حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: الأقسام الأدبية والثقافية :: واحة الأدب العربي و العالمي ::  واحة الأدب المنقول

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :02 - 03 - 2020
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
زهرة رحلت شمسها- قصة قصيرة Emptyموضوع: زهرة رحلت شمسها- قصة قصيرة

زهرة رحلت شمسها- قصة قصيرة
تلك المزهرة ..~رحلت
هناك أشخاص عاهدوا الحياة ليكونوا فيها شمسًا ..!
كل يوم ، بعد الشروق، عندما تستيقظ الزهور
وتصحوا العصافير ..
. عندما تتمايل اوراق الشجر مع النسيم .. أجلسُ في شرفتي الصغيرة، مع كتاب بين يدي او جريدة بوجود كوب قهوة بجانبي يفوح عبقه في شقتي .. أجدُ نفسي أراقبها بتركيز ..عندما تخرج من باب منزلها الصغير، يرقص فستانها مع قفز اقدامها،
تنزل الدرجتين على رؤوس اصابعها، وكأنها تخشى إيلام الدرج بوقع أقدامها !.
.. أراها تتوجه لزهورها الخلابه ، تحمل ابريق السقاية .. تملئه بالماء والبسمة لا تفارق شفاهها، اجمل ابتسامة! وكأنها كل ثانية تسمع خبر مفرح ! ..
اللهي ما اعظم رقتها ولطافة حركاتها !
لم أرى كائنًا مثلها قبلاً ... الورود تنصت لصوت غنائها الخافت بكل راحة ، والماء تلمع على بتلاته .. تترك الابريق، وتستدير بخفة ليتمايل شعرها القصير مع حركتها السريعة، تمشي لأرجوحتها البيضاء .. تجلس عليها بنفس الوضعيه المعتادة ، تخلع حذائها المنخفض وترفع قدميها الناعمتين فوقها .. تفتح الكتاب الذي لا يبرح مكانه فوق الأرجوحه ، تضعه في حضنها أجزم أنها رواية رومنسية ، فكل ما بها يوحي لمشاعرها! أيا ترى.. هل هذه الفتاة مخلوقة من الزهور؟!.. لمعة عينيها في القراءة،
شفتيها اللتان تتسعان بالابتسام تارة، وتارة بالوجوم .. لا أظن انني شاب يهتم بالتفاصيل..لم أكن انتبه لأي شيء من قبل ..لكنها تجذبني بقوة لأراقب كل حركة لخصلات شعرها!
لم أكن أحب الرياضة يوما.. لكنني بدأت أمارس الركض بالتزامن مع وقت خروجها،
حتى يتسنى لي اطلاعٌ أقرب الى جاذبيتها المفرطة.. جاذبية بسيطة فائقة، لا أعرف سببها وتناقضها!
تعمدت يوما أن أتظاهر بالتعب أمام سياج حديقتها الخشبي الصغير ... كانت تسقي زهورها ، فطلبت الماء بحجة العطش .. لكنني عطشان لقربها!
أتت لي بكأس ماء ، الى جانبه بعض القطع من الكعك .. وابتسامتها الرائعة .. فلم أدري لماذا استطعمت التوت والكرز في الماء! ..هل هذا تأثير وجنتيها المتوردتين؟!
وهكذا تمر الأيام ، هي بروتينها .. ورغم انه روتين إلا أنه تجديد لنفسي كل يوم! ..
وأنا عيني عليها ، وكلي فضول لدخول حياتها!..
لكن بدأ خروجها الصباحي يصبح متقطعًا .. فما عدت استمتع بالمراقبة كل يوم ..
ثم اختفت الرواية عن الأرجوحة لترافق صاحبتها في أيام عزلتها داخل المنزل ..
ثم عطشت الورود ، فأتت أخرى ليست مثل سابقتها .. تسقي الزهور بوجوم .. ثم تعود للداخل بلا أي ابتسام ثم رأيت رفيقة عيني تخرج يوما في الصباح .. تجلس على الأرجوحة ، وقد قل بريق ابتسامتها .. ونحِل جسدها .. وتباطأ ركضي لأحاول معرفة ما بها ... فنظرت إليّ ، وابتسمت ابتسامة جعلت قلبي المشتاق أخيرًا يضحك.. ثم انزلت رأسها لتكمل القراءة... ثم مرت أيام أخرى ، صارت رؤيتها في الخارج كرؤية الشفق القطبي في لندن! ..اختفى اثرها الزاهي من حياتي .. وحزنت الزهور لغيابها .. فذبلت وتآكلت أطرافها .. والأرجوحة لم تجد غير النسيم ما يحركها .. فوجدت نفسي أدخل الى حديقتها ، وبهدوء أتقدم من الباب .. قرعت الجرس وانتظرت .. فخرجت إليّ فتاة ما ..ظلت صامته في انتظار كلامي .. فسألت بلباقة :-
" جارتي .. لم أعد أرها في حديقتها ، فهل حدث شيء؟! "
ترقرقت الدموع في عينيها ، وابتعدت من امام الباب قليلا .. لتشير لي كي أدخل .. دخلت لأول مرة منزل تلك المزهرة .. شعرت وكأنني أدخل بيت الشمس!
قادتني الفتاة للطابق الثاني .. لغرفة كان بابها الأبيض قد زين ببعض الرسوم العشوائية ، فدخلت من بعدها .. ورأيت الرقيقة نائمة في فراشها.. وحياة الأمل غادرت وجنتيها .
وانبوب لين يمتد من يدها الى كيس المغذي فزعت حزنا من مظهرها .. وسألت بصدمة:-"ماذا حدث؟!"فأجابت بحزن :
-" مرضت ، وستغادرنا قريبا.. دائما الموت قريب .. يأخذ أفضل الناس وأطهرهم قلبا
.. ويترك لنا السواد!" أكملت جملتها لتنساب دموعها الضعيفة بهدوء،
فاستدارت وخرجت ... بقيتُ اتأمل جسدها المنهك ، انقبض قلبي وأردت إعطاءها جزءا من عمري.. .فهي حقا تستحق العيش! أرى أنها كانت تنير حياة من يعرفها .. حتى أنا ، الذي لم تعرفها الا عيناي .. حتى اسمها اجهله .. لكنها كانت بالنسبة لي شيء يسبب ابتسامتي! والآن ستذبل زهور حديقتها حزنا ، وتتكسر عتبات بابها حدادا .. ويختفي النور من حياة قلوبٍ أحبتها .فهذه المزهرة .. آن خريفها ! فرحلت شمسها ..!


الموضوع الأصلي : زهرة رحلت شمسها- قصة قصيرة // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



زهرة رحلت شمسها- قصة قصيرة 2410


الإثنين مارس 02, 2020 7:01 am
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

قسي وبس2

البيانات
عدد المساهمات : 642
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/12/2019

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://rahm.ahlamountada.com

مُساهمةموضوع: رد: زهرة رحلت شمسها- قصة قصيرة


ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜِﻰ
ﻭﺟﺰﺍﻛِﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ
ﺩﻣﺘِﻰ ﺑﺮﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻔﻈﻪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ








الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير