من أطرف الطرائف في عجيب تفكير الأطباء النفسيين أنه يقال : أن أحدى السيدات كانت تعتريها نوبات نفسية حادة في بيتها فتثور لآتفه الأسباب ، ولم تفلح العقاقير المهدئة في علاجها ولا وسائل العلاج النفسي في تسكين هياجها فتحسن حالها وكانت كثيرة التردد على الأطباء فذهبت يوما إلى طبيب قد سمع عن مرضها وقدمت إليه ( روشتات ) الأطباء الذين عالجوها من قبله ، ففحصها الطبيب الذكي بعناية وهي مسترخية على كرسي ( الشاذلونج النفسي ) هادئة يلمحها بطرف عينه مدعيا أنه يقرأ ملفها السايق ، وفكر في حيلة تباعد بينها وبين نوبات الغضب والهياج والتشنج ثم قال لها : إن ما بك يا سيدتي شيءٌ طبيعي وعادي فإن سرعة الغضب والهياج التي تلازمك والتشنجات العصبية هي أسباب لظاهرة من ظواهر تقدم السن . ومنذ ذلك اليوم أقلعت السيدة عن الغضب والهياج والتشنج المصطنع في البيت ، وصارت هادئة مرحة تماما ، بعد أن سمعت أن ذلك قد يدفع زوجها إلى التفكير في الزواج من غيرها ، بينما كانت في مقتبل عمرها لم تتجاوز الأربعين عاما . ( قصة من ملف طبيب نفسي صديق )