حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام الإسلامية الرئيسية :: واحة المنتدى الإسلامي العام

كاتب الموضوع امين مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :27 - 05 - 2020
امين
عضو فعال
عضو فعال
تواصل معى
البيانات
عدد المساهمات : 1861
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/11/2016
معالجة القلب في الحجر الصحي Emptyموضوع: معالجة القلب في الحجر الصحي

معالجة القلب في الحجر الصحي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-

(( معالجة القلب في الحجر الصحي ))

إن من أعظم الأسباب التي يقسو بها القلب ويفسد، ويشوش بها الذهن وينشغل - كثرة الخلطة مع الناس،
إلا خلطة الصالحين وطلبة العلم،
خلطة غير الصالحين: وقوع في الأعراض، وسعي في غيبة ونميمة.

خلطة غير الصالحين: فساد للطبع واكتساب للأخلاق الرديئة؛ لذا جعلها ابن القيم داءً؛ لأنها تؤثر امتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، فيوجب له تشتتًا وتفرقًا وهمًّا وغمًّا، وضعفًا، وحملًا لِما يَعجِز عن حمله مِن مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟

ثم يعقب ابن القيم رحمه الله بقوله: هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة؟ وأنزلت من محنة، وعطَّلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية؟ وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضر من قرناء السوء؟ لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد، وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء وطر بعضهم من بعض تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه ندمًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ [الفرقان: 27 - 29]، وقال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، وقال خليله إبراهيم لقومه: ﴿ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 25]، وهذا شأن كل مشتركين في غرض، يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزنًا وألَمًا، وانقلبت تلك المودة بغضًا ولعنةً، وذمًّا من بعضهم لبعض، لما انقلب ذلك الغرض حزنًا وعذابًا، كما يشاهد في هذه الدار من أحوال المشتركين في خزيه، إذا أخذوا وعوقبوا، فكل متساعدين على باطل، متوادين عليه لا بد أن تنقلب مودتهما بغضًا وعداوة.

فإذا كانت خلطة الناس ومجالستهم بهذا الضرر على القلب، فقد منحك الله فرصة تحمي بها قلبك وتزيل ما علِق به من الأدناس والأرجاس، فحظر التجوال والابتعاد عن خلطة الناس فيه ما يزجر عن هذه المعايب، ويبصر بتلك المثالب، فلا بد للمرء من وقت يختلي فيه بنفسه، فيحاسبها وبقلبه، فيطهره مما علق به، كما روي عن عمر رضي الله عنه: خذوا حظَّكم من العزلة[1]، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: لوددت أن بيني وبين الناس بابًا من حديد، لا يكلمني أحد ولا أكلمه، حتى ألقى الله سبحانه.

ومن أعظم مِنَح حظر التجوال التي تعين على علاج القلب وإصلاحه:
• التفرغ للعبادة، والاستئناس بمناجاة الله سبحانه، فإن ذلك يستدعي فراغًا، ولا فراغ مع المخالطة، فالعزلة وسيلة إلى ذلك.

• صيانة الدين عن الخوض في الجدال والخصومات والفتن.

• السلامة والخلاص من شر الناس، وكما قيل:
عَدُوُّكَ مِن صَدِيقِكَ مُسْتَفَادُ
فَلَا تسْتَكْثِرَنَّ مِنَ الصِّحَابِ
فَإِنَّ الدَّاءَ أَكثَرُ مَا تَرَاهُ
يَكُونُ مِنَ الطَّعَامِ أَوِ الشَّرَابِ

• انقطاع طمع الناس فيك، فرضاهم غاية لا تدرك، وانقطاع طمعك فيهم ودنياهم، فإن خلطة كثير منهم تظلم القلب، بل رؤية بعض الناس تجعل قلبك قاسيًا؛ مرَّ الحسن البصري فرأى قصور المترفين، فغمض عينيه، فقالوا: مالك؟ قال: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].

وكل ذلك دواء لقلبك، فاحرِص عليه قبل أن يُرفع حظر التجوال، واستثمر ما أنت فيه من نعمة العزلة وعدم الخلطة، واعلَم أن سلامة قلبك من الشبهات والحيرات والريب، لا تكون إلا بالتفرغ له، فإذا تعهَّدته كنت من أصحاب القلوب السليمة التي تكون سببًا في نجاتك يوم القيامة، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].


الموضوع الأصلي : معالجة القلب في الحجر الصحي // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: امين
الخميس مايو 28, 2020 2:01 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

منصورة ابن السيراج

البيانات
عدد المساهمات : 2536
السٌّمعَة : 3
تاريخ الميلاد : 28/01/1963
تاريخ التسجيل : 12/08/2016
العمر : 61
العمل/الترفيه : متقاعدة

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: معالجة القلب في الحجر الصحي



جزاك الله الف خير ....
على هذا الطرح المفيد ....
جعله الله فى ميزان اعملك ....
دمت بحفظ الرحمن ....








الخميس مايو 28, 2020 9:54 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

قسي وبس2

البيانات
عدد المساهمات : 499
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/12/2019

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://rahm.ahlamountada.com

مُساهمةموضوع: ع


ﺗﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﺟﻌﻠﺔ ﻓﻰ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ








الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير