يمثل الذهاب للمدرسة بالنسبة للكثير من الأطفال عبئاً نفسياً ، لأن الأطفال يربطون الالتزام بمواعيد المدرسة ببعض الأمور السلبية من وجهة نظرهم ، مثل الاستيقاظ من النوم مبكراً وقضاء وقت قليل مع الأصدقاء ، والالتزام باستذكار الدروس والجلوس في الفصل داخل المدرسة طوال اليوم .
ونادراً ما يكون هناك طفل يتطلع للذهاب للمدرسة ، وهذا يعني أن الأم سيكون عليها تحفيز طفلها وجعله مقبلاً على الذهاب للمدرسة ومتحمساً لاستكمال تعليمه .
يجب على كل أم أن تعلم أنه من الطبيعي أن يعطيها الطفل إجابة غير متحمسة عند سؤاله عن أخبار المدرسة والدراسة ، فهناك الكثير من الأطفال الذين لا يرغبون في مشاركة كيف سار يومهم في المدرسة مع الأم أو الأب وخاصةً إذا كانوا يشعرون أن اليوم لم يكن جيداً .
وقد يكون عدم رغبة الطفل في التحدث عن يومه في المدرسة أمراً محبطاً بالنسبة لوالدته لأنها تبحث عن التواصل معه وفي نفس الوقت تريد أن تطمئن أنه يستفيد من دراسته .
إن جعل طفلك مقبلاً ومتحمساً بخصوص الذهاب للمدرسة ليس بالأمر السهل وخاصةً أنه في كثير من الأحيان لن يكون طفلك متحمساً بقدر حماسك أنتِ ولكن هناك بعض الخطوات والأفكار التي من شأنها أن تساعدك فيما يخص جعل الطفل مقبلاً على الدراسة .
أحياناً قد تشعر الأم بالإحباط لأن طفلها ليس مقبلاً على الدراسة والمدرسة بنفس القدر الذي تريده هي أو بنفس القدر من الحماسة الذي كانت هي عليه ، ولكن يجب أن تضعي في اعتبارك أن الطفل قد يكون يمتلك سبباً جيداً يجعله غير متحمس .
يجب أن تكون الأم على صلة دائمة بحياة طفلها في المدرسة مع الحرص على أن يكون اهتمامها وتدخلها في دراسة الطفل ليس مقصوراً فقط على استذكار الطفل وهو في المنزل ، بل يجب أن يمتد الأمر إلى أن تقوي الأم علاقته بالمدرسة والأنشطة المختلفة فيها مما سيجعل الطفل أكثر إقبالاً على الذهاب للمدرسة والاهتمام بدراسته وتعليمه .
يمكنك أن تعطي طفلك حافزاً إيجابياً يجعله متحمساً للذهاب للمدرسة عن طريق إبداء اهتمامك بما يفعله الطفل في يومه بعيداً عن الدراسة .
اطرحي على طفلك بعض الأسئلة حول المدرسة ومعلميه وأصدقائه مما قد يجعله متحمساً بعض الشيء للإجابة وسيشعره هذا الأمر أنك مهتمة بالاستماع له ولما فعله في يومه .
حاولي أن تكون أسئلتك أيضاً بغرض اكتشاف الأشياء التي يحبها ولا يحبها طفلك بخصوص المدرسة .
قد يكون سبب عدم إقبال طفلك على الذهاب للمدرسة هو مضايقة معلمه له أو خلافه مع أحد أصدقائه ، ولذلك فإنكِ إذا قمت باكتشاف السبب وراء عدم حماسة طفلك تجاه المدرسة فإنكِ قد تساعديه في التغلب على المشكلة أياً كانت .
حاولي أن تكتشفي الأشياء التي يحبها طفلك في المدرسة لتتحدثي معه حولها بمعدل أكبر . قد يشعر الطفل أن المدرسة مملة لأنه ليس مشتركاً في أي نشاط يحبه مع الوضع في الاعتبار أن المدرسة تقدم العديد من المجموعات والأنشطة التي يمكنها أن تجذب انتباه الطفل .
ويمكنك مثلاً أن تسألي طفلك إذا كان مهتماً بالانضمام للصحيفة المدرسية أو لأي نشاط تطوعي في المدرسة . وإذا كانت المدرسة لا تقدم أي نشاط يجذب انتباه الطفل فشجعيه على أن يبحث عن أي أنشطة رياضية أو تطوعية خارج نطاق المدرسة .
واعلمي أن اهتمام طفلك بالأنشطة المختلفة سيجعله متحمساً حيال كل شيء بما في ذلك الدراسة .
إن التعليم بالتأكيد أمر أساسي لطفلك يجب عليه استكماله حتى النهاية بجميع مراحله ولكن عليكِ أن تكوني حريصة على التحدث مع طفلك حول أهمية الدراسة بالنسبة له والمنافع التي ستعود عليه في المستقبل . اشرحي لطفلك أنه إذا استكمل تعليمه ونجح في جميع مراحله فهذا يفتح أمامه العديد من المجالات لاختيار الوظيفة المناسبة له . اجعلي طفلك يشعر دائماً بأنك فخورة بما يحققه في المدرسة بغض النظر عن صغر أو كبر تلك الإنجازات .