حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام الإسلامية الرئيسية :: واحة المنتدى الإسلامي العام

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :01 - 08 - 2016
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Emptyموضوع: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم

ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




][ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم .. خطبة][





ملخص الخطبة


1- بيّن الشيخ أن الدنيا دار أكدار لا تكاد تصفو لأحد 2- ثم بيّن ما يتسلّى به المصاب فذكر الصبر والصلاة ومعرفة حقارة الدنيا وأنها دار بلاء وأن عليه أن يتذكر نعم الله عليه ويُكثر من ذكر الله تعالى ويعلم أن هذا البلاء بقدر من الله 3- ثم ذكر ثمرة البلاء





الخطبة الأولى


عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل والإستعداد في هذه الدنيا لما أمامنا والتزود والمسارعة إلى الخيرات، فلا نجاة ولا فلاح إلا لمن جاهد نفسه وراغمها وصابر، وتذوق مرارة مخالفة النفس، وصبر محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره.
أيها المسلمون: إن هذه الدنيا هي دار المصائب والشرور وليس فيها لذةُ إلا وهي مشوبة بالكدر، فإن عمارتها وإن حسنت فهي إلى الخراب، وإقبالها إلى أدبار، فهل ينتظر الصحيح فيها إلا السقم، والكبير والموجود إلا العدم.
وقيل: العجب كل العجب لمن يده في سلة الأفاعي كيف ينكر اللسع، وقد قيل:
طبعت علـى كـدر وأنت تريدها صفواً من الأكـدار
ومكلف الأيام فوق طباعها متطلب في الماء جذوة نار
فتبارك الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً، نجعل للذين أحسنوا الدرجات وللذين أساءوا الدركات، على ذا مضى الناس إجتماع وفرقة، ميت ومولود، وبشر أحزان، فالدنيا لاتخلوا من بلية ولاتصفو من محنة وزرية قال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconوبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Mid-iconأولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconقال القرطبي رحمه الله: المصيبة هي كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه، وقد جعل الله عز وجل كلمات الإسترجاع ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconانا لله وانا إليه راجعون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconجعلها ملجأً وملاذاً لذوي المصائب وعصمة للممتحنين من الشيطان لئلا يتسلط على المصاب فيوسوس له بالأفكار الرديئة، قال عمر بن الخطاب ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Radia-icon: (نعم العدلان ونعمت العلاوة للصابرين، ويعني بالعدلين: الصلاة والرحمة وبالعلاوة الهدى)، ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconأولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-icon، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-iconيقول: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما آمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها)) فلما مات ابوسلمة قلت أي المسلمين خير من ابي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسوله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-icon.
عباد الله: قال ابن القيم: ومما يتسلى به المصاب الصبر على البلوى فإن الصبر جواد لا يكبو، وصارم لا ينبو، وجند غالباً لا يهزم وحصن حصين لا يهزم، فالنصر والصبر أخوان شقيقان، وقد مدح الله في كتابه الصابرين فقال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconانما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconوأخبر أنه معهم فقال: واصبروا إن الله مع الصابرين، وأخبر أن الصبر خير لأهله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconولئن صبرتم لهو خيرُ للصابرين ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconوجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به إلا الصابرون المحتسبون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconإني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-icon.
وعن أبي سعيد الخدري ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Radia-iconإن رسول الله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-iconقال: ((ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر))، وعن أبي هريرة ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Radia-iconإن رسول الله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-iconقال: ((من يرد الله به خيراً يصب منه)).
ومما يتسلى به المصاب أن يعرف ما كان يفعله الصحابة والسلف الصالحون إذا نزلت بهم المصائب، فهذا ابن عباس ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Radia-iconنعي إليه أخوه قثم وهو في سفر فأسترجع ثم تنحى عن الطريق، فأناخ ثم صلى ركعتين، فأطال فيها الجلوس ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconوأستعينوا بالصبر والصلاة ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconومات لرجل من السلف ولد فعزاه الناس وهو في حزن شديد حتى جاءه الفضيل بن عياض فقال: ياهذا لوكنت في سجن أنت وإبنك فأفرج عن إبنك قبلك أما كنت تفرح؟ قال: بلى، قال: فإن إبنك خرج من سجن الدنيا قبلك فسري عن الرجل.
ولما أرادوا قطع رجل عروة بن الزبير قالوا له: لو سقيناك شيئاً كي لا تنفر قال: إنما ابتلاني ليرى صبري.
ومما يتسلى المصاب عن ألم المصيبة أن يتذكر نعم الله وهي أكثر من أن تحصى ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconوإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-icon.
ومن أعظم هذه النعم أن يتذكر كيف هداه الله للإسلام وجعله من أمة خير الأنام ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-iconثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconقل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconثم يتذكر نعمة السمع والبصر والسلامة من العلل والآفات.
ومما يتسلى به المصاب أن يعلم إن الدنيا دار بلاء وامتحان وهي سجن المؤمن وجنة الكافر، قال ابن الجوزي رحمه الله: ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تخلق الأمراض والأكدار ولم يضيق العيش على الأنبياء والأخيار، ولقد لزق بهم البلاء وعدموا الراحة، فآدم يعاني المحن إلى أن خرج من الدنيا، وابراهيم يكابد النار وذبح الولد، ويعقوب يبكي حتى ذهب البصر، وموسى يقاسي فرعون ويلقى من قومه المحن، وعيسى لا مأوى له إلا البر، في العيش الضنك، ومحمد ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-iconيصابر الفقر وفرق الزوجة وقتل من يحبه.
فلا تجزع من البلوى فأنت في وطنها، فالصبر الصبر، ولكن ليس صبر البهائم، بل صبر بدون جزع وضجر، ولكن صبر احتساب وتسليم والرضا بقضاء الله متطلعاً إلى العوض من الله إلى الجزاء، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، قال علي بن أبي طالب ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Radia-icon: (من رضي بقضاء الله جرى عليه، وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله)، فقضاء الله نافذ وأمره واقع، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولكن العبد هو الذي يربح أو يخسر بحسب رضاه أو سخطه، فالرضا هو باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين، والجزع لايرد المصيبة بل يضاعفها حيث يشمت به أعداؤه ويسوء اصدقاءه ويغضب ربه ويسر شيطانه ويحبط أجره ويضعف نفسه، وفي الترمذي مرفوعاً إلى النبي ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-icon: ((يود ناس لو أن جلودهم كانت تقرص بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاء)).
ومما يتسلى به المصاب أن يجعل مكان الأنين والشكوى إلى الخلق ذكر الله تعالى والإستغفار والشكوى إلى الله الواحد القهار، وقد رأى أحد الصالحين أخاه يشكو إلى الخلق فقال له: يا هذا مازدت على إن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك. والشكوى إلى الله لاتنافي الصبر قال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconإنما أشكو بثي وحزني إلى الله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconوقال عنه أيوب: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconرب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-icon.
ومما يتسلى به المصاب أن يوطن نفسه على أن كل مصيبة تأتيه فإنما هي بإذن الله عز وجل وقضائه وقدره فيرضى لها ويسلم قال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconقال علقمة: هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى، وقال ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-icon: ((إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)).
ثم ليعلم العبد إن الله لم يقدر عليه المصائب ليهلكه بها ولا ليعذبه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره ورضاه وشكره وابتهاله ودعاءه، فإن وفق لذلك ربح ربحاً عظيماً، وإن خذل خسر خسراناً مبيناً، والمصيبة كير العبد الذي يسبك بها حاصله، فإما أن يخرج ذهباً أحمر أو خبثاً كله، فإن لم ينفعه هذا الكير في الدنيا فبين يديه الكير الأعظم: نار الله الحامية يوم القيامة، ولاشك أن كير الدنيا خير له من ذلك الكير، وإنه لابد من أحد الكيرين فليعلم المصاب قدر نعمة الله عليه في الكير العاجل، وقد أقتضت حكمة الله في خلقه أن يعرضهم للاختبار حباً بهم ورعايته لهم، فيسوق إليهم الرحمة في أثناء المصيبة ليهتدي الضال وينتبه الغافل وتقوم الحجة على الكافرين قال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconأحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Mid-iconولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconقال ابن القيم رحمه الله: إذن فالاختبار ليس عن جهله سبحانه بعبده، ولكن حكمة ذلك في كشف من يدعي الإيمان لنفسه وتجربته أمام عينيه، فيسقط الوهم في أنه عميق الإيمان.
أما الكاذبون فيختبرهم سبحانه ليعيدهم إلى الإيمان تائبين متذكرين نادمين، فإن لم يتوبوا ولم يتذكروا عراهم أمام الناس وخلص صفوف المؤمنين منهم، فالإبتلاء يزيد رجال الإيمان نضوجاً وصلابة، والدعاةَ الصادقين عمقاً وثباتاً، فهو ليس شراً بالمؤمنين أبداً لأنه خير يسوقه الله لعباده ليعودوا إليه بعزة الإيمان، ويعودوا إلى ربهم ضارعين يلجأون إليه بقلوب مرتبطة به تذكره وتشكره وتلهج بذكره قوية بالله ثابتة على دينه واعية إليه، لأن الله جل جلاله يريد ذلك منهم، عن صهيب بن منان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-icon: ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)) [رواه مسلم].
اللهم اجعلنا ممن إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، اللهم ارزقنا الرضا بقضائك وقدرك، وأجرنا على مصائبنا وارزقنا الاحتساب إبتغاء لوجهك الكريم يا أرحم الراحمين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وأتوب إليه، وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات فتوبوا إلى ربكم واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Small-white-h-line


الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأذكره سبحانه وأوحده تعظيماً لشأنه.
عباد الله: إن الله سبحانه ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه القائمين بدينه علماً وعملاً ولم يضمن نصر الباطل ولو أعتقد صاحبه أنه محق، والعزة والعلو لأهل الإيمان والتقوى الصابرين المحتسبين قال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconفلله العزة ولرسوله وللمؤمنين ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconوقال: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconولا تهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-icon، ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconإن الله يدافع عن الذين آمنوا ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-icon، ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconوالله ولي المؤمنين ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconولكن لنعلم جميعاً أيها المسلمون أن مدافعة الله عن عبده وكفايته له وتوليه ومعينته له ونصره وإعزازه له كل ذلك بحسب ما مع العبد من الإيمان، فإن فاته شيء من العزة والتأييد والنصر فهو في مقابلة ما فاته من حقائق الإيمان وتمسكه بحبل الله، فمن نقص إيمانه نقصت عنه هذه المعاني، ومن زاد إيمانه تحققت له بحسب إيمانه، وإذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله أو بتسلط عدوه عليه فإنما حصل له ذلك بسبب ذنوبه قال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconإنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconفالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور مكفي مرفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته ظاهراً وباطناً.
عباد الله: ومما يتسلى به المصاب أن يعلم أن المصائب والشدائد تمنع من الفخر والخيلاء والتكبر والعجب والتميز، فإن النمرود لو كان فقيراً سقيماً فاقد السمع والبصر لما حاج إبراهيم في ربه، لكن حمله بطر الملك على ذلك، ولو ابتلي فرعون بمثل ذلك لما قال: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconأنا ربكم الأعلى ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconفمن رحمته أرحم الراحمين أنه يرعى عبده كل حين بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من أدواء العجب والتكدر حفاظاً لصحة عبوديته واستفراغاً للمواد الفاسدة المهلكة، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه أهّله لأشراف المراتب في الدنيا، وهي العبودية الحقيقية ورقاه إلى أرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته في الجنة.
ومما يتسلى به المصاب أن يعلم أن المصيبة تفتح على العبد أبواباً من العبادات الظاهرة والباطنة كالدعاء والإخلاص والإنابة وفعل الخيرات وترك السيئات ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconوإذا مس الإنسان ضرٌ دعا ربه منيباً إليه ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-iconوكذلك تكون المصائب تكفيراً للذنوب ورفعاً للدرجات، قال رسول الله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-icon: ((ومايزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)) [رواه الترمذي]. حسن صحيح، قال بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا الآخرة من المفاليس فمن تحقق هذا وعرفه وشاهده بقلبه علم أن نعم الله على عبده المؤمن في البلاء أعظم من نعمه عليه في الرخاء لما قاله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-icon: ((لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن)) [رواه مسلم].


ومما يتسلى به المصاب أن يعلم أن سرور الدنيا وشرورها كأحلام نوم أو كظل زائل، واللبيب بمثلها لا يخدع، فهي إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وأن سرت يوماً أحزنت شهوراً، وإن أعطت يسيراً منعت كثيراً، فلا يبقى لها حبور ولا يدوم فيها ثبور قال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconاعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-icon، وقال النبي ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-icon: ((ما لي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها)) [رواه الترمذي بسند حسن].
ومما يتسلى به المصاب أن يعلم أن المصائب تتفاوت، فأعظم المصائب مصيبة المسلم في دينه وتحوله عنه، ورجوعه إلى المعصية بعد الطاعة، وإلى الغفلة بعد الذكر، ومصائب الدنيا كذلك تتفاوت، فما من مصيبة فيها إلا ويوجد ماهو أكبر منها.
وإذا رأيت انساناً لا يبالي بما أصابه في دينه من إرتكاب الذنوب والخطايا وفوات الجمعة والجماعات وأوقات الطاعات فأعلم أنه ميت لايحس بألم المصيبة قال شريح: (إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عز وجل أربع مرات أحمده إذا لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للإسترجاع لما أرجو منه من الثواب، وأحمده إذا لم يجعلها في ديني.
ومما يتسلى به المصاب أن يعلم أن الله يبتلي عبده ليسمع شكواه وتضرعه ودعاءه وصبره ورضاه بما قضاه الله عليه.
وليتدبر المصاب عز الربوبية وذل العبودية وقد ذم سبحانه من لم يتضرع إليه ولم يستكن له وقت البلاء كما قال تعالى: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Start-iconولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم End-icon، وليعلم المصاب أن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم وعجل لهم العقوبة في الدنيا قال رسول الله ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم Salla-icon: ((أشد الناس بلاءً: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان دينه رقه ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة)) [رواه أحمد والترمذي وقال: صحيح].
ومن حكمة الإبتلاء والمصيبة أنها تذكر العبد بذنوبه وتزيل قسوة القلب وترجع العبد إلى الله ليقف ببابه ويتضرع إليه ويستكين، وتقطع قلب المؤمن عن الإلتفات إلى المخلوقين والإقبال على الله وحده، وأن المصيبة تعرف المصاب قدر نعمة العافية لأن النعم لا تعرف أقدارها إلا بعد فقدها.
عباد الله: إنه لا يمر يوم من أيام هذه الحياة إلا ويحل في الخلق من المصائب الكبيرة والصغيرة ما الله به اعلم، كالفقر والمرض والموت والهموم والمشاكل والظلم والضوائق النفسية والإجتماعية فعلينا إن نستقبل ذلك راضين محتسبين ليبرد مر المصيبة ولترفع بها عند الله الدرجات وتحط السيئات.
أما من استقبل المصائب بالسخط والضجر ولم يحتسب ويصبر فإن مصيبته لايرفعها الله عنه لضجره وتأففه، وسيكون موقفه هذا وبالاً عليه في الدنيا والآخرة.
عباد الله: وأولادنا غداً سيختبرون وقد أحاطت به المخاوف هيبة للامتحان وخوفاً من الرسوب فهل هيئأناهم نفسياً وغرسنا فيهم التوكل على الله وقلنا لهم إن العون من الله والتوفيق بيده، فلا يطلب ما عند الله بسخطه، وهل ذكرناهم باللجوء إلى الله والتضرع إليه، وهل راقبناهم أثناء مذاكراتهم وعرفنا أصحابهم وجلساءهم، وهل حرصنا عليهم في تطبيق أوامر الله والإبتعاد عن نواهيه وتابعناهم في ذلك مثل متابعتنا لهم في دروسهم وإختباراتهم، وهل تذكرنا محافظتهم على المساجد وحضورهم لصلاة الفجر هذه الأيام، هل تذكرنا إعراض الكثير منهم عن الصلوات مع الجماعات، وهل تذكرنا وإياهم أن المرء عند الإمتحان يكرم أو يهان، هل تذكرنا امتحان الآخرة وحسابها في ذلك اليوم الذي ليس فيه رجعة لإعادة الكرة والإجتهاد مرة ثانية، ذلك الإمتحان الذي ليس فيه دور ثاني، فالحساب الحساب قبل يوم الحساب، وهل إستشعرنا نحن وأبناؤنا مغبة الذنوب وإثمها التي نحن واقعون فيها وراجعنا وإياهم حساباتنا لنعود إلى الله ونتخلص مما يسخطه، وهل دفعنا الحرص عليهم ومحبتهم والحنان عليهم والإشفاق من الرسوب في الإختبار هل دفعنا ذلك الحرص إلى المسارعة في وقايتهم من نار الله الحامية بالعمل بطاعته واجتناب معاصيه.
عباد الله: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد سيد الآولين والآخرين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين.



الموضوع الأصلي : ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم 2410


الثلاثاء أغسطس 02, 2016 10:51 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

الحاج حميد العامري

البيانات
عدد المساهمات : 1086
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 31/07/2016

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://hameed.montadarabi.com/

مُساهمةموضوع: رد: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم


موضوع بقمة الروعة
شكراً لجهودك
بانتظار المزيد
تحياتي وتقديري








السبت أغسطس 20, 2016 1:27 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

الشيماء

البيانات
عدد المساهمات : 1417
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/08/2016
العمل/الترفيه : لا تعمل

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://habebty-egypt.ahlamontada.com

مُساهمةموضوع: رد: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم


اشكرك جزيل الشكر
لكل ما تقدمه للمنتدى من مواضيع رائعة
في إنتظار جديدك المميز
لك مني اجمل تحية وتقدير








السبت أغسطس 20, 2016 2:10 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

keko_ferkeko

البيانات
عدد المساهمات : 74
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/08/2016
العمل/الترفيه : مصمم

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://nf-son.forumotion.com

مُساهمةموضوع: رد: ثمرات الأبتلاء .. عبد الله السلوم


السلام عليكم

ما أجملها من كلمات تثلج القلب الحزين.
أشكرك على الموضوع القيم و المشاركة المفيدة.

خالص تحياتي و تقديري؛









الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير