رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم
رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم
رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسفهاء
لقد وسع رفقه صلى الله عليه وسلم حتى السفهاء ممن ليسوا على ملته، كيف لا وهو الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد «دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم»، فقالوا: «السَّامُ عَلَيْكَ» - أي السم والموت لك - ففهمتها» فقلت: «عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ». فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ،» فَقُلْتُ: «يَا رَسُولَ الله، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟!» قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «فَقَدْ قُلْتُ عَلَيْكُمْ» (متفق عليه). فكيف لا يكون صلى الله عليه وسلم رفيقًا وهو القائل: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرمِ الخيْرَ كُلَّهُ» (رواه مسلم).
ففي هذا الموقف دعوة منه صلى الله عليه وسلم إلى أمّ المؤمنين عائشة بأن تنتهج الرّفق واللين حتَّى مع اليهود الحاقدين، فبَيَّن لها أنَّ المسلم لا يجوز له أن يترك الغضب يتحكَّم في ردود أفعاله ولا تصرّفاته، فالرِّفق في الإسلام ثمرة لا يُثمرها إلَّا حُسن الخلق. وقد كان هذا خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم دومًا إذا سابَّه أحد أو شاتمه.
رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعصاة والمذنبين
أتى شابٌّ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: «يَا رسولَ اللّه ائذن لي بالزِّنا.. فأَقبل القوم عليه، فزجروه، قالوا: مَهْ مَهْ!!» ( أي: اسكت) فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : «ادْنُهْ، فدنا منه قريبًا، فجلس»، قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟» قال: «لا، واللَّه، جعلني اللَه فداءك!». قال: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ، أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟» قال: «لا واللَّه، يا رسول اللّه، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ». قال: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِم، أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟» قال: «لا واللّه، جعلني اللّه فداءك»، قال: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ، أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟» قال: «لا والله، جعلني الله فداءك. قال: «ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ، أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟». قال: «لا والله، جعلني الله فداءك». قال: «ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِم». فوضع يده عليه، وقال: «اللَّهُمَّ اغفِر ذَنبَهُ وَطَهِّر قَلبَهُ وَحَصِّن فَرْجَهُ»، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ٍ». (رواه أحمد).