ماهي الدنيا الحياة الدنيا هي من خلق الله آدم حتى موت كل البشر وقيام يوم القيامة، أما الحياة الدنيا لكل واحد منا فمن ولادته إلى موته، فمن مات قامت قيامته أي يرى ماله من خير وما عليه من شر من موته ويبدئ في حياة البرزخ، وحياة البرزخ هو الحاجز بين الموت والبعث أو بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث فيكون خرج من الدنيا وابتلاءاتها وينتظر دخول الآخرة، وفي هذه الحياة وجه شبه بالدنيا أنه لم تقم الساعة ويوم القيامة، ووجه شبه بالآخرة أنه لا تكاليف ولا طاعات ولا معاصي فيها.
أما هذه الحياة التي نعيشها الآن هي فترة اختبار وامتحان فقط وليس أكثر من ذلك، وما خلقنا الله فيها إلا لفترة مؤقتة ليتم تحديد مكانة كل فرد على أساسها، بل لم يخلق الله الموت والحياة إلا لهذا الابتلاء (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (تبارك: 2)
والدنيا هي مدة الاختبار الذي يرسب فيه بعض البشر بسبب انشغالهم عن هدف وجودهم الأساسي وغفلتهم عن مستقبلهم.
فالإنسان في الدنيا ينشغل بما يراه بعينيه ويغفل عن المصير الذي ينتظره عما قريب، والذي سيأتيه في وقت مفاجئ، وبشكل مفاجئ فينتزعه من الدنيا، وحينها ينتهي وقت الامتحان ويبدأ وقت الحساب.
والدنيا طبيعتها غرارة تغر الإنسان وتشغله بأحداثها وتغرقه في تفاصيلها، فتلهيه عن مصيره وآخرته، كما قال رسول الله e (لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل) رواه البخاري، وفي رواية لمسلم (قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: طول الحياة، وحب المال).