دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
الإخبار بالماضي والمستقبل
أنه صلى الله عليه وسلم تنبأ بحوادث جمَّة من حوادث الدنيا ودُوَلِهَا؛ فوقعت كما أخبر؛ كفتح الشام والعراق والقسطنطينية، كما أخبر عن الأمم الماضية وأحوالهم مع أنبيائهم ورسلهم، بدءًا من آدم عليه السلام، ومرورا بجميع الأنبياء والمرسلين كسيدنا نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، كما تنبأ بحوادث مستقبلية؛ فحدثت كما تنبأ بها، ومنها أنه لما انتصر الفرس على الروم، فأخبر سبحانه وتعالى أنه بعد بضع سنين سينتصر الروم على الفرس، قال تعالى{الم ١ غُلِبَتِ الرُّومُ ٢ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ٤ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ٥ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٦ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:1- 7]
، وقد حصل هذا كما أخبر الله تعالى.
بِشَارة الرُّسُل بِهِ وختمه الرسل
أن الأنبياء عليهم السلام قد تنبأوا به r قبل ظهوره بدهر طويل، ووصفوا مبعثه، وبلده، وخضوع الأمم والملوك له ولأمته، وذكروا انتشار دينه.
أنه خاتم الأنبياء، ولو لم يُبعث لبطلت نبوات الأنبياء التي بشرت بمبعثه.
شهادة أهل الكتاب بصِدقه
أنه قد شهد بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وثبوت أمره في التوراة والإنجيل بعض أهل الكتاب حال بعثته والذين لم يُعمِهِم التعصب؛ كبحيرا الراهب، وورقة بن نوفل، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن سلام، وزيد بن سعنة.
نَصر الله له وصفاته وأخلاقه
أن انتصاره على الأمم التي حاربته آية من آيات النبوة؛ إذ يستحيل أن يدَّعي شخص أنه مرسل من الله ـ وهو كاذب ـ ثم يمده الله بالنصر والتمكين، وغلبة الأعداء، وانتشار الدعوة، وكثرة الأتباع، فإن هذا لا يتحقق إلا على يد نبي صادق.