فتح مكة
فتح مكة
خطب النبي في فتح مكة.. ومصير قريش
لما خرج النبي من الكعبة، كانت قريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع، فأخذ بعضادتي الباب وهم تحته، فكبّر النبي ثلاثًا ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ... » .
وكان الناس قد تكاثروا في المسجد، وكادت قلوبهم تنخلع من صدورهم من شدة الخوف، لكن النبي الذي جاء رحمة للعالمين، آثر العفو، وبداية صفحة جديدة.
خطب النبي بعد فتح مكة عدة خطب وردت بمرويات صحيحة، ومتواترة:
-
أولها كانت خطبته يوم الفتح على باب الكعبة بين فيها دية الخطأ في القتل، وألغى مآثر الجاهلية [نضرة النعيم، 1/372] فقال: «ألا إن كلَّ مَأْثُرَةٍ كانت في الجاهليةِ تُذْكَرُ وتُدْعَى مِن دَمٍ ، أو مالٍ ، تحتَ قدميَّ ، إلا ما كان مِن سِقايَةِ الحاجِّ ، وسِدَانَةِ البيتِ . ثم قال : ألا إن دِيَةَ الخطأِ شبهِ العَمْدِ ما كان بالسَّوْطِ والعصا؛ مائةٌ مِن الإبلِ».[رواه أبوداود : 4547]
ثم تلا قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }[الحجرات:13]
-
وقال بعض أهل السيرة أن النبي نادى قريش قائلًا : «يا معشر قريش: ما ترون أني فاعل بكم؟، قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء».[فتح الباري: 8/18]
-
إبطال الأحلاف: يقول النبي في الخطبة الثانية:«لا حلف في الإسلام، وما كان من حلف الجاهلية فإن الإسلام لا يزيده إلا شدة والمؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم، ويرد عليهم أقصاهم، كما يبين صلى الله عليه وسلم فيها أنه «لا يُقتل مؤمن بكافر، دية الكافر نصف دية المسلم، لا جلب (أي بصرف النظر عن الصياح)، ولا جنب في الرهان، وغيرها من مظاهر العدل. [رواه مسلم في أوله: 3539]