المحبة والرجاء والخوف:
المحبة والرجاء والخوف:
الخوف
(وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُ) [آل عمران: 30]
مفهوم الخوف من الله
والخوف من الله من العبادات القلبية العظيمة، قال تعالى{ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 175] وفي هذه الآية وجوب الخوف من الله وحده، والتأكيد على أنه من لوازم الإيمان؛ فعلى قدر إيمان العبد يكون خوفه من الله.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: “سألت النبي ﷺ عن هذه الآية{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } [المؤمنون: 60]؛ أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟! قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم” (رواه الترمذي)
دواعي الخوف من الله
1-إجلال الله جل وعز وتعظيمه لعلمهم به وبأسمائه وصفاته{ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } [النحل: 50]
2-الخَوف أن يكون مَصيره إلى ما يَكره، من العذاب الأليم في النار وبِئس المصير.
3-شعوره بالتقصير تِجاه الواجبات التي عليه مع إدراكه لعلم الله واطلاعه عليه وقدرته عليه، وعدم النظر إلى صِغَر المعصية بِقَدر النظر إلى عَظمة من عصى سبحانه.
4-تَدَبُّر كَلام الله سبحانه المَلِيء بالوعيد والتهديد لمن عَصى الله وأَعْرَض عن شَرعِه، وتَرك النُّور الذي أُرسل إِليه.
5-تدبر كلام الله ورسوله والنظر في سيرته ﷺ.
الخوف من الله يستلزم العلم به، والعلم به يستلزم خشيته، وخشيته تستلزم طاعته.
6-التفكر في عظمة الله جل وعز؛ فإنه مَن تفكر في ذلك يقع على صفات الله جل جلاله وكبريائه، ومن شهد قلبه عظمة الله تعالى علم شأن تحذيره فخاف الله لا محالة، قال{ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] وقال جل وعز { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }[الزمر: 67]