الترابط الاسري
الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يسعى لخلق وبناء علاقات جديدة على مدار كل لحظة من لحظات حياته ، سابقاً لم يكن الأمر بهذا التعقيد، فكل أفراد العائلة اعتادوا العيش متجاورين ، ومكونين قبائل وجماعات مترابطة ، لكن مع الأسف لم يعد الوضع كما كان في العصر الحالي ، الترابط الأسري والاجتماعي لم يعد له مكان في خضم انشغالاتنا اليومية ، بل بات أغلب الأباء والأبناء يعيشون في بلدان مختلفة، لكن هل تعرف تأثير هذا الوضع على حياة أبنائك ؟ تعالى نتعرف على أهمية الترابط الأسري وما يُمكنك فعله لتنشئة أبنائك بصورة سليمة.
أهمية الترابط الأسري
الترابط الأسري من الجوانب التي يجب الاهتمام بها عند تربية الأبناء، خاصة الذكور، لأنه يُساعد ولو بشكل غير مباشر على تهذيب سلوكياتهم، وتوجيه طاقتهم وحماسهم في المكان الصحيح، على عكس ما يحدث عندما ينشأ الطفل في أسرة مفككة، فقد لوحظ ارتفاع معدل الانحرافات السلوكية والميول الإجرامية والعدوانية بشكل كبير بين هؤلاء.
ما الذي يُمكنك فعله لتوفير جو أسري مناسب لأبنائك؟!
كن مثالاً جيداً لأولادك
شكل الأسرة والعلاقة التي تربط بين الأبوين أهم ما يؤثر في شخصية الأطفال، لو حدث أي توتر أو خلاف واضح بينك وبين زوجتك فتأكد أنه سيترك أثر سابي في نفسيتهم، وسيُشعرهم بعدم الأمان، لذلك لابد أن تعمل على علاقتك بشريكة حياتك، وتسعى لتخطي أي مشكلة مهما كانت في أسرع وقت ممكن، دون أن يشعر بها الأطفال، مشاكلكما لابد أن تنتهي مع حدود غرفتكما!
نمى حب واحترام العائلة بين أبنائك
حب العائلة واحترامها من أهم الأمور التي يجب أن تُركز عليها وتُنميها في أبنائك، يجب أن يُدرك كل منهم أن علاقته بأسرته ليست مؤقتة أو مشروطة بأي شيء، بل لابد أن يترابط الجميع ويصبحون جزء لا يتجزء من حياة بعضهم البعض سواء في السراء أو الضراء.
الاجتماعات العائلية من الأمور المقدسة!
الاجتماعات العائلية باتت شبه منعدمة بين أغلب الأسر، بالتالي انعكس هذا الأمر بالسلب على مدى التواصل والترابط بين أفرادها، يجب أن تضع موعد محدد كل أسبوع وليكن ليلة الجمعة مثلاً لتتأكد أن الجميع متواجدون، استغل هذا الوقت في النقاش عن مشاكل الأسرة والتفكير في حل لها، كذلك نقاش أي مشكلة تواجه أي شخص بمفرده، ولا تنسى أيضاً أن تُضيف بعض المرح والألعاب المحببة للجميع كي يستمتع أطفالك بوقتهم وتُصبح الاجتماعات العائلية من الأمور المحببة إليهم.
حافظ على صلتك مع والديك وأقاربك
صلتك بوالديك وأقاربك وحرصك على التواصل معهم باستمرار، وتقوية هذا المفهوم وأهميته لدى أبنائك منذ صغرهم سيُنمي مفهوم التواصل والترابط الأسري لديهم، لذلك حاول أن تجد عمل مناسب في نفس المدينة التي يعيش بها والديك وأقاربك، واحرص على لقائهم باستمرار، أما إن لم تستطع فاستخدم وسائل الاتصال الحديثة، سواء المحادثات الصوتية أو محادثات الفيديو وغيرها كي تتواصل أنت وأطفالك معهم، وادعوهم أن يقضوا بعض الوقت في منزلك، أو اذهب لزيارتهم من حين لآخر، الأهم أن تُساعد أبنائك على الانخراط في جو اسري طبيعي.
لا تبتعد عن أصدقائك!
ابحث بين أصدقائك عن أكثر شخص يُمكن أن يُمثل قدوة جيدة لأطفالك، بمعنى آخر ستكون فخوراً بهم لو ساروا على خطاه، ثم حاول أن تتواصل معه بانتظام وتُنظم لقاءات أسبوعية بينه وبين أطفالك، كقضاء بعض الوقت في منزله أو الخروج للتنزه، واطلب منه أن يُشارك قصص نجاحه معهم وما فعله كي يصل لما هو عليه الآن ويوجه لهم بعض النصائح أيضاً.
تعرف على أصدقاء أولادك
أصدقاء أطفالك يُعتبرون بمثابة عائلتهم الثانية، لذلك لابد أن تكون على صلة بهم، بل وبعائلاتهم أيضاً، نظم بعض اللقاءات التي تجمع بين الأسرتين من حين لآخر وتعرف عليهم وقوي علاقتك بهم لتتأكد أن وجودهم في حياة طفلك لن يكون له تأثير سلبي عليه وعلى سلوكه لاحقاً.
تعرف على أساتذة أطفالك
اهتم بالتعرف على أساتذة أطفالك وإدارة المدرسة وأسلوبهم في التعامل مع التلاميذ …إلخ، فالمدرسة ليست مجرد مكان يذهب إليه الطفل للتعلم، وتأثيرها عليه وعلى شخصيته أقوى مما تتخيل، لذلك حاول أن تتعرف أكثر عليهم، احضر لقاءات الآباء وأسألهم عما تُريد وأخبره عن قلقك حيال أي شيء وعن الأسس التي تسعى لغرسها في طفلك كي يُراعوها أثناء تعاملهم معه.