تتعرض العلاقة الزوجية إلى ضغوط ومشكلات تؤثر سلبا عليها وعلى الزوجين، وللهروب من ذلك الضيق يلجأ أحد الطرفين إلى التحدث لأشخاص يفترض بهم الثقة، وينتظر منهم الدعم العاطفي.
ولأن غالبية النساء تفضل الحكي بطبيعتها، يجب عليهن توخي الحذر عند الحديث عن أزمات الحياة الزوجية مع هؤلاء:
1- أفراد الأسرة
من الصعب على أفراد الأسرة المقربين -وتحديدا الوالدين- أن يكونوا محايدين في الخلافات الأسرية، وتنمو لديهم المشاعر السلبية تجاه الطرف الآخر، وحتى إن انتهى الخلاف بين الزوجين، يبقى الوالدان محملين بمشاعر سلبية وقد تظهر أثناء التعامل مع الزوج.
2- الأصدقاء المقربون
يقول المنطق التقليدي إن التحدث إلى أصدقائك سوف يساعدك على تقليل التوتر وعلى مراقبة علاقتك بطرف ثالث، لكن المنطق التقليدي في بعض الأحيان يمكن أن يضر بالجميع، بحسب رأي أنجالي سارين الكاتبة المتخصصة في العلاقات الزوجية.
وتوضح أنجالي في مقال على موقع "إليت ديلي" (Elitedaily)، ضرورة التفكير قبل إشراك الأصدقاء في الخلافات الزوجية لأسباب متعددة منها: أنهم يسمعون جانبا واحدا من القصة، وبسبب علاقتهم بك يتحيزون ضد الطرف الآخر، وربما يقدمون المشورة بناء على ذلك الجانب من المشكلة، وإذا فعلوا ذلك، فربما تكون هذه النصيحة معيبة بعض الشيء، وقد يشعرون بالغيرة من أنك في علاقة ناجحة، فيحاولون دون وعي تخريبها.
وتضيف أنجالي أن تكرار سرد المشكلات لأصدقائك عن زوجك قد يؤدي إلى تطوير مشاعر سلبية تجاهه وقد يؤدي إلى كره متبادل، مؤكدة أن السبب الأكثر أهمية لعدم إشراكهم في خلافاتك هو أن ذلك قد يضعف علاقتك بهم إذا لم يتعاملوا معها بالطريقة التي كنت تتوقعينها.
3- أصدقاء من الجنس الآخر
يعتقد البعض بحسن نية أن التحدث عن الخلافات الزوجية مع طرف من الجنس الآخر، قد يوضح الصورة أكثر ويبين كيف يفكر ويعتقد الطرف الآخر، لكنه في حقيقة الأمر يعمق المشكلة ويزيد من حدة الخلاف.
حتى أن مشاركة الخلافات الزوجية مع زميل أو صديق من الجنس الآخر يمكن أن يصنف بوضوح "خيانة عاطفية"، وهي ما يحدث عندما تخون أسرارا يجب أن تكون ملكا للزوج، أو إنشاء روابط عاطفية قوية لدرجة أنها تنافس تلك الموجودة في إطار الزواج، كما جاء في مقال بصحيفة الغارديان.
هناك العديد من الأمور التي يجب أن تبقى بدقة في إطار الزواج، ومشاركة أمور سيئة عن شريك حياتك -من وجهة نظرك- مع طرف من الجنس الآخر قد تؤدي إلى الغيرة الزوجية، وربما تتسبب في إنهاء العلاقة الزوجية.
4- أعداء الزواج
تجنبي قدر ما تستطيعين التحدث إلى الأشخاص الذي يملكون رؤية سيئة وسلبية عن الزواج، أو كانت لديهم تجربة سلبية سابقة أو في محيط عائلتهم.
قد لا يكونون سيئين، لكن آلام التجارب السلبية تخلق قناعات داخلهم بأن كل التجارب سيئة، ولا مردود من الزواج سوى الألم والحزن، وأن الطرف الآخر دائما على خطأ، ومن ثم لن يكون في مقدورهم إعطاء نصيحة إيجابية تساعد على إنهاء الخلاف، لكنهم فقط سيزرعون الأفكار السلبية عن الزواج وعن الزوج، بحسب مقال على موقع "أولبروداد" (Allprodad) المتخصص في العلاقات الأسرية.
في نهاية الأمر، يصبح الشيء الأكثر منطقية وإيجابية هو التحدث مع شريكك بشكل واضح والبحث بجدية لحل الخلافات، وإذا تعذر الأمر يمكن اللجوء لمتخصص أو مستشار علاقات زوجية يساهم في توضيح الصورة وحل المشكلات.
لكن اللجوء لأشخاص مقربين أو على صلة بالطرفين قد يعمق المشكلة ويزيد الوضع سوءا، بحسب المؤلفة والمذيعة الأميركية الدكتورة لورا كاثرين شليسنجر، التي أوضحت أن التنفيس عن الطرف الآخر قد يشعرك بالراحة لبعض الوقت، لكن طبيعة الناس هي حب الثرثرة والخوض في الأمور والمشكلات الاجتماعية، حينها تجدين أن الأمر الذي أفضت به لشخص ما انتقل إلى آخر ومن الممكن أن يصل إلى شريك حياتك، وفي تلك اللحظة يزداد الأمر سوءا.
أيضا، قد ينتهي الخلاف بينك وبين شريكك وتنسين الأمر، لكن أصدقائك وأقاربك لن ينسوه وسيتعاملون دائما ببرود وتحفظ مع شريكك، مما يخلق حساسيات بينهم من الممكن أن تطولك أنت أيضا.
لمن يلجأ الأزواج
في نهاية المطاف، تستحق مؤسسة الزواج بكل ما تحمله من تفاصيل أن يتمسك الطرفان بها في أحلك الظروف، وأن يسعيا جاهدين لحل الخلافات بينهما بطريقة ودية دون عرض خلافاتهما الزوجية على الملأ.
حين يتأزم الوضع ولا يجدان في نفسيهما القدرة على الحل، يصبح اللجوء إلى "استشاري علاقات زوجية" ضرورة وليس رفاهية، قد يجدا ضالتهما لديه، وربما يمنحهما مفاتيح التعامل فيما بينهما وتوضيح الصورة لحل الخلافات قبل أن تتفاقم.