وهي البيئة المباشرة للمجتمع كله، ويجب على من يُسَوِّق لنفسه أن يستجيب لها ويتكيف معها، أما التأثير فيها، فلا يتم إلا بعد أن يصل الشخص إلى مرحلة من النفوذ والقوة، وهنا نتحدث عن البيئة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والتربوية، والتقنية، والنفسية، والقانونية، والطبيعية، ومن المهم أن يعرف من يُسَوِّق لنفسه هذه الأبعاد، ولما أرسل النبي صلى الله عليه وسلمأصحابه إلى الحبشة قال لهم: ((إنَّ بأرض الحبشة ملكًا لا يُظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا، ومخرجًا مما أنتم فيه)).
ومن اشتغل في تسويق نفسه بدون وعي ببيئته المحيطة به، ربما جنى على نفسه، ولو بغير قصد، ولكي يكون الإنسان عالمًا ببيئته الكلية المحيطة به ينبغي عليه أن يراعي عدة أمور منها:
1- أن يحرص على تنويع مصادر معلوماته؛ حتى لا تسيطر عليه كثيرًا فئة محددة من المعلومات.
2- أن يحرص على أن يُخصص وقتًا من قراءاته وجهده للتعرف على الواقع؛ إذ (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) كما يقول الفقهاء، ولقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (إنَّما تنقض عرى الإسلام عروة عروة؛ إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية).
3- أن يستعين بأهل الخبرة والتخصص للقيام بدراسات ميدانية تدرس البيئة بطريقة علمية.
فإذا كانت البيئة واضحة، والمعرفة بها جيدة، ينتقل المسوق لوضع المزيج التسويقي المناسب لهذه البيئة والمتلائم معها.