صلاه الاستسقاء
تعريف الاستسقاء
الاستسقاء:
طلب السُّقْيا من الله تعالى عند الجفاف وقلة المطر.
دليل مشروعية صلاة الاسْتِسْقَاء
صلاة الاسْتِسْقَاء سنة مؤكدة؛ لفعل النبي كما في حديث عَبْدِ اللهِ بْن زَيْدٍ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (متفق عليه).
وقت صلاة الاسْتِسْقَاء
تشرع صلاة الاسْتِسْقَاء إذا جفت الأرض، وحُبس المطر، أو قلت مياه العيون والآبار، أو جفت الأنهار، ونحو ذلك، ويستحب أن تكون بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، ويكون تقريبًا بعد طلوع الشمس بثلث ساعة كصلاة العيد.
موضع صلاة الاسْتِسْقَاء
السنّة أن تُؤَدَّى في الْمُصَلَّى، وليس في المسجد؛ لفعل الرسول (ص) ، إِلا عند الحاجة.
صفة صلاة الاسْتِسْقَاء
صلاة الاسْتِسْقَاء ركعتان بلا أذان ولا إِقامة، يُجهر فيهما بالقراءة.
يكبر المصلي في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإِحرام سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام من السجود.
يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة، ويحمد الله ويثني عليه، ويصلي على النبي بين التكبيرات.
بعد الصلاة يخطب الإمام خطبة واحدة يكثر فيها من الاستغفار وتلاوة القرآن، ثم يدعو ويكثر من الأدعية المأثورة، مع الإِلحاح في الدعاء وإِظهار الخضوع والافتقار والمسكنة إِلى الله تعالى، ويرفع يديه ويبالغ في ذلك.يستقبل الإمام القبلة، ويحول رداءه، فيجعل ما على اليمين على اليسار، وما على اليسار على اليمين، ويظل يدعو بينه وبين ربه.
من أحكام صلاة الاسْتِسْقَاء
1- أن يتقدمها موعظة وتذكير الناس بما يُلَيِّن قلوبهم من ذكر التوبة من المعاصي، والخروج من المظالم بردِّها إلى مستحقيها؛ لأن المعاصي سبب لمنع المطر، والتوبة والاستغفار والتقوى سبب لإجابة الدعاء وسبب للخير والبركة، ويحثهم على الصدقة؛ لأن ذلك سبب الرحمة.
2- يحدد يومٌ للخروج إليها؛ ليكون الناس على استعداد لذلك.
3- يسن الخروج إِليها بخضوع وخشوع وتضرع وتذلُّل، مع إظهار الافتقار إِلى الله؛ ولهذا لا يشرع التجمل والتطيب لها. قال ابن عباس رضى الله عنه في وصف خروج النبي للاستسقاء: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ خَرَجَ مُتَبَذِّلاً [ المتبذل: هو التارك للزينة والهيئة الحسنة] مُتَوَاضِعًا مُتَضَرِّعًا حَتَّى أَتَى الْمُصَلَّى» (رواه أبو داود).
4- الإِكثار في خطبة الاسْتِسْقَاء من الاستغفار والدعاء مع رفع اليدين.
المستحب عند نزول المطر
يستحب الوقوف في أول نزول المطر والتعرض له؛ لفعل النبي كما في حديث أنس رضى الله عنه قال: «أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله مَطَرٌ. قَال: فَحَسَرَ رَسُولُ الله ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ : لأَنه حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى» (رواه مسلم).