحاسي ضرب في عمان ودون تحديد المنطقة التي ضرب فيها (أو في أي إقليم من أقاليم عمان) سنة 151 هـ و بيعت هذه القطعة بمزاد اسبنك اند سنز بزيورخ سنة 1990م. أما بالنسبة للدراهم الفضية والدنانير الذهبية فإنها لا توجد حتى الآن ولم يعثر عليها في أي مجموعة . وبعض الدراهم الفضية تعود إلى خلافة المكتفي سنة 290 هـ للحاكم الصفاري أحمد بن محمد دون الإشارة إلى أسرة الصفارية . وهناك بعض الدراهم الصفارية على الطراز العباسي وتحمل اسم الحاكم الصفاري طاهر بن محمد منها نموذج لدرهم ضرب سنة 294 هـ . وهناك درهم ضرب في عمان في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله 295 - 320هـ بأمر من واليه على فارس سبكري مولى بني الصفار ضرب سنة 298 هـ، علما بأن سبكري كان واليا لولاية فارس وربما أضيفت له ولاية عمان في هذه الفترة نظرا لتقربه من الخليفة ومعاداته للأسرة الصفارية. والدرهم في مجموعة متحف قطر الوطني تحت رقم 2167. بنو سامة: ( 281 - 316 هـ) يقول الباحث: ظهرت من الدراهم الساماوية المعروفة لكل من الحاكمين أحمد بن هلال 281 - 310 هـ وعبد الحليم بن إبراهيم310-316هـ ، وتوجد أمثلة مختلفة لدراهم أحمد بن هلال ضربت في السنوات 303 - 304 - 305. وتعتبر الدراهم الساموية من الدراهم النادرة جدا بين سائر النقود المعروفة. وقد دام حكم بني سامة قرابة خمسة وثلاثين عاما. بنو وجيـه: ( 317 - 355هـ) ظهرت في سنة 317 هـ، أسرة محلية تولت زمام الحكم في عمان بقيادة يوسف بن وجيه معترفا بالخليفة العباسي المقتدر بالله في بغداد، من خلال رفع اسمه على السكة والدعاء له على المنابر ومن ثم الخليفة القاهر بالله (320 - 322) فالخليفة الراضي بالله (322 - 332 هـ) ونلاحظ انه يقترن اسم يوسف بن وجيه مع اسم الخليفة في أحد وجهي الدنانير والدراهم حتى سنة وفاته 332 هـ. وبعد وفاته، تولى الوصاية على ولده محمد خادمه نافع الذي ناصر الدعوة البويهية ودعا للحاكم البويهي على المنابر، إلا أنه لم يتمكن من إصدار نقد خاص به؛وقد خالف أهل عمان المولى نافع، فبينما دعا هو للأسرة البويهية دعا العمانيون للقرامطة، مما جعله يلجأ للحاكم البويهي في فارس. وبذلك تمت مبايعة محمد بن يوسف بن وجيه حاكما على عمان في سنة 332 هـ. وضرب محمد بن يوسف دراهم سنة 332هـ خلال خلافة المتقي لله تحمل اسم محمد بن يوسف مع اسم الخليفة العباسي، وعبارة وجيه لتدل على شعار الأسرة الوجيهية. وظل محمد بن يوسف يضرب النقود باسمه وباسم الخليفة المستكفي بالله 333 -334 هـ على الرغم من سقوط الخليفة المستكفي على يد البويهيين الديالمة، وتنصيب ابن عمه المطيع لله زمام الخلافة العباسية،إلا أن محمدا لم يعترف بالخليفة الجديد ولم يظهر اسمه على الدنانير والدراهم التي ضربها في سنة 335 هـ، حيث واصل وضع اسم المستكفي بالله عليها، غير أنه في سنة 336 هـ ظهرت على نقوده عبارة محمد بن يوسف المنصور واسم الخليفة المطيع لله. ويوجد في مجموعتي أربعة دراهم فضية للأسرة الوجيهية تعود ليوسف بن وجيه - محمد بن يوسف. ويوجد هناك بعض الدراهم تعود لآخر حاكم وجيهي و هو عمر بن يوسف، شقيق محمد بن يوسف ما بين سنة 341 - 350 هـ. و تم أخيرا اكتشاف ربع دينار وجيهي يحمل اسم عمر بن يوسف ضرب في عمان سنة 350 هـ في إمارة رأس الخيمة، والقطعة محفوظة في متحف رأس الخيمة الوطني. وتعتبر النقود الوجيهية نادرة بشكل عام، إلا أن الدنانير تعتبر في قمة الندرة وقد بيع ديناران أحدهما ليوسف والآخر لمحمد بن يوسف في مزاد الإمارات رقم 1والذي أقيم في دبي سنة 2000، وقام بشرائهما أحد الهواة من دولة قطر. البويهيون في عمان: ( 362 - 440هـ) بدأ البويهيون بضرب نقودهم في عمان في سنة 362 هـ على الطراز العباسي التقليدي مع رفع اسم كبير البيت البويهي وأمير الأمراء ركن الدولة أبي علي واسم الخليفة العباسي بالإضافة إلى اسم والي البويهيين في فارس وولده المرزبان بن عضد الدولة. ويوجد في مجموعتي العديد من الدنانير والدراهم البويهية المضروبة في عمان وهذه بعض الأمثلة منها درهم لعضد الدولة فناخسرو أبي شجاع ضرب عمان سنة 362 هـ . ونموذج لأهم الدنانير البويهية التي ضربت في عمان والتي يوجد منها حتى الآن مثالان، منها الأول في مجموعة ديفيد خليلي في لندن. حسبما أورد الأستاذ روبرت دوران في كتاب تاريخ النقود في سلطنة عمان - طبعة البنك المركزي العماني 1990، حيث إنه ذكر على الدينار بأنه ضرب في عمانه، و يقول بأنه كان أحيانا يطلق على عمان باللغة الدارجة عمانه،والثاني في مجموعتي ومأثوراته الدينار . بنو مكرم: ( 390 - 432 هـ) ضرب الحسين بن مكرم نقوده على النمط البويهي وبنفس المأثورات والشعارات إلا أنه أضاف في أعلى الدنانير عبارة مكرم لتميزها عن الدنانير والدراهم البويهية الأصيلة؛ ومنذ سنة 410 هـ، خرجت النقود المكرمية عن إطارها التقليدي وتمت إضافة سورة الإخلاص في وسط القطعة، مما يدل على أن شيئا ما حدث بين الوالي المكرمي والحاكم البويهي، وأن هذا التغيير يدلنا على أن الوالي المكرمي أصبح أكثر استقلالية وكان هذا التصرف بمثابة فك ارتباط بين الوالي والحاكم البويهي في فارس. وتوجد في مجموعتي أكثر من عشر قطع من الدنانير المكرمية المختلفة المأثورات، منها دينار مكرمي لأبي محمد الحسين بن مكرم ضرب في عمان سنة 409 ونموذج لدينار أبي القاسم علي بن الحسين بن مكرم ضرب في عمان سنة 422 هـ
موضوع: رد: النقود العباسيه في حواضر الجزيرة العربيه1
قدمت خلال ندوة "آثار شبه الجزيرة العربية عبر العصور" النقود العباسية في حواضر الجزيرة العربية (2-2) المسكوكات الإسلامية شاهد حق على الخلافات التي ساهمت في الفتوحات
إعداد ـ عبدالله بن جاسم المطيري: توجت ندوة "آثار شبه الجزيرة العربية عبر العصور" فعاليات الاحتفاء بمسقط عاصمة للثقافة العربية لعام 2006م، وقد ارتقى طموحها إلى مستوى تجسيد العمق الثقافي والحضاري لشبه الجزيرة العربية، ووقفت الندوة على حصيلة العقود الأخيرة من نتائج المسوحات والتنقيبات الأثرية في أقطارها والتعرف على الجهود التي تبذل في مجال حماية وإدارة مواقع التراث الثقافي الوطني وإبرازها على المستوى الإقليمي والعالمي، وقد أثرى مضمون بحوث الندوة تاريخ الجزيرة العربية منذ فترة ما قبل التاريخ وصولا إلى العصور الإسلامية، وألقى الباحث عبدالله بن جاسم المطيري بحثا بعنوان (النقود العباسية في حواضر الجزيرة العربية) خلال فعاليات الندوة، عرج بنا الباحث خلاله في دروب التاريخ الإسلامي العريق متحدثا عن جانب مهم من الجوانب المشرقة في حضارتنا الإسلامية العظمى التي أذهلت العالم في تقدمها، وبهرت الإنسانية في رقيها وعلو شأنها، وكانت مثلا احتذاه الغرب فبنى حضارته الحديثة على أكتافها، واستفاد من علومها، وقد ركز الباحث على جانب واحد من ذلك الإشراق فقط وهو الجانب الاقتصادي متمثلا في النقود. وتعد المسكوكات الإسلامية بدورها شاهد حق على مختلف الدول والخلافات التي ساهمت في الفتوحات الإسلامية ونشر الدين الإسلامي، وقد تنوعت بين الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والفلوس النحاسية، واختلفت طريقة سكها باختلاف الزمان والمكان لتغدو مادة خصبة للمهتمين وهواة التراث الإسلامي، وقد عرض الباحث لنماذج من المسكوكات في حواضر الجزيرة العربية بادئا بعمان، مرورا ببلاد نجد ثم الحجاز وعسير، وصولا إلى اليمن. ثانيا : نجد اليمامة: ( 165 - 170 هـ) يقول الباحث: خضعت اليمامة عاصمة إقليم نجد للخلافة العباسية منذ قيامها سنة 132 هـ، إلا أنه لم يضرب بها نقود ولم يتضح بأن هناك دار ضرب في اليمامة إلا منذ خلافة "محمد المهدي" والد "هارون الرشيد" (158 - 169 هـ). فقد ضرب الخليفة المهدي دراهم فضية في دار الضرب باليمامة في سنة 165 ومن 166 وحتى 169 هـ مع اختلاف يسير بين قطعة وأخرى، فمثلا هناك درهمان ضربا في سنة 166هـ، أحدهما يحمل عبارة حجر وحرف العين والآخر يحمل حجر دون وجود حرف العين الدال على اسم المشرف على الضرب. وكذلك درهمان ضربا في سنة 169 هـ و كلاهما يحملان بالإضافة إلى اسم الخليفة اسم الوالي "عبد الله بن سعيد بن الأسود" والى اليمامة. فالأول كتب عليه حرف " س" والآخر حرف " ص". ويضيف الباحث: لم أتمكن من معرفة السبب في ذلك وربما يكون إشارة لأول حرف من اسم مشرف السك. ويوجد درهم من ضرب الخليفة الهادي سك سنة 169هـ، و آخر درهم عرف حتى الآن من ضرب اليمامة سنة 170 هـ. ثالثا: الحجاز مكة: ( 201 - 306 هـ) خضع إقليم الحجاز للخلافة العباسية منذ نشأتها عام 132هـ، وتم تعيين الوالي "أحمد بن علي بن عبد الله بن العباس" على مكة والمدينة واستمرت الخلافة العباسية على مكة حتى سنة 306هـ في خلافة المقتدر بالله (295 - 320هـ)، وعلى المدينة حتى سنة 248هـ في خلافة المستعين بالله (248 - 252 هـ). ولم يعرف أن مكة كانت دار سك كغيرها من الحواضر ولم يذكر أن ظهر نقد يحمل اسم مكة منذ عهد السفاح حتى خلافة المأمون. واستمر إصدار الدنانير والدراهم بشكل متواصل لكن بنسبة قليلة جدا مقارنة مع دور السك الأخرى حيث إن مكة ليست دار سك دائمة، ولكن يتم السك فيها بأمر من الخليفة في مناسبات. وشاع ضرب الدراهم الفضية بشكل أكبر في خلافة المكتفي بالله(289- 295هـ). وآخر ضرب عباسي بمكة انتهى بعد استيلاء القرامطة على مكة. رابعا : إقليم عسير المخلاف السليماني 329 - 388 هـ) لم يكن للخلافة العباسية في بغداد أية سيطرة أو سلطة مباشرة أو غير مباشرة على منطقة تهامة عسير إذ كانت هذه المنطقة تحكم بواسطة الدويلات التي نشأت في اليمن، كدولة بني زياد وبني نجاح ودولة بني الرسي وسلاطين الدولة الرسولية أحيانا.ولم تشر المصادر التاريخية إلى أسباب انهيار إمارته ولا إلى السنة التي انتهت فيها. ولم يعرف الكثير عن هذه الدولة إلا من خلال نقودهم المضروبة في عثر وبيشة وبيش " أم الحطب" من الصعب جدا أن نحدد مدة حكم كل حاكم من الحكام. خامسا: اليمـن دام حكم الخلافة العباسية المباشر لليمن سبعين عاما وكانت تحكم من قبل ولاة يتم تعيينهم من الخليفة العباسي في العراق، وتعاقب على ولاية اليمن ما يزيد على أربعين واليا عباسيا، وقد سك العباسيون نقودا في اليمن منذ خلافة المنصور إلا أننا لم نعثر حتى الآن في أي مجموعة على نقود من الذهب والفضة إلا في خلافة الرشيد، لكن أول فلس نحاسي سك كان في عام 156 هـ بأمر من المهدي بن المنصور باسم اليمن، علما بأن كل النقود ظهرت باسم العاصمة صنعاء منذ خلافة هارون الرشيد، حسبما أورد سمير شما في الصفحة 342 من كتاب "ثبت الفلوس العباسية" . خلافة الخليفة المأمون 198 - 218 هـ ظهرت بعض الدنانير في السنوات 202 -203 -204 - 205هـ تحمل أحيانا اسم محمد أو الإفريقي ويعتقد بأنه محمد بن إبراهيم الإفريقي القائد العسكري للوزير الفضل بن سهل الذي كلف بالإشراف على اليمن، أو أن المقصود هو محمد بن عبد الله بن زياد، ولكن دون الإشارة إلى مكان ضرب هذه الدنانير. لكن الذي يؤكد لنا أن هذه الدنانير مصدرها اليمن أن أول دينار ضرب في اليمن حمل مأثورتين كان في سنة 215هـ نقود دولة بني زياد بزبيد: (205-408هـ -821-112م) تعتبر دولة بني زياد أول دولة مستقلة في تاريخ الدويلات في اليمن بعد انفصالها عن الخلافة العباسية إلا أنها انحصرت حدودها في منطقة تـهامة واتحذت من زبيد عاصمة لها، ويعتبر مؤسس الدولة محمد بن عبد الله أول حاكم مستقل، إلا أن النقود التي عُثر عليها حتى الآن تعود إلى فترة حكم أبي الجيش إسحاق بن إبراهيم و أخيه علي بن إبراهيم. دولة بني يعفر 225 - 393هـ تعتبر دولة بني يعفر ثاني دولة تنشأ في اليمن بعد انفصالها عن حكم و سيطرة الخلافة العباسية. وقد بدأت في سنة 225هـ ولكن اقتصرت سيطرتـها على "شبام" ثم توسعت في عهد أسعد بن إبراهيم 282 - 331هـ إلى صنعا وامتدت إلى "حاشد" شمالا بواسطة حليفه الدغام والي "مخلاف جعفر" و"الجند" وكان يعفر بن عبد الرحيم الحوالي" واليا لعمالة صنعا من قبل الخليفة العباسي المعتمد على الله. وقد سك أسعد بن إبراهيم دنانير في خلافة المقتدر حملت نفس الشعارات العباسية واسم الخليفة دون الإشارة إلى اسمه ولكن طريقة ضربـها وخفة وزنـها تميزها عن الدنانير العباسية الصرفة. دولة بني نجاح: ( 403 - 555هـ) بعد موت "الحسين بن سلامة" آخر ولاة بني زياد الذي انتهت الدولة الزيادية بموته، قام بأمر الدولة الأمير نجاح مولى بني زياد الذي أعلن نفسه سلطانا على تهامة كما شرع في مراسلة الخليفة العباسي القادر بالله في بغداد معلنا ولاءه وطاعته للخليفة العباسي الذي أجازه بذلك و نعته "بالمؤيد نصير الدين". ضرب المؤيد نجاح ومن جاء بعده من السلاطين نقودا من الذهب أي دنانير، و لم يكتشف حتى الآن بأنهم ضربوا دراهم من الفضة و لم يقتصر ضرب النقود النجاحية على زبيد إنما امتد سلطانهم حتى "المخلاف السليماني" بعسير. الدولة الأيوبية في اليمن: (569 - 626 هـ) تعاقب على حكم اليمن من الأيوبيين خمسة من السلاطين كان آخرهم المسعود يوسف بن الكامل حيث انتهت الدولة الأيوبية في اليمن سنة 626 هـ. ضرب الأيوبيون نقودا من الدنانير والدراهم، إلا أن الدنانير تعتبر نادرة لقلة عددها وربما يعود ذلك إلى شح في مادة الذهب حيث ضربت الدراهم بكثرة وخاصة في حكم المسعود يوسف. دولة بني رسول: ( 626 - 858 هـ) إن أول سلطان رسولي هو المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول، مؤسس الدولة الرسولية بتعز على أنقاض الدولة الأيوبية حيث كان المنصور عمر نائبا عن آخر سلاطين الدولة الأيوبية على دار السك والخطبة، وعندما توجه إلى مصر بدأ المنصور العمل على تمهيد الملك لنفسه بأن عين في الحصون والأماكن الحساسة في بلاده الأشخاص الذين يركن إليهم ليتمكن من نشر نفوذه. واستغل الأمر وضرب السكة باسمه وأمر الخطباء بذكره على المنابر وتلقب بالمنصور بعد أن استمد النيابة من الخليفة العباسي الظاهر بالله (622 - 623هـ) في بغداد ووجد تأييدا ومناصرة من الخليفة. وخضعت له تعز وإب وصنعا وبعض المناطق الشمالية. منقول ( الوطن )
النقود العباسيه في حواضر الجزيرة العربيه1
موضوع: النقود العباسيه في حواضر الجزيرة العربيه1
329 - 388 هـ)
