تاريخ الرسل: محمد
تاريخ الرسل: محمد
التبشير بخاتم الأنبياء
إنجيل برنابا
محمد.. الرسول الخاتم
"لأن الله سيصعِّدني من الأرض، وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل أحد إيّاي، ومع ذلك فإنه حين يموت شر ميتة أمكث أنا في ذلك العار زمنًا طويلًا في العالم، ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة".
النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، بشَّر به عيسى عليه السلام خاتم أنبياء بني اسرائيل، قال تعالى{وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} [الصف: 6]
، فالبشارة به صلى الله عليه وسلم موجودة في التوراة والإنجيل قال تعالى {ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ لَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ}] الأعراف: 157[
، بل قد أخذ الله تعالى الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وينصروه إذا بُعث وهم أحياء، وأن يبلغوا أقوامهم بذلك ليشيع خبره بين جميع الأمم، قال تعالى{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[آل عمران: 81]
وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك البشارات، ودلَّل بها على صدق محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}[الرعد: 43]
وقال تعالى{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ١٩٦ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء:196- 197]
وقال عن موقف أهل الكتاب والذي يفترض أن يكونوا أول من يؤمنون به لمعرفتهم به صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146]، وقال تعالى{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}[البقرة: 101]
، فانطبقت البشارات على محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه الرسول الذي أخبر الله بمقدِمِه، لكنَّ فريقًا منهم يكتمون الحق وهم يعلمون، ويتركون ما جاءهم في كتبهم المقدسة وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.