أعقد الاجزاء فى جسم الانسان
أود التحدث عن ذلك المخلوق العجيب، الذي يعد ثاني أعقد جزء في الجسد بعد المخ. إذ يستطيع أن يميز بين أكثر من ١٠ مليون لون، هناك بعض الطفرات تمكن بعض النساء من رؤية ألوان أكثر من ذلك.
لا أتحدث عن كاميرا الآيفون التي تبلغ ١٢ ميجا بكسل، أو كاميرا oppo reno pro التي تبلغ ٤٤ ميجا بكسل، بل أتحدث عن هذه الكاميرا العجيبة التي تبلغ ٥٧٦ ميجا بكسل.
(كلما زادت البكسلة، زادت دقة الرؤية).
هل ترى هذا البيت الحجري؟
إنه تجويف عظمي يحيط بالعين وملحقاتها من أوعية وأعصاب وعضلات، ويحتوي حفرة في الجهة العلوية الوحشية توضع فيها الغدة الدمعية.
كما تحاط مقلة العين والعضلات بوِسادة (طبقة دهنية) تفصل بينها وبين هذا البيت الحجري حتى تسمح بحرية الحركة.
أما عن الحاجب، يمنع من دخول السوائل إلى العين كالعرق مثلًا، فتبقى الرؤية واضحة.
بدون هذا الحاجب الصغير، هل كنت تستطيع الذهاب إلى الجيم، أو تلعب مباراة كرة، أو تقفين في المطبخ!
هل ترى هذه المسَّاحَات؟
رموشنا الصغيرة هذه تعمل كجهاز مساحات للعين مما يمنع مرور الأتربة، ويحمي العين من أي بقايا قد تعكر الرؤية. هذه المساحات العجيبة تعمل بمعدل ٥,٢ مليون مرة بالسنة. كما أنها تحس باقتراب الأجسام الغريبة، مما يمثل رد فعل للحماية.
"القرنية والقزحية والبؤبؤ والعدسة والسائل المائي والسائل الزجاجي والشبكية وال....."
يطول الحديث عنها وعن عجائبها، ولكن
حسبي أنني سأسلط الضوء على أيسر اليسير.
القرنية، هذا النسيج الشفاف المقوس الذي يكسر جزء من الأشعة الضوئية قبل دخولها للعين، تعد الجزء الوحيد بالجسم الذي لا يحتوي أوعية دموية، وإلا لما كانت شفافة ولما استطاعت أن تنفذ الضوء. وإنما تُغذَّى بالدموع خارجًا وبالسائل المائي من الداخل..
القزحية هي ذلك الغشاء الذي يحيط بفتحة صغيرة تسمى البؤبؤ أو الحدقة، تحتوي القزحية على عضلات تنظم كمية الضوء الداخلة للعين من خلال التحكم في فتحة الحدقة.
فمثلًا في حالة وجود إضاءة ساطعة، تنقبض عضلة تدعى
constrictor pupillae muscle، فيصغر حجم الحدقة.
وفي حالة وجود إضاءة خافتة، تنقبض عضلة تدعى dilator pupillae muscle ، فيزداد حجم الحدقة، فتدخل كمية ضوء أكبر، مما يسمح برؤية أوضح.
كما تمتلك القزحية ٢٥٦ صفة وراثية تميزها عن أي عين بشرية، أي أنها أدق من بصمة الإصبع بحوالي ٧ مرات، والذي يحتوي على ٤٠ صفة وراثية.
ناهيك عن الصبغات الموجودة به، والتي تعطي لون العين.
-------
بعد رحلة شاقة خلال أجزاء صغيرة جدًا من الثانية، يصل الضوء إلى الشبكية Retina والتي تمثل الطبقة الداخلية للعين، حيث تحتوي على خلايا حساسة للضوء، عندما يغشاها الضوء، تحوله إلى نبضات عصبية تصل عبر العصب البصري (والذي يحتوي على مايقرب من مليون خلية عصبية) إلى مركز الرؤية في الجزء الخلفي للدماغ حيث يقوم بتحليل الإشارات وترتيبها، (لذا ترى النجوم عند ضربك على مؤخرة رأسك) ومن ثَمَّ ترجمتها إلى صور وأشكال.
ثم يقوم الدماغ بجمع صورتين مختلفتين، واحدة عبر كل عين، يمزجهما حتى يصبح باستطاعته إحساس العالم عبر فضاء ثلاثي الأبعاد.
كل هذا وأكثر عبر جزء من الثانية دون أن نشعر....
الحمد لله.