حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: أقسام القرآن الكريم و السيرة النبوية :: واحة القرآن الكريم و علومه

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :27 - 12 - 2016
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 15357
السٌّمعَة : 39
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
من عجائب القرآن Emptyموضوع: من عجائب القرآن

من عجائب القرآن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين بين يدي الساعة داعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، أرسله الله بكتابه إلى الناس بشيراً ونذيراً.


مقدمة

والحمد لله منزل الفرقان، والناسخ بما أودعه من البيان، وتفصيل الحلال والحرام ما سلف من الشرائع والأحكام، القائل في محكم تنزيله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9].
نزّله قيّماً مفصّلاً مبيناً  لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ  [فصلت: 42].

وشرّفه وكرّمه وعظمّه وسماه: روحاً ورحمة وشفاءً وهدى ونوراً.
حسم بعظيم بلاغته وأنواع فصاحته أطماع الملحدين، وأخبر أنه ليس من بحار كلام المخلوقين ونمط الشعراء والمترسلين، هذا القرآن قفوا عند عجائبه كما قال ابن مسعود: "وحرّكوا به القلوب" [الإتقان في علوم القرآن: 1/367].
لأنه قد أدهش العرب لما سمعوه وحيّر ألبابهم وعقولهم بسحر بيانه وروعة معانيه.
حتى قال فريق منهم: إنه سحر، وزعمت طائفة أنه أساطير الأولين.

وقال بعضهم مكابرة: لو نشاء لقلنا مثل هذا، ولكنهم ظلوا مقموعين مدحورين ثلاثة وعشرين عاماً يتجرعون مرارة الإخفاق، وينغضون رؤوسهم تحت مقارع التحدي والتعيير مع أنهم العرب أصحاب الأنفة والعزة، وقد استكملوا عدتهم بكثرة شعرائهم وتنوع خطبائهم وشيوع  البلاغة فيهم، وكانت اللغة في وقتهم أقوى ما يمكن وقد التهبت قلوبهم بعداوة القرآن وترادفت حوافزهم على مناهضته، لكنهم عجزوا عن معارضته لا بمثله ولا بعشر سور ولا حتى بسورة، وحينئذٍ نادى عليهم بالعجز إلى قيام الساعة، وأنه لو اجتمع الجن والإنس على أن يأتوا بهذا القرآن لن يأتوا بمثله.


تعجُّب الجن والإنس من بلاغة القرآن وفصاحته

وهذا القرآن تعجبّت ّمنه الجن كما تعجبت منه الإنس.
ولذلك قال علي -رضي الله عنه-: "ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا  [الجن: 1- 2].
من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم" [رواه الترمذي: 2906، وقال: حديث غريب].
فأول ما بدأه الجن عند سماعهم للقرآن أنه عجب غير مألوف، يثير الدهشة في القلوب، وهذه صفة القرآن لمن قرأه بقلب مفتوح، وألقى السمع وهو شهيد.


أقوال أئمة السلف في القرآن الكريم

ليس لعجائب القرآن حد تنتهي إليه، ولذلك تجد التفاسير على تنوعها في كل منها أشياء ليست في الآخر.
قال ابن عباس عن القرآن: "إن القرآن ذو شجون وفنون لا تنقضي عجائبه ولا تُبلغ غايته".[الإتقان في علوم القرآن: 4/226]. وقال إبراهيم بن أدهم: "لقيت عابداً من العبّاد قيل إنه لا ينام بالليل، فسألته: لمَ لا تنام؟
فقال: "منعتني عجائب القرآن أن أنام" [سير السلف الصالحين للأصبهاني: 973].

وقال عبد الله بن المبارك: "قيل لرجل: ألا تنام؟
قال: "إن عجائب القرآن أذهبت نومي"[حلية الأولياء: 8/151].
وقال آخر: "إن عجائب القرآن أطرن نومي ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في غيرها" [لطائف المعارف لابن رجب: 173].

وقال الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله-: "وعجائب القرآن لا شك أنها لا تنقضي؛ لأنه كلام الله -عز وجل-".
كان أهل العلم ينسون ملذات الدنيا عند قراءتهم القرآن؛ لأن فيه لذة من العجائب والبدائع، وقد بلغ ببعضهم شأناً عظيماً،

حتى قال أبو عبيد: "وسمعت شجاع بن الوليد يحدّث بإسناد له: "أن رجلاً أُدخلت عليه امرأته -هذا في العرس - فقام يصلي" رجل من أصحاب القرآن أعرس، وعندما جاء وقت دخول الزوجة وأُدخلت عليه زوجته، فقام يصلي الركعتين التي تسنّ عند الدخول بالزوجة، فامتدّت صلاته حتى أصبح ولم يلتفت إليها، فعوتب في ذلك، فقال: إني قمتُ وأنا أريد أن أصلي الركعتين اللتين من السنّة عند دخول أهل الرجل عليه، فما زلتُ في عجائب القرآن حتى نسيتها" [فضائل القرآن للقاسم بن سلام: 129]. يعني: نسي الزوجة.
أما اليوم فلا يدري الواحد كيف ينهي الركعتين حتى يتفرّغ لها!

عجائب القرآن لا تنحصر في جهة واحدة بل هي متنوعة متجددة متعددة بتجدد الزمان، وكان القرآن قد نزل على أهل الفصاحة والبلاغة، مع أنهم ليسوا بأصحاب تحضُّر واختراعات وتقدم بشري في أمور الدنيا، لكنهم خبراء في اللسان، فلم يستطيعوا أن يقاوموا القرآن، وكانوا يتعجبون مما فيه.

وفي عصرنا هذا لما أبهر الناس هذه الغرائب والعجائب في المخترعات والآلات وغيرها أيضاً أبهرهم ما في القرآن من الإشارات الكثيرة إلى أمور الحس والواقع، وبعض ما عرفوه مما في السماوات والأرض والأجنّة في أرحام أمهاتها.


اللفظ اليسير الجامع لأمهات المسائل والمهمات

وهكذا من عجائب القرآن اللفظ اليسير الجامع لأمهات المسائل والمهمات.


أسلوب الإيجاز في القرآن الكريم

ومن أبدع الأساليب في كلام العرب: الإيجاز، فهو متنافسهم، وغاية تتبارى إليها فصحاؤهم، فجاء القرآن بأبدع إيجاز، والمعاني المتعددة تؤخذ من العبارة القصيرة الوجيزة، ولولا إيجاز القرآن لكان ما يتضمنه من المعاني في أضعاف مقدار القرآن.
وأسرار التنزيل في كل باب بالغة من اللطف والخفاء حداً يدقّ عن تفطّن العالم، ويزيد عن تبصّره، ولا ينبئك مثل خبير، قال بعض بطارقة الروم لعمر بن الخطاب لما سمع قول الله: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور: 52]. فقال: قد جمع الله في هذه الآية ما أنزل على عيسى من أحوال الدنيا والآخرة.

قال ابن قتيبة: "فإن شئت أن تعرف ذلك -يعني هذه العجيبة من عجائب القرآن وهي الإيجاز- فتدبر قوله سبحانه: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199]. كيف جمع بهذا الكلام المختصر الأخلاق كلها؛ لأن في أخذ العفو صلة القاطعين، والصفح عن الظالمين، وإعطاء الممانعين، وفي الأمر بالمعروف تقوى الله، وصلة الأرحام، وصَون اللسان عن الكذب، وغض الطرف عن المحرمات والحرمات" [تأويل مشكل القرآن: 12].

وإنما سمي هذا وما أشبهه عُرفاً ومعروفاً؛ لأن كل نفس تعرفه وكل قلب يتوق إليه.
وفي الإعراض عن الجاهلين الصبر والحلم وتنزيه النفس عن مماراة السفيه.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله تعالى-: "هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس أن يأخذ العفو، أي ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به من قول أو فعل جميل، أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم، ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال، وتنشرح له صدورهم" [تفسير السعدي: 313].

وهكذا قوله: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ  قال -رحمه الله-: "بكل قول حسن وفعل جميل وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك إما تعليم علم، أو حث على خير، أو صلة رحم، أو بر والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل أمر الله تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله فلا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فصِله، ومن ظلمك فاعدل فيه". انتهى كلامه رحمه الله.
[تفسير السعدي: 313].

كذلك لو تأملنا قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90].

فهذه الآية جامعة لجميع المأمورات وجميع المنهيات، ما بقي شيء إلا دخل فيها فهي قاعدة تندرج تحتها سائر الجزئيات، فكل مسألة تشتمل على عدل أو إحسان أو صلة فهي مما أمر الله به، وكل شيء يشتمل على فحشاء أو منكر أو بغي فهو مما نهى الله عنه، فتبارك من جعل في كلامه الهدى وشفاء الصدور والفرقان والنور.
وكذلك تأمل قوله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7، 8].
تراه شاملاً لكل خير، وكذلك لكل شر، وهكذا في الترغيب والترهيب.

وقال -عز وجل- لما ذكر الأرض: أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا [النازعات: 31]. كيف دلّ بشيئين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتاً ومتاعاً للأنام من العشب والشجر والحب والثمر والحطب والعصف واللباس والنار والملح؛ لأن النار من العيدان والملح من الماء.
وينبئك أنه أراد ذلك قوله: مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [النازعات: 33].
وكذلك في وصف خمر الجنة: لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ [الواقعة: 19].كيف نفى بهذين اللفظين جميع عيوب الخمر، وجمع بقوله: وَلَا يُنْزِفُونَ  عدم ذهاب العقل، وعدم ذهاب المال.
وكذلك عدم نفاد الشراب؛ لأن شراب الدنيا ينفد، وقرأ عامة قراء المدينة والبصرة وبعض قراء الكوفة "يُنزَفون" بفتح الزاي، يعني: ولا هم عند شربها تنزف عقولهم.
وقرأ عامة قراء الكوفة: وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ [الصافات: 47].

بمعنى: ولا هم عند شربهم ينفد شرابهم، فلا يسكرهم ولا ينتهي.
وتأمل في قوله -عز وجل- مثلاً: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ [البقرة: 179]. فهي من جوامع الكلِم، وأقرب حكمة عند العرب لها: "القتل أنفى للقتل" يعني: لو أردنا أن نأتي بأحكم عبارة عربية من الكلمة العربية والأمثال العربية وما أبدعه العرب من الجمل القصيرة المحكمة قولهم: "القتل أنفى للقتل" في التعبير عن القصاص.

وهذه عبارة مختصرة فيها المعنى الكبير، "القتل أنفى للقتل"، القتل بالقصاص يدفع وينفي القتل الذي هو بالاعتداء.
ولكن قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ  [البقرة: 179]. أبلغ وأجمل وأوعى وأنفع؛ لأنها في غاية الفصاحة والبلاغة مع ما فيها من الغرابة باشتمال الشيء وضده.
فإن القصاص قتل وتفويت للحياة، ومع ذلك فقد جُعِل حياة، لماذا؟ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ يعني قتل القصاص- حَيَاةٌ  هذه أعجب من قولهم: القتل أنفى بالقتل!

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ [البقرة: 179]. مع أن القصاص قتل، لكن قال فيه حياة؛ لأن القصاص يردع، فكثير من القتل والإجرام لن يحصل إذا أقيم القصاص؛ لأن القصاص سيرهب المجرمين والقتلة، فلن يقتلوا فيعيش كل من كانوا سيُقتلون.
فقوله: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ -وهو قتل- حَيَاةٌ [البقرة: 179]. أدهش وأبرع وأبلغ وأعجب من القتل الأنفى للقتل.
بالإضافة إلى أنه عرّف القصاص ونكّر الحياة وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ  هذه معرفة بأل التعريف، ثم قال: حَيَاةٌ . نكرة، ما قال: ولكم في قصاص الحياة.

قال: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ [البقرة: 179].
ليدل على أن في هذا الجنس من الحكم الذي هو القصاص حياة عظيمة، فالتنكير للتعظيم، يعني: ولكم في القصاص حياة كثيرة، حياة عظيمة؛ لما في القصاص من الردع.
فتحيا نفوس كثيرة كانت ستقتل بدون تنفيذ حكم القصاص وبدون تقرير حكم القصاص في الواقع.

قال القاسمي -رحمه الله-: "اتفق علماء البيان على أن هذه الآية في الإيجاز مع جمع المعاني البالغة أعلى الدرجات، وذلك لأن العرب عبّروا عن هذا المعنى بألفاظ كثيرة، كقولهم: قتل البعض إحياء للجميع، وقول آخرين: أكثروا القتل ليقل القتل". وأجود الألفاظ المنقولة عن العرب في هذا الباب قولهم: القتل أنفى للقتل.

ومن المعلوم لكل ذي لُبّ أن بين هذه العبارة العربية وبين ما في القرآن كما بين الله وخلقه - يعني هذا كلام الخلق وهذا كلام الله- وأنى لهذه العبارة عند العرب أن تصل لعذوبة القرآن وجماله وبلاغته" [تفسير القاسمي: 2/ 8].
ولذلك لا يشبه كلام الله كلام أحد من خلقه.

وساق القاسمي -رحمه الله- نحواً من عشرين وجهاً في بيان تفوق الآية على حكم العرب.
ومنها: أن الآية فيه مطّردة بخلاف المثل، فإنه ليس كل قتل أنفى للقتل، بل قد يكون أدعى له! وهو القتل ظلماً.
فقولهم: القتل أنفى للقتل، القتل عامة تشمل القتل بحق والقتل بباطل.
لكن قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ [البقرة: 179].

القصاص عدل، القصاص القتل بحق، بجرد كلمة قصاص تعني قتل بحق، بينما قول العرب "القتل أنفى للقتل" القتل هذه الأولى عامة تحتمل قتل بحق وقتل بباطل.
فإذا كان قتلاً بباطل فهذا فتح باب القتل وليس إغلاق الباب، فتأمل الفرق بين دقة القرآن وعجائب القرآن وبين الحكم الأخرى ماذا يمكن أن تنفتح، أن يرد عليها من الإيرادات وينفتح عليها من الاعتراضات.

ثم إن الآية خالية من تكرار رفض القتل الواقع في المثل والخالي من التكرار أبلغ من المشتمل عليه في قواعد الفصاحة.
ثم إن الآية اشتملت على فن البديع، وهو جعل أحد الضدين، ما هما الضدان؟ الموت والحياة.
جعل أحد الضدين محلاً ومكانا ًلضده، واستقرار الحياة في الموت مبالغة عظيمة، وكذلك إن لفظ القصاص مشعر بالمساواة، وينبئ عن العدل بخلاف مطلق القتل، القتل أنفى للقتل.

ثم إن الآية رادعة عن القتل والجرح معاً، وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ [البقرة: 179]. حتى في الجروح الناتجة عن الاعتداءات المتعمدة.
ثم إن الآية رادعة عن القتل والجرح معاً لشمول القصاص لهما بخلاف عبارة العرب "القتل أنفى للقتل" ما فيها ذكر الجراح، فالآية أبلغ وأوعى وأوعب.

وتأمل قول الله تعالى: وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف: 25].
هذه من عجائب القرآن، فلا يطيق الثقلان أن يجمعا كل المعاني في هذه التي لا تتجاوز عشر كلمات.
فتصوير المشهد، هو تصوير المشهد لا يتم عند العرب بمثل هذه الكلمات، فلو أن القصة سردت لعربي وقيل له عبر عنها بأوجز عبارة، ما أطاق أن يأتي بمثل هذا، لا يستطيع.

وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف: 25].
هذه الكلمات تصف مشهداً تصوره لك كأنك حاضر فيه تنظر إليه، تنظر إليه وهما يتسابقان، ويريد الهروب، وهي تريد اللحاق به والإمساك قبل أن يهرب بغية أن تحصل على مرادها في الفاحشة معه.
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ [يوسف: 25]. فأمكنها الإمساك بطرف قميصه -لا به- وانقطعت القطعة نتيجة سعيه في الهرب وسعيها في الإمساك به، وبلغا الباب فألفيا ووجدا سيدها وزوجها لدى الباب، فكانت المفاجأة وهذا المشهد، هو وهي خلفه والسيد أمامهما يتلقاهما عند الباب، هو داخل ويوسف خارج  أَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف: 25].

هذا التصوير لا يمكن أن يأتي به، لو قيلت التفاصيل لعربي بليغ وقيل له وهو لا يعرف الآية ولم يسمع بها: صور لنا هذا المشهد؟
كم كلمة تحتاج لتعبر عن هذه المعاني بذاتها كاملة، وتصور المشهد بدقة كأننا نراه، صوره لنا كأننا نراه وفيه كل هذه التفاصيل وكل كلمة لها مدلول؟
وَاسْتَبَقَا  هناك مسابقة، الْبَابِ  جهة الباب، إلى تلك الجهة  وَاسْتَبَقَا الْبَابَ  وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ  هي كلمتان: وَاسْتَبَقَا الْبَابَ .
وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ  واضح جهة القطع من أين،  وَقَدَّتْ  هي، قَمِيصَهُ  هو، مِنْ دُبُرٍ .

وَأَلْفَيَا  كلاهما وجدا سيدها -فهو زوج المرأة- هناك فرق بين سيدها وسيده، مع أنه سيده، لكن التعبير "سيدها" هنا في هذا المقام أبلغ، وهنا وقع المصيبة والمفاجأة أكبر، سيدها، هنا الفضيحة. وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ
هذه جزء من آية تصور أشياء كثيرة، تصور المشهد كاملاً وبالدقة وبالفوائد والتفاصيل الموجودة فيه، فلا يمكن لغير كلام الله أن يصور ويعبّر ويجمع ما جمع.


مناسبة ألفاظ القرآن الكريم للحال القائمة

ومن العجائب مناسبة الألفاظ للأحوال.
زيادة اللفظ التي تنتج زيادة معنى، كما ذكر في قصة ذي القرنين مع القوم المستضعفين من يأجوج ومأجوج، حيث قال:  آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا [الكهف: 96، 97].
لو قيل لإنسان أن يعبر -هو مهندس- عن عملية بناء سدّ، ومراحل البناء، والخطة المتخذة، وتعليم الجهلة علم الصناعة مع الدفع والتحفيز والتشجيع، ما يمكن أن يأتي بها بنفس هذه الكلمات الموجزة التي تشتمل على كل المعاني.

آتُونِي  اشتغلوا،  آتُونِي  مع أن عنده قدرة لكن يريد أن يدفعهم للعمل  زُبَرَ الْحَدِيدِ  قطع الحديد، حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ هم يعملون وهو يعمل، وكل واحد له دور، وهو غني عنهم، ولكن يريد أن يعلمهم وأن يحفّزهم للعمل وأن يخرج من تلك الأمة الجاهلة المظلومة المعتدى عليها المستضعفة الذليلة المهانة، يخرج منهم صنّاعاً يعرفون قيمة نعمة الله، وفضل الله، آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا .
متى هو يعمل ومتى هم يعملون؟ متى يأتي دورهم ومتى يأتي دوره؟ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا .

فعليهم البحث والجمع والجلب ورؤية الخطة كيف تنفّذ وهم يدخلون معه في المراحل، ولا ينتهي دورهم في أول الأمر، مع أول الأمر خرجوا، لا، آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا  [الكهف: 96] .
ثم تأمل قوله: فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا [الكهف: 97].
الأولى قال: فَمَا اسْطَاعُوا  بدون التاء، وفي الثانية قال: وَمَا اسْتَطَاعُوا  بزيادة التاء.
أيهما أبلغ، اسطاعوا أو استطاعوا؟

الجواب: "استطاعوا" أبلغ؛ لأنه زاد فيها التاء، وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، زيادة مبنى الكلمة، زيادة التاء في هذه تدل على معنى إضافي أكثر من قوله: "اسطاعوا".

فإذن الاستطاعة أبلغ وأقوى، لماذا؟ لا بد أن تناسب كل واحدة ما أمامها،  فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ  أن يظهروا يتسلقوا عليه، وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا  حفره ونقبه ما استطاعوا، فأيهما أصعب؟ التسلق عليه أو حفره ونقبه؟
الجواب: حفره ونقبه أصعب ولا شك؛ لأن هذه السبيكة المكونة المشكلة من حديد ملبّس بالنحاس، التي هي أقوى السبائك في العالم اختراقها شبه صعب جداً جداً، أما التسلق عليها والظهور عليها فهو أقل صعوبة، وإن كان صعباً أيضاً، ولذلك قال: فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا [الكهف: 97].
فقابل كلاً بما يناسبه لفظاً ومعنى، واستطاعة نقب السد أقوى من استطاعة تسلقه.


عجائب الاستعمال في ألفاظ القرآن الكريم

ومن عجائب القرآن أن كل لفظة منه لها في محلها فائدة ليست حاصلة لو استعملت في غير ذلك المحل.
وقال ابن قتيبة -رحمه الله-: "وقد قال قوم بقصور العلم وسوء النظر في قوله تعالى: وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ  [الكهف: 17].
فجاء هؤلاء أو بعض قصار النظر من الذين أوتوا من جهلهم، قال: وما فائدة هذا الكلام؟ وما في الشمس إذا مالت بالغداة والعشي عن الكهف من الخبر؟

وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ [الكهف: 17].
فكأن بعضهم من جهلهم أن قالوا: ما الجديد في هذا الكلام؟ هذا معروف أن الشمس إذا طلعت ذات اليمين، وإذا غربت ذات الشمال.
قال: "وإنما أراد الله -عز وجل- أن يعرفنا لطفه بالفتية وحفظه إياهم في الهجع، واختياره لهم أحسن المواضع للرقود، فأعلمنا أنه بوأهم كهفاً في مقنأة الجبل -"مقنأة الجبل" الموضع من الجبل الذي لا تصيبه الشمس -مستقبلاً بنات العرش -النجوم مجموعة النجوم المعروفة - فالشمس تزورُّ عنه وتستدبره طالعة وجارية وغاربة، ولا تدخل عليهم فتؤذيهم بحرّها، وتلفحهم بسمومها، وتغير ألوانهم وتبلي ثيابهم، وأنهم كانوا في فجوة من الكهف - يعني متسع منه – ينالهم فيه نسيم الريح وبرده، وينفي عنهم غمّة الغار وكربه" [تأويل مشكل القرآن: 14].
فإذن، ليس الكلام كما يتصور البعض تحصيل حاصل، لا، هناك معانٍ جليلة عظيمة كثيرة متنوعة تبين لطف الله بهؤلاء الذين آمنوا به، وإحسان الله إليهم كما أحسنوا.


اختيار اللفظة المناسبة في المكان المناسب

ومن عجائب القرآن اختيار اللفظة المعينة التي لا يمكن أن يقوم غيرها مقامها، كما لو تأملت في قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ [التوبة: 32].

لماذا استعمل "يطفئ" ولم يستعمل مثلاً "يخمد" وكلاهما يستعمل في النار، لكن العرب تفرق بين الإطفاء والإخماد.  
متى تستعمل العرب الإطفاء أو تستعمله مع ماذا؟ في أي حالة؟ والإخماد في أي حالة؟
العرب تستعمل كليهما في النار.
العرب تفرق بين الإطفاء والإخماد مع أن كليهما مستخدم في النار من جهة أن الإطفاء يستعمل في القليل والكثير والإخماد يستعمل في الكثير فقط.

فإذن، ما يمكن تقول شبّت نار في علبة المناديل أخمدناها، لا تأتي، عند العرب الإخماد في النار الكبير.
الإطفاء في الحالين، في النار القليلة والنار الكثيرة، يصح أن يقال "أطفأ الحريق الكبير"، "أطفأ الحريق الصغير"، "أطفأ الشعلة"، "أطفأ الشمعة"، وأطفأ الحريق".
لكن "أخمد" أخمدت الشمعة، لا تأتي.

ما علاقته بموضوع الآية؟ الكفار يريدون إبطال أي شيء يستطيعون إبطاله من الدين قليلاً أو كثيراً، فيحاولون يا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويا أيها المؤمنون السائرون على طريقه أن يحرفوكم عن دينكم أو يضروكم في دينكم أو ينقصوا من دينكم أو يحاربوا من دينكم القليل والكثير.
ما استطاعوا، لو استطاعوا أن يجعلوكم تتركون سنة سيفعلون ذلك، ولو استطاعوا أن يجعلوكم تتركون الدين كله سيفعلون ذلك.  يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ
يعني ما استطاعوا، ما استطاعوا من النور قليل أو كثير.

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ  وحتى كلمة أفواههم بيان العجز، من الذي يستطيع أن يطفئ نور الله بفمه؟ فمه فقط يطفئ نور الله؟ وإضافة النور إلى الله تعني القوة، أنه قوي وعظيم، نور الله، وهؤلاء بأفواههم فقط، يعني لن يستطيعوا، فهيا معنى البشارة.
إذن، فيها أن الكفار يسعون لإطفاء الدين بالقليل والكثير، بعض الدين، كل الدين، ما أمكنهم.
ثم إن إضافة النور إلى الله تفيد القوة، وأن هذا النور منتشر، نور الله لا يمكن أن ينطفئ.
ثم إن بيان عجز بيان الكفار فيه بشارة للمؤمنين أن الكفار مهما عملوا سيعجزون؛ لأن أفواههم لا تستطيع أن تطفئ نور الله، فكيف إذا أكّد البشارة بقوله: وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ [الصف: 8].

فكل كلمة مقصودة، ولها معنى معين، ولها فائدة معينة في محلها المعين، وهكذا.
وتأمل قول الله: امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ .
هذه العبارة جاءت للتشنيع على امرأة العزيز، وقوله "امرأة" فيه تشنيع باعتبار الوضع العائلي، امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ  فيها تشنيع.

النسوة في المدينة قالوها وقد استبشعوا واستشنعوا ما فعلته امرأة العزيز، ومثل هذه المرأة بالتأكيد لها أعداء وحساد على مكانتها، فإذا وقعت لها سقطة وزلّت زلّة بالتأكيد ستطير بين النساء في كلامهن وثرثرتهن ونشرهن للخبر.
فلا شك أن العبارة عبارة تشنيع على امرأة العزيز، لكن وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ [يوسف: 30].

تأمل الآن اختيار الألفاظ للدلالة على التشنيع، ما قالوا: فلانة، ولا زليخة تراود فتاها عن نفسه، لا، امْرَأَتُ الْعَزِيزِ  فكلمة امرأة تدل على التشنيع من جهة الحالة العائلة، إن هذه المرأة متزوجة، ثم تفعل بهذا الفعل؟ يعني لم تكتفِ بزوجها ومدّت نفسها وعينها إلى الحرام.
فصاحبة الفضيحة امرأة متزوجة وفعلها تصرف مشين، ولو كان امرأة غير متزوجة سيكون الوضع أقل في الفضيحة  امْرَأَتُ الْعَزِيزِ [يوسف: 30].

بالنسبة للوضع الطبقي صاحبة الفضيحة هذه ليست امرأة واحد فقير أو مغمور، هذه امرأة العزيز.
فالتشنيع فيها أكبر، والتقبيح أكبر، والفضائح المتسربة من علية القوم دويها أكبر، والتشفي والنكاية والانتقام سيكون من جهة النساء بالتالي أكبر.
فضيحة الأكابر كبرى الفضائح، ثم قولهن: تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ .

تراود باعتبار الوضع النوعي صاحبة الفضيحة خرجت عن المعهود من بنات جنسها وتنكرت للحياء الجبلّي، هي الآن ما استجابت لدعوته لها للفاحشة، ليس هو الذي دعاها، العادة أن المرأة مطلوبة والرجل طالب، حتى في الحرام، الرجل طالب والمرأة مطلوبة، لكن نجد الآن أنهن قلن: " تُرَاوِدُ" فصارت هي الطالبة، وهذا أنكى في التشنيع.
ثم إن لفظة "المراودة" تعني الفرق بين تراود وامرأة العزيز مثلاً تبتغي ولا تريد؟
تراود يفيد التكرار، ما هو مرة واحدة، تراود.

المراودة مرة بعد مرة، فلو أردت تأتي بكلمة أخرى، ماذا ستقول؟  
تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ [يوسف: 30] إضافة الفتى إليها باعتبار الوضع الخُلقي من صاحبة الفضيحة، يعني: ذهبت إلى الخادم؟ وإلى العبد؟
يعني لو ذهبت على واحد مثلها في الطبقة أو في المنزلة من علية القوم، راحت على فتاها، نزلت إلى مستوى الخدم الآن، ذهبت أسفل إلى العبيد والخدم.

فهذه الكلمات ما يمكن تأتي بغيرها لتدل على نفس مدلولها، وكذلك قوله: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ [العنكبوت: 14].
والفائدة في ذكر مدة لبثه -عليه السلام- أنه كان يضيق صدره بسبب عدم دخول الكفار في الإسلام - يعني محمد ﷺ فقيل له: إن نوحاً لبث ألف سنة تقريباً في الدعوة ولم يؤمن من قومه إلا  القليل، ويُلاحظ في الآية أنه عبر من مدة لبث نوح في قومه بالسنة  فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ [العنكبوت: 14].

وأما الأيام التي عاشها بعد غرق قومه، فعبر عنها بلفظ العام.
لاحظ؛ فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين سنة؟ لا  إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا .
وكذلك لم يقل: فلبث فيهم ألف عام إلا خمسين عاماً، لا، قال: أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا [العنكبوت: 14].
لأن السنة عند العرب فيها معنى الشدة، والجدب، والقحط، وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ [الأعراف: 130]. بالشدة والجدب والقحط، فكأن 950 سنة هذه التي لبثها نوح في قومه كانت قحط في الاستجابة، وجدب في التأثر، أما "العام" قد يستعمل في الرخاء.
قال الله تعالى: ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [يوسف: 49].


لاستكمال القراءة

الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد






الموضوع الأصلي : من عجائب القرآن // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



من عجائب القرآن 2410


الثلاثاء ديسمبر 27, 2016 9:14 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبه:
مشرف
الصورة الرمزية

ابواحمد

البيانات
عدد المساهمات : 520
السٌّمعَة : 3
تاريخ الميلاد : 29/06/1966
تاريخ التسجيل : 20/11/2016
العمر : 58
العمل/الترفيه : طبيب بيطرى

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://www.alanwar10.com

مُساهمةموضوع: رد: من عجائب القرآن


موضوع رائع



وطرح مميز



تسلم الايادى



تحياتى









الأحد نوفمبر 03, 2019 12:29 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
الرتبه:
مراقب عام
الصورة الرمزية

طيبة

البيانات
عدد المساهمات : 266
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2019

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: من عجائب القرآن



من عجائب القرآن 3dlat.net_11_17_16ed_d45c34b94f4a7







التوقيع: طيبة



من عجائب القرآن 21221391446


الخميس أبريل 30, 2020 4:41 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

Aster

البيانات
عدد المساهمات : 200
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/04/2020

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: من عجائب القرآن


دائما متميزون في الاختيار
سلمتم على روعه طرحكم 
نترقب المزيد من جديدكم الرائع 
دمتم ودام لنا روعة مواضيعكم
تحياتي








الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير