عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو على نفسه
عن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، وكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : وكانت عقبة -دور- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن نمشي عنك، فقال : «مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا» (رواه أحمد).
لقد كره النبي صلى الله عليه وسلم التميز على أصحابه، وتحمل المشاق والمتاعب مثلهم؛ تطبيقًا للعدل والمساواة.
عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو على قرابته
اتضح ذلك في قصّة المرأة المخزومية التي سرقت، واستعان أهلها بأسامة بن زيد كي يشفع لهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبل شفاعته، وقال صلى الله عليه وسلم كلمة خلّدها التاريخ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» (متفق عليه).
عدل الرسول صلى الله عليه وسلم ولو على أصحابه
سرق رجلٌ من المسلمين - اسمه «طعمة» - درعًا من جارٍ له مسلم، وكانت الدرع في جراب فيه دقيق، فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب حتى انتهى إلى الدار.
ثم خبأها عند رجل من اليهود، فالتُمِسَتِ الدرعُ عند «طعمة» فحلف بالله ما أخذها، فقال أصحاب الدرع: لقد رأينا أثر الدقيق في داخل داره. فلما حلف تركوه، واتبعوا أثر الدقيق إلى منزل اليهودي، فوجدوا الدرع عنده، فقال اليهودي: دفعها إليَّ طعمة!! فجاء قوم طعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يجادل عن صاحبهم، فهَمَّ رسول الله أن يعاقب اليهودي، فنزل الوحي بخلاف ذلك؛ فلم يكتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، بل أعلن أن اليهودي بريء، وأن السارق مسلم. [تفسير ابن كثير].