من اخبار الجنة
موضوع عمل من الشيخ سعود النفيعي
وهو تجميع من كتب لأهل الجنه وأخبارها
وكل ما هو مكتوب موجود في كتب ومراجع
الجنه :
الجنة بالنسبة لي ليست مجرد حقيقة قادمة..
إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغما عني..
والأماكن التي لا تستطيع الأرض منحي إياها..
إنها الحب الذي بخلت به الدنيا..
والفرح الذي لا تتسع له الأرض..
إنها الوجوه التي أشتاقها..
والوجوه التي حرمت منها..
إنها نهايات الحدود وبدايات إشراق الوعود..
إنها استقبال الفرح ووداع المعاناة والحرمان..
الجنة زمن الحصول على الحريات.. فلا قمع ولا سياج ولا سجون، ولا خوف من القادم والمجهول..
الجنة موت المحرمات .. وموت الممنوعات..
الجنة موت السلطات..
الجنة موت الملل.. موت التعب .. موت اليأس..
الجنة موت الموت..
أسماؤها :
قبل أن نخوض أحبتي في أخبار الجنة يحسن بنا أن نعرف أسماءها ...
الشيء العظيم تتعدد أسماؤه والجنة عظيمة لذلك تعددت أسماؤها..
ومن أول أسمائها ( الجنة ).
والجنة في اللغة البستان العظيم اللذي يستر ما بداخله..
وأما في الشرع فهي دار الخلود والكرامة التي أعدها الله لعباده الؤمنين.
ومن أسماء الجنة
( دار الخلد )
والخلد دوام البقاء على الحالة التي خلقها الله تعالى، بدون التعرض للفناء، أو النقص..
ونعيم الجنة متجدد لا ينقطع، فأهلها لا يمرضون ولا يهرمون، و ( أكلها دائم وظلها ).
وعطاؤها الممنوح من الله تعالى ( غير مجذوذ ) ولا منقوص، وهم فيها منعمون، ( وما هم منها بمخرجين ).
ومن أسماء الجنة ( دار النعيم)
( والنعيم مأخوذ من النعمة الكثيرة، الدالة على رفاهية العيش، فالعيش هناك خصيب، والسرور كبير، والراحة عظيمة، والبهجة في التمتع باللذات شاملة
للمأكولات..
والمشروبات..
والملبوسات..
والمركوبات..
وهناك الصور الجميلة
والروائح الطيبة
والمناظر الخلابة
والمساكن الواسعة )(1)
وأنى اتجهت في الجنة تجد النعيم يغمرك من كل مكان.
أهل الجنة يتنعمون جزاء زهدهم فيما كان في الدنيا من نعم زائلة ودنيا فانية فآثروا الباقية على الفانية، وفازوا بالنعيم الأبدي الذي لا شقاء بعده.
قال سبحانه ( إن الأبرار لفي نعيم).
ومن أسمائها ......
( جنة المأوى )
إسم يدل على الأمان في السكنى، والسلامة والحبور والهدوء، وهو جزاء كريم لمن خاف ربه في الدنيا.
( جنة عدن )
والعدن هو الإقامة، لكن على هيئة مخصوصة من الرغد والسعادة، وتنوع المباهج، حيث النعيم الدائم اللذي لا تحول عنه ولا ظعن، بل مكوث واستقرار وحبور.
( الفردوس )
يطلق على الوادي الخصيب الواسع، والبستان الكثيف المليئ بالأشجار، وهو وسط الجنة وأعلاها، وفوق عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة.
( دار السلام )
وسميت بذلك لأن فيها السلامة الحقيقية من كل مخوف مؤلم..
فهي دار السلام من الموت والمرض .. ومن الفقر والهرم.. ومن الهموم والآفات .. والنقائص والنكبات..
والسعادة في الجنة مقرونة بالسلام.. فهي سعادة دائمة بلا أحزان..
والعز فيها متواصل بلا ذل أو هوان..
والصحة فيها ظاهرة بلا سقم وآلام.
لا فناء فيها بل بقاء سرمدي ..
و ( تحيتهم فيها سلام ) ..
تحييهم بالسلام .. الملائكة والغلمان، والزوجات والإخوان..
( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )..
( الحسنى )
سميت بذلك لأن كل ما فيها جميل ومفرح..
كل شيء في شدة الحسن والبهاء ..
فالحسن موجود في كل شيء..
في القصور والغلمان..
وفي النساء والأنهار..
وفي الأشجار والأطيار..
بل هناك أحسن وأفضل من هذا كله..
إنها الزيادة .. وأنعم بها من زيادة..
رؤية الله هي أعظم نعيم لأهل الجنة..
( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )..
ومن أسمائها ......
( الحيوان )
والمقصود الحياة الحقيقية..
وتطلق على الشيء الباقي العامر بالحركة.. الخالي من الآفات..
وإطلاق هذا الإسم على الدار الآخرة وعلى الجنة خصوصا لأن فيها الحركة والنشاط والمتعة..
فهي حياة حقيقية .. بأبدان غاية في القوة..
( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ).
( دار المقامة )
لأن البقاء فيها لا يكدره تحول ولا انتقال..
لا يخرج أهلها منها ..
ولا يتحولون عنها كدار الدنيا الزائلة والقصيرة والفانية..
بل إقامة حقيقية يصحبها رغد في العيش..
( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * اللذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ).
( قدم صدق )
ومعناه الأجر الذي رصده الله، والجزاء اللذي أعده سبحانه لأصحاب الأعمال الصالحة ..
وأولها ما افترضه الله على العبد من صلاة وصيام وزكاة وحج..
( وبشر اللذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ).
( مقعد صدق )
هو موضع في الجنة يقترن به نعيم خاص..
من أشرف نعيم أهل الجنة..
إنه القرب والجوار من الله تعالى..
وهذا الموضع تحف به اللذات من كل مكان ..
وهذا ما يميزه عن سائر المواضع البهيجة الأخرى..
( إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر )..
@ نهاية أسماء الجنة...@
( سؤال مهم ).....
هل الجنة موجودة الآن ، أم أن الله ينشأها يوم القيامة؟!
الجواب /
الجنة موجودة الآن بنصوص الكتاب والسنة..
قال سبحانه : ( ولقد رآه نزلة أخرى 0 عند سدرة المنتهى 0 عندها جنة المأوى ).
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى، ورأى عندها جنة المأوى..
كما في الصحيحين من حديث انس في قصة الإسراء وفي آخرها ( ثم انطلق بي جبريل حتى أنتهى إلى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال : ثم دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ).
وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله تعالى يوم القيامة ).
إذا الجنة موجودة الآن ....
فهل أنت مشتاق لها؟!
وهل المشتاق ينسى معشوقته وينشغل عنها؟!
وهل جهزت مهرا يكفي للإقتران بها؟!
ألا إن سلعة الله غالية ..
ألا إن سلعة الله الجنة..
( عالم جديد )
عندما يموت الإنسان تخرج روحه فتسبق جسده إلى عالم جديد..
عالم يسمى [ البرزخ ]..
عالم الأرواح لا الأجساد..
البرزخ حياة بين حياتين..
البرزخ هو الحاجز بين الشيئين..
الحاجز بين الحياة الدنيا والآخرة..
( وجعل بينهما برزخا ) أي حاجزا..
البرزخ حياة تعيشها الروح إلى يوم البعث والنشور..
( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )..
وتستقر روح المؤمن في جوف طير يعلق في شجر الجنة..
الروح خلقت لتبقى..
والجسد في التراب يبلى..
روى كعب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجع الى جسده يوم يبعث ). صححه الألباني..
وهكذا تذهب الروح لحياتها الجديدة وعالمها الجديد..
ويذبل الجسد شيئا فشيئا..
هذا الجسد الذي لطالما أعتنينا به فألبسناه أجمل الثياب..
هذا الجسد الذي لطالما أترفناه ونعمناه..
و أطعمناه مالذ وطاب..
هاهو الآن ممدا في ظلمة القبر..
يستسلم للديدان .. فتنهشه من كل مكان..
{ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى }..
( محطات في الطريق إلى الجنة : المحطة الأولى ( القبر )
باب إلى الجنة
القبر أول منازل الآخرة
وفي القبر أول أخبار الجنة
المؤمن يفرش له في قبره من فرش الجنة
ويلبس من لباس الجنة
ويفتح له باب إلى الجنة
فينظر إلى مقعده هناك
فيأتيه من روحها
ويأتيه من طيبها
ويفسح له في قبره مد بصره
ما أجمل هذا القبر فقد أصبح روضة من رياض الجنة
فيه أول البشارات .. وأول الأفراح
يأتيه رجل في قبره جميل المنظر .. طيب الرائحة
فيقول له أبشر بالذي يسرك
هذا يومك الذي كنت توعد.
فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير
فيقول أنا عملك الصالح
فيزداد فرحه وسروره
فيقول ......
رب أقم الساعة....
معذور ....
فهو يرى ما لا طاقة له على تحمله
فيقال له: نم صالحا
وفي رواية .. نم كنومة العروس
فيكون في أحلى نومة نامها أحد حتى يبعث..
اللهم أجعلنا من المؤمنين...
-----------------------
( محطات في الطريق إلى الجنة )
المحطة الثانية : ( النفخ في الصور )
( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض ).
هذه النفخة الأولى
يصعق بها كل مخلوق في السماوات والأرض..
في لحظة واحدة ينتهي كل شيء..
وفي لحظة واحدة تتوقف الحركة وتنتهي الحياة.
أين الناس ..
أين الملوك ..
أين البيوت ..
أين البحار ..
( لمن الملك اليوم )؟
( لله الواحد القهار )..
( كل من عليها فان .. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ).
ما بين النفختين أربعين سنة
يبلى كل شيء في الإنسان
إلا عجب الذنب ( عظمة في آخر الظهر ).
يرسل الله مطرا من تحت العرش يشبه مني الرجال..
تهتز بهذا الماء بقايا بني آدم
فتنبت من جديد
( ومنها نخرجكم تارة أخرى ).
تنبت العظام ثم اللحم ويكتمل الخلق..
أصنام بلا روح
( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ).
النفخة الثانية
موعد البعث والنشور
في لحظة واحدة تطير الأرواح إلى أجسادها..
وفي لحظة واحدة يحيون حياة رجل واحد..
الآن معاينة الحقائق..
الأجساد عارية ..
والأبصار خاشعة ..
والناس جاثية ..
فالموقف عصيب ..
وما بعده أصعب وأشق ..
( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره .. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )..
.................................................. ...
انتهى الجزء الأول
تحياتي ..
من اخبار الجنة
موضوع: من اخبار الجنة
